كلمة الميثاق -
كلمة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في قمة سرت العربية الاستثنائية عبرت معاني مضامينها وأبعاد دلالاتها عن استشعار عالٍ بالمسؤولية تجاه ما تواجهه الأمة العربية من تحديات ومخاطر كبرى لا تستوجب فقط الارتقاء بالتضامن العربي ووحدة الصف إلى مستوى متطلبات استحقاقاتها بل الارتقاء بالعمل العربي المشترك عبر تطوير وتحديث متغير آلياته العتيقة التي لم تعد تلبي الحد الأدنى من الصمود في مواجهة تلك الأخطار المحدقة بحاضر ومستقبل الأمة التي بات يحاصرها من كل حدب وصوب.
وفي هذا السياق يؤكد الأخ الرئيس أن مبادرة اليمن لتفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي إنما تهدف إلى مواكبة التطورات بمتغيراتها وتحولاتها التي هي سمة العصر وتعكسها التجمعات والتكتلات والاتحادات الاقليمية والدولية رغم أن مقومات وجودها غير قابلة للمقارنة مع المقومات التي يمتلكها العرب تاريخياً وجغرافياً ناهيك عن وحدة العقيدة واللغة والمصير الذي يزداد أهمية في هذه الفترة التي يعيشها العرب دولاً وشعوباً ولم يواجهوا مثيلاً لصعوبات وتعقيدات ظروفها وأوضاعها في تاريخهم القديم والحديث لهذا لاتقبل المراوحة في المكان وعند زمن تأسيس الجامعة العربية قبل 60 عاماً.. وحتى لا يفهم كلام فخامة الأخ الرئيس حول المبادرة اليمنية الغاية التي قدمت من أجلها يدعو في كلمته اخوانه القادة العرب في تلك القمة إلى عدم إساءة فهمها والنظر إليها باعتبارها مشروعاً عاطفياً بل مبادرة قومية نابعة من وعي عميق بما يجب القيام به من أجل إبقاء الأمة العربية في المسار التاريخي الحضاري المؤثر والفاعل على صعيد الدفاع عن وجودها ومصالحها في مواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها.. وهنا ليس مهماً ان كانت المبادرة جاءت من اليمن أو من أية دولة شقيقة فهذه شكليات ولكن المهم الكيفية التي بها يتحقق تطوير العمل العربي المشترك وبالتالي لم يكن الغرض من طرحها الاختلاف حولها وإذا كان الأمر كذلك يقول الأخ الرئيس: اقترح تجميد نقاشها ولنحافظ على ما تبقى من التضامن العربي في إطاره الراهن- الجامعة العربية- شريطة أن يناقش ميثاقها كمنظومة متكاملة وثيقة قومية لتفعل بكل نصوصها.
وهكذا يتبين للجميع أن اليمن لا ينظر للمبادرة كغاية في ذاتها وإنما باعتبارها ضرورة أملتها وفرضتها حقائق الواقع الموضوعي الذي آلت إليه الأمة والتي بات واضحاً في اليأس والاحباط الذي أصاب أبناءه ويقتضي من القادة العرب أن يكونوا في مستوى الاحساس بنبض الشارع العربي المصاب باليأس والاحباط من امكانية ارتفاع قادته إلى مستوى مقتضيات الخروج من حالة التردي بعد أن بلغ حداً غير مقبول ولا يمكن احتماله وهذا لن يكون ما لم نقف معاً في وجه التحدي والخطر الذي يهددنا دولاً منفردة وكأمة.