لقاء/ علي الشــعباني -
خلال الأسبوع الماضي شهدت مديرية المراشي اعتداءات إرهابية قامت بها عناصر حوثية متمردة حيث قامت بتدمير عدد من منازل المواطنين الأبرياء في قرية »المليحات« ونهب ممتلكاتها وتشريد الأطفال والنساء..
»الميثاق« التقت الأخ هندي عبدالله بريش مدير عام مديرية المراشي بمحافظة الجوف والذي كشف القناع عن عدد من الأحداث والقضايا الساخنة في المديرية.. فإلى نص اللقاء:
ماهي الأوضاع التي تعيشها مديرية المراشي خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها؟
- بداية أود القول إن مديرية خراب المراشي يزيد عدد سكانها عن 94 الف نسمة يعيشون في ظروف صعبة وخطيرة نظراً للخروقات والاعتداءات السافرة التي تقوم بها العناصر المتمردة والتي تتعارض مع قرار وقف اطلاق النار ومع ما تضمنته آلية اللجنة الوطنية لتنفيذ النقاط الست، فتلك العناصر خرقت الاتفاق وتتمادى في غيّها وإجرامها، فقد اعتدوا على المنشآت الحكومية ومنها المجمع الحكومي ومكتب التربية والمركز الصحي وغيرها، إضافة إلى وجودهم المستمر في تلك المناطق والتمترس وإقامة النقاط التي من خلالها ينتهكون حرية المواطنين الآمنين ويستخدمونها لممارسة الضغوطات على المواطنين وأخذ التعهدات الخطية منهم بعدم التعاون مع الدولة وتسليم الزكاة والفطرة لهم، إضافة الى التدخل المستمر في صلاحيات السلطة المحلية.
ضغوطات المتمردين
تعرضت قرية المليحات في المديرية لاعتداءات ارهابية وإجرامية من قبل تلك العناصر.. ما وقائع تلك الاعتداءات خاصة وأنكم كنتم موجودين شخصياً أثناء تلك المواجهات؟
- الاعتداء على قرية المليحات كان ليلة إيقاد شعلة الثورة السبتمبرية حين كنا مع مجموعة من الشباب نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية وفوجئنا بوابل من الرصاص والقذائف من قبل المتمردين الحوثة وقد اشتبكنا معهم واستمر ذلك حتى صباح يوم 27 سبتمبر، وقد تمكنا من طردهم من المواقع التي كانوا يتمترسون فيها واستطعنا السيطرة على المواقع التي تطل على قرية المليحات، وطبعاً الهدف من الاعتداء على قرية المليحات من قبل المتمردين كونها المنطقة الوحيدة التي لاتزال فيها المنشآت الحكومية قائمة وتمارس مهامها ولم يرضخ أهلها لضغوطات المتمردين، وبعد أن تم إخلاء المواقع من العناصر المتمردة وأسر خمسة منهم، وبعد تدخل الوساطات القبلية بحكم العادات والأعراف في المنطقة تم الإفراج عن تلك العناصر بعد أن تعهدوا بعدم التعرض لأي مواطن أو ممارسة أعمال تخريبية في المديرية وان يكونوا مواطنين صالحين لهم حقوق وعليهم واجبات وقد عاهدوا الله وعاهدونا بذلك، ولكن طبيعتهم الغدر والخيانة، فنقضوا العهد والاتفاق، وبعد ذلك فوجئنا بأن قائد المتمردين (أبو حسن) يطلب منّا اخلاء تلك المناطق وتسليمها لهم وهو ما رفضناه رفضاً قاطعاً الا عند إخلاء المجمعات الحكومية والمنشآت التربوية والصحية والالتزام بالمواطنة الصالحة، ولكنهم رفضوا ذلك.. وهنا فشلت الوساطة القبلية لأن ما يقومون به هي خروقات يجب أن يوقفوها، ولأن المصلحة العامة يجب أن تبقى فوق كل شيء ولها قداستها وحرمتها ، وفي حقيقة الأمر فإن المتمردين يستخدمون الوساطة والمفاوضات كغطاء لتضييع الوقت حتى يصلهم الإمداد والعون وهو ماحدث، فقد استطاعوا ان يفرضوا حصاراً خانقاً على المليحات وقطعوا كل الطرق والإمدادات واعتدوا علينا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة كالمدافع والقذائف الـ»آربي جي« وغيرها والتي جاءت اليهم كتعزيز من المتمردين الموجودين في منطقة حرف سفيان وصعدة.. هجموا بكل شراسة وعددهم أكثر من 500 شخص بينما نحن (65) شخصاً لا نملك سوى أسلحتنا الشخصية وقد خضنا معهم معركة شرسة انتهت بانتهاء تمويناتنا من الاسلحة والذخيرة واضطررنا الى الانسحاب واستشهد علينا الأخ علي أحمد الفرجة وأصيب بعض الاخوة وتم القبض على عشرة اشخاص وأخذهم الى المجمع الحكومي، بينما أنا وبعض الاخوة انسحبنا عبر طريق خطرة وغير آمنة ولكننا عبرناها بحمد الله.. ولكن قلوبنا مدمية بالجراح والألم على ما لحق بالمليحات من خراب ودمار، فقد قام الحوثة بنهب المنازل بكل محتوياتها ونسف ثلاثة منها وتشريد الاطفال والنساء، إضافة الى نهب الكثير من الممتلكات والمزارع، فالأخ أحمد الفرجة نهبوا محله التجاري وما يملكه ومبلغ مليون ريال ونصف من محله وسيارة ودراجات نارية لمواطنين آخرين.
أثناء اشتباككم مع المتمردين هل تواصلتم مع الجهات المعنية لإمدادكم بالتعزيزات اللازمة؟
- نعم تواصلنا مع الكثير من الجهات المعنية وقد أبدوا استعدادهم للإمداد والتعزيز ولكن المتمردين أغلقوا كل المناطق والطرق المؤدية الى المليحات..
موقع استراتيجي
ترى لماذا هذا الاهتمام لفرض السيطرة على المليحات، ومنطقة المراشي بشكل عام؟
- لأن المراشي تعتبر ذات موقع جغرافي متميز ومهم، فهي تحادد محافظة صعدة وحرف سفيان والجوف وهي منطقة مهمة جداً من حيث الطرق والممرات المؤدية الى تلك المناطق والسيطرة عليها يعني السيطرة على المناطق والطرق الاستراتيجية والحيوية في الجوف إضافة الى أن أهالي المنطقة من المواطنين الشرفاء الابطال الرافضين لمشروع الحوثة وأعمالهم الاجرامية ومعتقداتهم الكاذبة ويرفضون الرضوخ لإرهابهم أو تسليم الزكاة والضريبة والفطرة لهم.
خلال مواجهتكم البطولية لأولئك المتمردين.. أين كانت الاجهزة الامنية والقوات المسلحة؟
- دعني أصدقك القول إنه لا وجود للأجهزة الامنية في المديرية، فعدد أفراد الأمن الثابتين فيها ثمانية أشخاص وهم في منازلهم بما فيهم مدير الأمن الذي لم نره منذ الحرب الرابعة، أما القوات المسلحة فتكاد تكون غير موجودة، إذ أن عدد حرس الحدود الموجودين في المنطقة قليل جداً، لذلك الحوثة عندما يرون أن المنطقة خالية من الأجهزة الامنية والقوات المسلحة يطمعون في الاستيلاء عليها وقد تمكنوا من ذلك بشكل شبه كامل، ونحن نحذر إذا استمر التهاون الرسمي في الجانب الامني والعسكري في هذه المديرية، فإن المتمردين سيتمكنون من الاستيلاء عليها بشكل كامل وعندها لن ينفع البكاء والنحيب.. وكل ما نطلبه هو تعزيز النقاط الأمنية وحماية الطرق، وهذا ممكن أن تقوم به كتيبة من أي معسكر.
اللجنة غائبة
أين دور اللجنة الوطنية لتنفيذ النقاط الست من هذه الاعتداءات والخروقات وهل اشعرتموها بذلك؟
- بلاشك اللجنة تعرف بالخروقات التي يقوم بها المتمردون بشكل مستمر، ولكننا وللأسف لم نرَ تلك اللجنة الى اليوم خاصة وأن الاعتداءات التي يقوم بها المتمردون على المواطنين الأبرياء وعلى المشائخ والمسؤولين تمت بعد إيقاف اطلاق النار، ومديرية المراشي لم تدخل في ذلك القرار لأنه لم يكن هناك أية مواجهات معهم، ولذلك فهم يستغلون هذه النقطة ويمارسون جرائمهم اللاإنسانية في المناطق التي انتقلوا اليها فارين في الحرب السادسة والتي كبدتهم الكثير من الخسائر والامكانات..
بصفتكم مدير عام المديرية.. كيف تقيم تجاوب المواطنين مع الدولة ومواقفهم إزاء تلك الجرائم التخريبية؟
- أبناء المنطقة وقبائلها يستحقون كل الشكر والتقدير على مواقفهم الوطنية الشريفة والغيورة والتي يترجمونها في مواقفهم البطولية الرافضة لكل ما يقوم به المتمردون من جرائم واعتداءات، وقد ضربوا خلال المعركة الاخيرة أروع وأقوى البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن الثورة والوحدة والديمقراطية ومكتسباتها، وهم متعاونون مع الدولة ومستعدون للتضحية بكل ما يملكون من أجل الذود عن الوطن، لكن شحة الإمكانات والعتاد والاسلحة هو ما يقف عائقاً أمامهم.. نحن نعول كثيراً على الدور والواجب الوطني الذي تقوم به القبائل المتعاونة معنا في حماية أبناء المنطقة من الاعتداءات.
أفكار ضالة
برأيكم هل سيستمر وجود المتمردين في المديرية؟
- لا اعتقد ولكنهم يقومون بغرس أفكار ومعتقدات ضالة في عقول الشباب الصغار وبطرق مختلفة خاصة في المناطق التي يتواجدون فيها، لذلك نحن بحاجة الى مواجهة الفكر التضليلي للحوثي بفكر معتدل، لذلك نحن بحاجة الى إيجاد بنية تحتية ثقافية وتعليمية وتوعوية قادرة على الصمود في وجه الفكر الرجعي الضال للحوثي وملء فراغ عقول الشباب، وطبعاً مديرية المراشي يوجد بها الكثير من الخدمات والمنشآت الخدمية ولكن اعتداءات الحوثة هي من تعيق عملية البناء والتطور وتوفير الخدمات للمواطنين.
كلمة أخيرة تود قولها؟
- أدعو المتمردين الى تحكيم العقل والرضوخ للسلام الذي تحرص الدولة على إحلاله في كل شبر من أرض الوطن وليعوا ويدركوا تماماً أن ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر ومكتسباتها لن تنال منها أي يد آثمة وستظل شعلة ثورة 26سبتمبر التي اشعلت جنونهم مضيئة في سماء الوطن حتى يرث الله الارض ومن عليها، كما أطلب من كل الجهات المعنية ان تقوم بواجبها على أكمل وجه، وأشكر كل أبناء القبائل الشرفاء الابطال على كل ما يقومون به من أعمال بطولية مشرفة ضد أولئك الاشرار واثق انهم سيهزمون المتمردين عما قريب.{
مدير مديرية المراشي: شعلة الثورة أحرقت الحوثة