الإثنين, 11-أكتوبر-2010
الميثاق نت -  فيصل‮ ‬الصـوفي -
يحطم الأثرياء العرب، أو قل بعضهم، الأموال في مشروعات من قبيل »صناعة أكبر قالب حلوى« في العالم، و»صناعة أطول ساندويتش« ونسج أكبر علم وطباعة أضخم »كبسة أرز باللحم« واطلاق أكبر عدد من »الطائرات الورقية« وتسجيل أعلى سرعة في قيادة السيارات وغير ذلك من أشكال محاكاة‮ ‬الغرب‮ ‬الذي‮ ‬فرغ‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬احتياجاته‮ ‬من‮ ‬الأساسيات‮ ‬والكماليات‮ ‬والرفاهيات‮ .. ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬يفعله‮ ‬أصحابنا‮ ‬لكي‮ ‬يدخلوا‮ ‬موسوعة‮ »‬غينيس‮« ‬للأرقام‮ ‬القياسية‮ ‬وهم‮ ‬لم‮ ‬يزالوا‮ ‬خارج‮ ‬العصر‮..‬
أما الثري العربي الذي يرى نفسه شخصاً إيجابياً فيستثمر جزءاً قليلاً من ماله في مشروعات من قبيل »مصنع مياه« مصنع »بفك« أو »بطاطس نعمان« وغيرها من المشاريع الصغيرة، أما أكثر ماله فيدخره لغدر الأيام ومستقبل »العيال« رغم أن استثمار الأموال في مشاريع كبيرة هو ضمانة‮ ‬من‮ ‬غدر‮ ‬الأيام‮ ‬وضمان‮ ‬للمستقبل‮ ‬ومساهمة‮ ‬في‮ ‬تنمية‮ ‬المجتمع‮ ‬وهي‮ ‬الوظيفة‮ ‬الحقيقية‮ ‬للمال‮ ‬حسب‮ ‬تعاليم‮ ‬الإسلام‮ ‬أو‮ ‬أي‮ ‬دين‮ ‬وملة‮ ‬شئتَ‮.‬
ليس في ذهن أحدهم أن يقيم أكبر مصنع أو مشروعاً يشغل أكبر عدد من العاطلين عن العمل أو يحطم رقماً قياسياً في مجال التصدير أو يكون أكبر مساهم في شركة التعمير.. يريد أن يدخل موسوعة »غينيس« بصناعة أضخم »كبسة أرز ولحم« وهو غير مساهم في زرع حبة أرز أو قمح ولا تربية »كبش« أو حتى أرنب.. يريد أن يدخل الى »غينيس« بتسجيل أعلى رقم سرعة بسيارة مستوردة، ولم يفكر في إنشاء مصنع للدراجات الهوائية، يسعى للوصول الى »غينيس« بإقامة مهرجان لالتهام أكبر عدد من البيض، ولا يطمح لتنظيم حملة لمحو الأمية في حارته للحصول على رضا الله.
يقال إن الناس يتأثرون بحكوماتهم، وقد قيل في الأثر إن الناس على دين ملوكهم، والأثرياء العرب يفعلون على منوال حكوماتهم التي تحقق أرقاماً قياسية في القضايا السهلة ولكنها في القضايا الحيوية حطمت أرقاماً قياسية في مجال الأمية والبطالة وتهجير العقول وبناء المباني المزركشة، أما الثري العربي الشجاع والسخي فأكبر ما يذهب اليه سخاؤه وشجاعته أن يبني أعلى برج، لكن إذا قرر استثمار امواله في تشييد مصنع طائرات أو سيارات أو استخراج معادن فيتجه الى الغرب، حيث الناس ليسوا على دين ملوكهم لأن الحكومات هناك لا تدين بشرائع الفوضى والفساد، على أن الأثرياء العرب الذين يتجهون الى الغرب ليسوا كلهم سواء، إذ بعضهم يستثمر المال في مشاريع عجيبة.. فأحدهم يشتري خيل سباق، والآخر يشتري »بغلة« أو »نادي« وقد قرأت أن ثرياً اشترى قصراً أثرياً في ألمانيا.. وأتحداه أن ينقل حجرة من أحجار القصر الى بلاده،‮ ‬لكنه‮ ‬يستطيع‮ ‬أن‮ ‬يحول‮ ‬القصر‮ ‬الغربي‮ ‬الي‮ ‬متحف‮ »‬شرقي‮« ‬إذ‮ ‬يستطيع‮ ‬نقل‮ ‬آثار‮ ‬عربية‮ ‬وإسلامية‮ ‬الى‮ ‬ألمانيا‮ ‬ويمكنه‮ ‬أن‮ ‬يحطم‮ ‬رقماً‮ ‬قياسياً‮ ‬في‮ ‬تهريب‮ ‬الآثار‮!!{
 ‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 01:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17797.htm