كتب/ حسن قاسم - بضعة أيام قضيناها في سلطنة عمان.. كانت كل ساعاتها مساحة واحدة للاعجاب والاندهاش..
فعلاً لقد فعلها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وحقق نهضة حقيقية للسلطنة وأبنائها..الإعلاميون العرب وغيرهم اجمعوا على ذلك.. بعد أن تركتهم القيادة الحكيمة في السلطنة يقرأون آيات التطور والازدهار وصور الحياة الكريمة في مدن السلطنة وعلى وجيه أبنائها.. بعد أن غادر السلطان قابوس قاعة حصن الشاطر بصلالة بعد كلمة صغيرة في أسطرها كبيرة في معانيها.. وترك الجميع يقرأون تلك النهضة العظيمة التي بدأت قبل أربعين عاماً..
»الميثاق« رصدت انطباعات عابرة.. فإلى أولى حلقات المشهد:
بدعوة كريمة من معالي وزير الإعلام العماني حمد بن محمد الراشدي ووكيل الوزارة وبجهد طيب بذله سفير السلطنة بصنعاء سعادة عبدالله بن حمد البادي وقنصل السلطنة بعدن سعادة سعيد الشكيلي ونائبه أحمد الكثيري توجه الى السلطنة وفد إعلامي يمني رفيع المستوى لحضور انعقاد مجلس شورى عمان بمحافظة ظفار يوم 4 اكتوبر الماضي والذي افتتح أعماله جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان بكلمة مهمة وضم الوفد كلاً من رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية »سبأ« نصر طه مصطفى ورئيس مجلس إدارة رئيس تحرير صحيفة »الثورة« علي ناجي الرعوي ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير »الجمهورية« سمير اليوسفي ورئيس تحرير صحيفة »الميثاق« محمد أنعم ومدير إدارة المعلومات بفرع وكالة الأنباء بعدن حسن قاسم.
مجلس عمان
انعقد مجلس الشورى العماني والذي يتكون من مجلس الدولة ومجلس الشورى يوم الاثنين الماضي بقاعة الحصن الملكية بحي الشاطئ بصلالة وبحضور أعضاء مجلس الوزراء والسفراء والإعلاميين وكان التنظيم أكثر من رائع والاستقبال والجلوس في القاعة كان بهدوء وبصمت ترقباً لحضور صاحب الجلالة السلطان قابوس الذي ألقى خطاباً سياسياً لم تتجاوز مدته اكثر من سبع دقائق تطرق فيه الى القضايا الداخلية والقضايا العربية والدولية وموقف السلطنة إزاءها وانفض المجلس والحشد الكبير بعد الخطاب بنفس الهدوء الذي صاحبه الوقار والتواضع والتنظيم المميز.
لقاء وزير الإعلام العماني
يوم الأحد 3 اكتوبر التقى وزير الإعلام العماني بالوفد الاعلامي اليمني والوفود الصحفية العربية والعالمية واتسم اللقاء بالشفافية والتواضع والبساطة في الحديث بروح أخوية تعبر عن المشاعر في العلاقات الحميمة والتاريخية التي تربط اليمن بالسلطنة.
وأقام وزير الإعلام حفل عشاء بحديقة فندق ماريوت بصلالة حضره عدد من الوزراء والصحفيين المشاركين في انعقاد المجلس.. وتوزع الصحفيون على الطاولات..
وكان الشرف لنا نحن في الوفد الإعلامي اليمني أن تكون معنا وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل د. شريفة بنت خلفان اليحيائية ورئيس تحرير وكالة الأبناء العمانية زمزم الراشدي بالإنابة وكان الحديث أخوياً شمل العلاقات بين البلدين والقواسم المشتركة التي تربط الانسان اليمني والعماني والعادات والتقاليد وحرية الرأي والرأي الآخر وحقوق المرأة ودورها في الاسرة والمجتمع وقضايا كثيرة كان محورها الصراحة والشفافية والرغبة في الارتقاء برسالة الاعلام من أجل تنوير المجتمع ونبذ العادات السيئة والتطلع الى غد أفضل.
لقاء إعلامي عربي
وكان من أهم ايجابيات هذه الزيارة أنها جمعت كل قيادات العمل الصحفي والإعلامي في الوطن العربي والعالم بمختلف أطيافه وتوجهاته وسياساته وجرت لقاءات وأحاديث ودية تطرقت الى الوضع الاعلامي العربي والأوضاع العربية العربية والقضايا الساخنة ودور الإعلام والإعلاميين تجاه تلك القضايا التي تهم الأمة العربية في ظل التمزقات وإثارة النعرات والحروب وهم الأمة العربية وتطلعاتها في الوحدة العربية الشاملة سياسياً واقتصادياً كقوة إقليمية لا يستهان بها.
الوحدة اليمنية
وشعرنا كوفد إعلامي قلق الصحفيين والاعلاميين العرب والأجانب على مستقبل اليمن وأمنه ووحدته ودار الحديث حول اليمن الموحد ودوره في المنطقة كعمق استراتيجي للخليج والوطن العربي وان مستقبل الأمة في توحدها وليس في انقسامها وتشظيها وهذا ما أكده معالي وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الاربعاء الماضي بوزارة الخارجية والذي أكد فيه بأن مساندة ودعم السلطنة لأمن واستقرار وحدة اليمن والذي قالها بصراحة ان وحدة اليمن خطر أحمر بالنسبة للسلطنة.
مسقط، صلالة
عند زيارتك لسلطنة عمان للوهلة الأولى لا تشعر بأنك غريب فيها وذلك بفضل تواضع وبساطة أهلها وكرمهم وتعاونهم غير المحدود.
عمان اليوم وبعد 40 سنة من مسيرة النهضة التي قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد زاخرة بعبق التاريخ والتطلع الى المستقبل من خلال ما شاهدناه من إنجازات ونجاحات في مختلف مجالات الحياة والتي ساهمت في تحسين مستوى معيشة الانسان العماني والذي اصبح حاضراً في مختلف مواقع العمل والإنتاج وفتح آفاق رحبة لانطلاق المرأة العمانية نحو بناء قدراتها وتنمية مداركها ومشاركتها ومساهمتها الواضحة في كل مواقع العمل والانتاج.
الضيافة العمانية
اندهشت من تواضع وقدرة العمانيين على التنظيم الدقيق جداً للفعاليات المختلفة وهذا ما لاحظته وزملائي منذ وصولنا مطار مسقط الى أن غادرنا السلطنة.
وأثبت المسؤولون في وزارة الإعلام العمانية والكادر العماني المرافق لنا من علاقات عامة واستقبال وضيافة وإقامة نموذج مشرف للإنسان العماني الجديد الذي قهر الصعوبات وتجاوز المحن وينطلق بثقة لاتزعزع لبناء وطنه الغالي عمان.. وفي ذات الوقت يعمل الجميع وبإيثار جم وعبر شتى السبل لإنجاح مهمتنا الصحفية.. يعملون وكأنهم خلية نحل أفرزت الخبرات العمانية في التعامل مع الآخرين وأذكر منهم مدير عام العلاقات العامة ومجيد الرواسي مدير عام الاعلام الخارجي وكل من محمد البوسعيدي ونجيب ضحى وسالم الحضرمي ومحسن البلوشي ودرويش البلوشي وسعيد الهاشلي وكثيرون جداً كان لهم دور كبير في إنجاح هذه المهمة.. وبرغم مشقة السفر عبر الطائرات والباصات من مسقط الى صلالة الى ظفار والعودة ايضاً حتى مفارقتنا مسقط عائدين في مشقة سفر أخرى من مسقط الى دبي الى أبو ظبي ثم الريان وأخيراً صنعاء.
إلا أنها كانت رحلة منعشة تركت لدينا انطباعاً وذكريات لا تنسى ابداً عن هذا البلد المضياف..لقد ودعنا سلطنة عمان.. لكن مازالت صورة تلك النهضة العمانية تجربة جديرة بالاحترام فما تحقق خلال أربعين سنة يعتبر معجزة لبلد كان يعيش داخل كهوف القرون الوسطى
|