احمد غيلان -
سمسرة في المديريات وصفقات في المحافظات وعبث في الإدارة العامة.. تلك هي ملامح ومآثر صندوق الرعاية الاجتماعية الذي غدا بؤرة من بؤر الفساد.
• قبل أشهر قليلة كانت وسائل الإعلام تنقل للمواطنين خبر افتتاح مشروع الربط الشبكي للصندوق وفروعه بالإدارة العامة ، وما هي إلا ساعات قليلة حتى ظهرت حقائق المشروع الذي لم يكن افتتاحه سوى عمل بروتوكولي للتسويق الإعلامي، بينما كان المشروع قد افتُتح قبل سنوات وربما أصبحت بعض مكوناته بحاجة إلى صيانة أو إحلال...
• ومقابل هذا التسويق البروتوكولي كانت تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تتحدث عن مئات الملايين التي أنفقت على مسح اجتماعي بلا جدوى ولا مشروعية..
• وفي حين انشغلت قيادة الصندوق بخلافات المحاصصة وتشطيبات الفلل في الداخل والخارج، كان مقاولو العبث ينهبون الخزينة العامة مستخلصات أعمال وهمية في منشآت لم يكن للصندوق ولا للوطن حاجة لها، قدر حاجته لرفع مستوى الخدمة الاجتماعية التي تقي العجزة والأرامل والمعاقين والمحتاجين شرور عنجهية المتسلطين وسلبطة المتسلبطين..
• صندوق الرعاية – بما وصل إليه حاله – أصبح من الحالات المستعصية التي تتطلب وقفة محاسبة ولفتة تصلح حاله وتعيد مساره إلى الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف التي وُجد من أجلها ، وهي أهداف إنسانية ووطنية تتعلق بشريحة اجتماعية يجب أن ندافع عنها ونتعاطى مع قضاياها بحزم ، ومع من يثرون على حساب آلامها بقسوة..
• من حق حقوق المساكين أن نحميها.. ومن حق الخزينة العامة التي هي ملكنا جميعاً أن نرفع عنها مخالب العبث ، ومن حق برنامج فخامة الرئيس الذي هو برنامج الشعب أن نتابع أجندة الوفاء بما فيه من وعود .. وأهمها وأولها مكافحة الفساد ، ومن حق تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أن تخرج من الأدراج لتكون شريعة للحد من العبث والفوضى..