الإثنين, 18-أكتوبر-2010
الميثاق نت -  حسن عبدالوارث -
كلما حاصرتْ النفس مُنغّصات الحياة، وقََسَتْ على الروح مُدلهمَّات الدهر، وأصاب الوجدان صدأ الحرمان .. ينداح الصوت الملائكي بكل العنفوان والانسياب الريّان، من وراء شمس آيلة الى الدخول في ملكوت الله المنّان ..
كأنَّها بشائر النيروز ، إذْ يصدح في الأفق صوت فيروز.. يعلن ميلاد الحب ، ويعزف لحن السمو ، ويرقص كالماء الزلال على صفحة القلب، وأوتار الخلود تتراقص بكل النشوة على موجة هاربة من نهر مهدَّد بالمصادرة .. ها قد عادت فيروز .. جارة القمر وسنونوة العشاق وسيدة الجدول والقيثارة والتفاح ..
ها قد عادت تصدح: «إيه في أمل» .. نعم ، ثمة أمل مازال يدب في العيون والصدور .. ويحلّق على رؤوس الطفولة والكهولة ..
لم يستطع ليل الغجر والنباح والدخان الحامض أن يمنع صوت فيروزنا من التحليق بعيداً في الضمير والسريرة والذاكرة.. ولم يستطع عسس القرية الجاهلية أن يحظر على صوتها الخضرة والجريان المتدفق في عروق الناس والأرض وشرايين العذوبة كلها .. حتى الجدران الباردة شبَّ فيها اللهب كبركان الأبد..
ها قد عادت فيروز.. وعاد معها الأمل كله ، والحلم كله ، والضياء كله .. بعد أن كاد غصن الرمان أن يذبل ، وجدول الزمان أن يجف ، وفاكهة العشق أن تعطب ..
وها أنا أغني من جديد ، بعد أن تمزقت الأوتار في الحنجرة ، وغابت الألحان عن الذاكرة ، وشاخت في العيون الحدقات الساهرة .. وتقطعت السُّبل بالمسافر بين عدن وبيروت وصنعاء والقاهرة ..
والغناء من دون فيروز ... فيروس !!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17903.htm