الإثنين, 18-أكتوبر-2010
الميثاق نت -   د‮/ ‬علي‮ ‬مطهـر‮ ‬العثربــــي -
< إذا كان البعض قد لبس ثوب الاستسلام والانكسار فإن اليمن التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: »إني أرى نفس الرحمن يأتي من اليمن« مازالت وستظل شامخة بإذن الله، ولن يفت في عضدها ذلك الانكسار الذي خيم على أجزاء الوطن العربي، وإذا كان بعض العرب قد رضوا بحياة التجزئة والتمزق والخضوع لإرادة المسيطرين من القوى الاستعمارية فإنهم قلة لا تمثل الإرادة الكلية لأحرار الوطن العربي الكبير، وإذا كان بعض المتفلسفين أو المحللين السياسيين الذين رضخوا لإرادة التمزيق لا يقدمون استشارات وتحليلات للمشاريع القومية التي تسعى لنيل الحرية للوطن العربي كله - الا بما يحقق رغبة الطامعين في بقاء الوطن العربي مشتتاً وممزقاً، فإن الأمل في نفوس الأحرار أصحاب الشموخ والعزة ولد مع مولد كل طفل عربي ولا يمكن أن تؤثر فيه عوامل الإحباط، وسيناضل أصحاب الإرادات الفولاذية من أجل الوصول‮ ‬الى‮ ‬اليوم‮ ‬المنشود‮ ‬بعزم‮ ‬الرجال‮ ‬الأوفياء‮.‬
لقد تابع الشارع العربي مجريات القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت في مدينة سرت الليبية في العاشر من الشهر الجاري وأدرك أين يكمن الخلل ومن يقف خلف الإحباط ومن يريد للأمة العربية البقاء في مستنقع الانكسار السياسي والاستسلام والإذعان، وكان الشارع العربي قد تفاءل كثيراً بقمة سرت العادية التي أقرت من حيث المبدأ مشروع اليمن لإنشاء الاتحاد العربي، وتابع بشغف شديد اللجنة الخماسية المكلفة بدراسة المشروع مع مشاريع أخرى، وكان يظن أن القمة الاستثنائية الاخيرة قد عقدت في ظروف تدفع العرب الى المزيد من التوحد دون أن يدرك‮ ‬بأن‮ ‬هناك‮ ‬أيادي‮ ‬تحاول‮ ‬خنق‮ ‬الآمال‮ ‬القومية‮ ‬للأمة‮ ‬العربية‮.‬
إن ما حدث في قمة سرت الاخيرة لم يكن مفاجئاً لنا نحن أبناء اليمن، بل ولم يكن محبطاً، وقد عبر عن قوة الإرادة لفخامة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح حفظه الله ورعاه، عندما قال: إذا كان المشروع اليمني لإنشاء الاتحاد العربي يؤثر على ما تبقى من التضامن العربي فلكم أن تأجلوه، وينبغي أن نحافظ على الكيان العربي ولا نوسع هوة الاختلاف، وقال: ينبغي تفعيل الجامعة العربية وأخذ ميثاقها كمنظومة متكاملة، وأشار بوضوح الى الاتفاق المشترك وقد أدرك الشارع العربي وكل المنصفين من المفكرين العرب أن اليمن عندما قدمت هذا المشروع وأصرت على إنجازه لم يكن بدافع العاطفة كما يحلو لبعض المتفلسفين الترويج لمثل ذلك الاتجاه، ولم يكن يعبر عن مصلحة ذاتية على الإطلاق وإنما وفق نظرة يمنية متكاملة تعبر عن البعد الاستراتيجي الذي يحفظ لهذه الأمة كرامتها ويحمي كيانها موحداً،‮ ‬وأن‮ ‬الدافع‮ ‬العملي‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الاتجاه‮ ‬هو‮ ‬الشعور‮ ‬بالمسؤولية‮ ‬والحاجة‮ ‬الملحة‮ ‬للأمن‮ ‬القومي‮ ‬الذي‮ ‬يتهدده‮ ‬الطامعون‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬مكان‮.‬
إننا على يقين بأن ما أحدثته قمة سرت من ردة فعل في العمل العربي سيخلق وعياً قومياً لدى الشارع العربي، ورب ضارة نافعة، وسيأتي اليوم الذي ينشده اليمنيون مع أحرار الوطن العربي، الذي ترتفع فيه راية عربية واحدة في مواجهة العلاقات الدولية، ولن يكل اليمنيون أو يمل‮ ‬في‮ ‬المضي‮ ‬في‮ ‬طريق‮ ‬الحرية‮ ‬والكرامة،‮ ‬لأن‮ ‬وحدة‮ ‬الامة‮ ‬إرادة‮ ‬كلية‮ ‬للشعب‮ ‬العربي‮ ‬الواحد‮ ‬وهي‮ ‬دون‮ ‬شك‮ ‬مستمدة‮ ‬من‮ ‬إرادة‮ ‬الله،و‮ ‬لذلك‮ ‬وإن‮ ‬طال‮ ‬الزمن‮ ‬فإن‮ ‬يوم‮ ‬الوحدة‮ ‬العربية‮ ‬قادم‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮.{
 ‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17915.htm