الثلاثاء, 19-ديسمبر-2006
الميثاق نت - لم تعد الاعترافات التي تتوالى بالفشل الماحق الذي حققته الولايات المتحدة في العراق كافية لرسم ملامح الهزيمة، بل صار اللوم والإدانة الشديدين هما الأكثر تعبيراً عن مأساة إغراق الدولة العظمى في مستنقع لا خلاص منه إلاَّ بمعجزة كما يقول تقرير (هاميلتون- بيكر) تلميحاً‮ ‬لا‮ ‬تصريحاً‮ ‬وكما‮ ‬تردد‮ ‬ذلك‮ ‬أقوال‮ ‬صانعي‮ ‬التقرير‮ ‬صراحة‮ ‬ودون‮ ‬مواربة‮ ‬ويتفق‮ ‬معهم‮ ‬أعضاء‮ ‬كثيرون‮ ‬في‮ ‬الكونجرس‮ ‬حيث‮ ‬الهزيمة‮ ‬مطروحة‮ ‬للنقاش‮ ‬منذ‮ ‬الانتخابات‮ ‬وما‮ ‬قبلها‮.‬
لقد فاحت رائحة الهزيمة المرة وتوالت أنباء الانكسارات والخسارات البشرية والمادية والمعنوية وبلغت مداها في فترة ما قبل الانتخابات ولم يتمكن زبانية البيت الأبيض وصناع الأكاذيب من أخفاء الحقيقة ولا من التقليل من د. عبدالعزيز المقالح -
لم تعد الاعترافات التي تتوالى بالفشل الماحق الذي حققته الولايات المتحدة في العراق كافية لرسم ملامح الهزيمة، بل صار اللوم والإدانة الشديدين هما الأكثر تعبيراً عن مأساة إغراق الدولة العظمى في مستنقع لا خلاص منه إلاَّ بمعجزة كما يقول تقرير (هاميلتون- بيكر) تلميحاً‮ ‬لا‮ ‬تصريحاً‮ ‬وكما‮ ‬تردد‮ ‬ذلك‮ ‬أقوال‮ ‬صانعي‮ ‬التقرير‮ ‬صراحة‮ ‬ودون‮ ‬مواربة‮ ‬ويتفق‮ ‬معهم‮ ‬أعضاء‮ ‬كثيرون‮ ‬في‮ ‬الكونجرس‮ ‬حيث‮ ‬الهزيمة‮ ‬مطروحة‮ ‬للنقاش‮ ‬منذ‮ ‬الانتخابات‮ ‬وما‮ ‬قبلها‮.‬
لقد فاحت رائحة الهزيمة المرة وتوالت أنباء الانكسارات والخسارات البشرية والمادية والمعنوية وبلغت مداها في فترة ما قبل الانتخابات ولم يتمكن زبانية البيت الأبيض وصناع الأكاذيب من أخفاء الحقيقة ولا من التقليل من حجمها وهو الأمر الذي دفع الرئيس بوش إلى تشكيل لجنة التقرير لدراسة أوضاع العراق أو بالأصح مأساة العراق ودور أمريكا في تلك المأساة الناتجة عن تخريب بلد كان عامراً وتمزيق شعب كان موحداً، صحيح أنه كان يشكو من وطأة الديكتاتورية، شأنه شأن كثير من الأقطار العربية وغير العربية لكنه الآن يعاني أكثر بعد أن تفككت أوصاله‮ ‬وتمزقت‮ ‬أواصر‮ ‬التواصل‮ ‬بين‮ ‬أبنائه‮ ‬بفعل‮ ‬عوامل‮ ‬صنعها‮ ‬الاحتلال‮ ‬وأعوانه‮ ‬وأصبح‮ ‬حالة‮ ‬ميؤساً‮ ‬منها‮.‬
ولا أشك في أن الشعب الأمريكي يريد الخلاص من الورطة العراقية وهو يضغط صباح مساء عن طريق ممثليه في الكونجرس على سحب القوات الأمريكية مهما كانت النتائج، فالهزيمة تمت وإن لم يتم إعلانها بوضوح والعالم كله صار يعلم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعانون من هزيمة مهينة ولا فائدة من تغطية الشمس بالغربال كما يقول المثل السائد.. وإذا كانت الإدارة الأمريكية جادة في أن تحافظ على ما تبقى من ماء الوجه وعلى ما تبقى من العراق فإن عليها أولاً وقبل كل شيء أن تسارع إلى إخراج ذلك النفر من المشبوهين الذين حملتهم على ظهور دباباتها وأرادت‮ ‬تنصيبهم‮ ‬قادة‮ ‬وزعماء‮ ‬لشعب‮ ‬شديد‮ ‬المراس‮ ‬يرفض‮ ‬أن‮ ‬تحكمه‮ ‬حفنة‮ ‬من‮ ‬المستأجرين‮.‬
وفي حالة إخلاء العراق من تلك الوجوه التي أوجدت حالة من الاستهجان لدى المواطن العراقي.. وحاولت بالفوضى وطرح الطائفية والتقسيم أن تخفف من ردود الأفعال التي فوجئت بها فإنما كانت كمن يطفئ النار بصب مزيد من البترول، وهذا ما حدث تماماً وقاد إلى الفتنة والانهيار وسوف يقود إلى المزيد من الفتن والانهيارات، ولا حلول في وجود صانعي الفتنة ومؤججي الخلافات الطائفية ومثيري النعرات والانقسامات داخل البلد الواحد الذي كان إلى ما قبل الاحتلال يدهش العالم بتماسك طوائفه وعرقياته وأكثرياته وأقلياته.
لقد حاولت القوى المستنيرة والمخلصة في العراق اقتراح بعض المشاريع الإيجابية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحاولت قوى مخلصة عربية وغير عربية اقتراح مشاريع مماثلة لمساعدة الإدارة الأمريكية في الخروج من الورطة القاتلة، لكن تلك الاقتراحات لم تلق آذاناً صاغية فذهبت أدراج الرياح، والمخيف أن تلك المقترحات لم تعد قادرة الآن على وضع حد لما يحدث في العراق وصار الوضع من التعقيد إلى درجة لاتنقع معه سوى المعجزة، والمعجزة لابد أن تكون عراقية- عراقية، ولن يتحقق شيء منها في وجود القيادات الحالية المدججة بالأحقاد الطائفية والعرقية وبالخوف‮ ‬من‮ ‬شعب‮ ‬لا‮ ‬يكن‮ ‬لها‮ ‬سوى‮ ‬الاحتقار‮ ‬منذ‮ ‬قبلت‮ ‬على‮ ‬نفسها‮ ‬أن‮ ‬تبيع‮ ‬الوطن‮ ‬وتتقدم‮ ‬صفوف‮ ‬المحتلين‮ ‬في‮ ‬أقذر‮ ‬مهمة‮ ‬يرتضيها‮ ‬مواطن‮ ‬غير‮ ‬شريف‮ ‬على‮ ‬نفسه‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1792.htm