كتب/ المحرر السياسي: - المشهد العربي لايسر.. كثرت مواجعه وأخذت تتفاقم وتتعقد.. من العراق الى فلسطين ولبنان.. إلى السودان والصومال.. مواجع وأنين.. والبحث عن الوحدة الوطنية في كل هذه الأقطار والوصول اليها هو خط الدفاع الأول والأخير إزاء درء مايتهدد كياناتها ووجودها.
لا سبيل أمام العراق في إنهاء الاحتلال ومايعاني من صراع طائفي وعنف وما يتهدد وحدته باتجاه التمزق والتفتت سوى الوحدة الوطنية..
وفي فلسطين التي يعاني أهلها من الاستعمار الاستيطاني الصهيوني.. يتصاعد الاحتقان والتوتر بين الفرقاء الفلسطينيين وتنذر بما لايحمد عقباه إذا لم يعد الفرقاء إلى الحوار وتغليب العقل والوصول الى حكومة وطنية.
وفي لبنان الذي عانى من حرب أهلية دامت خمسة عشر عاماً.. يخشى بعد ان أسدل الستار عنها ان يعاد إنتاجها من جديد.. فالأزمة القائمة بين فرقاء الوطن اللبناني لاينبغي ان يفلت زمام إدارتها باتجاه تخريب هذا الوطن الجميل.
وفي السودان تمضي محاولات تقطيع أوصاله على نحو حثيث.. فما كاد يطفئ النار في جنوبه.. حتى أشعلت النيران في غربه..
والصومال الذي لايزال يعاني من انهيار دولته ووحدته منذ بداية العقد الماضي.. لاتزال الصراعات تتجاذبه ولم يتمكن بعد من إعادة بناء الدولة..
لعل القاسم المشترك بين كل هذه الأزمات.. هو حضور العامل الخارجي الذي يغذيها.. يصطف مع طرف ضد طرف آخر هنا وهناك.. تتعدد التدخلات وتتنوع.. كل يبحث عما يراه يحقق مصلحته..
غير ان القاسم المشترك الأكبر في كل هذه الأزمات الساخنة والموجعة هو غياب التضامن العربي الفاعل.. بل غياب الاستراتيجية العربية الواحدة الضامنة للأمن القومي العربي..
لم تيأس اليمن ولن تيأس إزاء مطالباتها وسعيها الدؤوب في تعزيز التضامن العربي ووحدة الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك.. ولم تتوان اليمن إزاء التطورات الجارية في المنطقة العربية.. فعلى خلفية ماتشهده الساحة الفلسطينية من توتر بين حركتي فتح وحماس دعا الرئيس علي عبدالله صالح أمس كلاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابومازن ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية »حماس« أمس الى مواصلة الحوار من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بما يجنب الشعب الفلسطيني الصراع وإراقة الدماء.. باعتبار أن أي صراع بين الفلسطينيين لايخدم سوى الأهداف الاسرائيلية.. وقد استجاب أبومازن ومشعل لدعوة الرئيس علي عبدالله صالح لاستئناف الحوار نحو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وفي مطلع هذا الاسبوع كللت الجهود اليمنية إزاء المشكلة في الصومال بتقريب وجهات النظر بين مختلف القوى السياسية الصومالية بالنجاح.. وأثمرت المباحثات التي جرت في عدن بين رئيسي المحاكم الاسلامية والبرلمان الصوماليين برعاية القيادة السياسية اليمنية اتفاقاً لتسوية الخلافات بين الفرقاء بين الصوماليين من ثمانية بنود.. وأكد البيان الصادر عن رئيس البرلمان والمحاكم الاسلامية الصوماليين عقب مباحثاتهما التي انتهت أمس في عدن تمسكهما بوحدة الصومال وحرصهما على اعتماد الحوار وسيلة الخلافات القائمة.
> > >
الأزمات الداخلية التي تكتنف الجسد العربي.. بالحوار وتغليب المصلحة الوطنية وبالوحدة الوطنية يكون حلها.
|