-
تحديات يتعرض لها الوطن وأخطارها لا تقتصر على فئة أو حزب أو تيار سياسي أو جماعة ليكون المعنيون بها من تستهدفهم، فمثل هذا لا وجود له ومن ثم فإن مواجهة هذه التحديات ليست موضوعاً يمكن التعاطي معه انطلاقاً من حسابات سياسية تندرج في سياق التوظيف لصالح طرف في خلافه السياسي مع الاطراف الاخرى بغية الوصول الى مكسب ما لأن ذلك غير ممكن ان لم يكن مستحيلاً، ومثل هذا السلوك السياسي هو لعب بالنار التي أول المحترقين بها من يمارسه وهي تستهدفنا جميعاً شعباً ووطناً.. أفراداً ومجتمعاً.. مواطنين وأحزاباً، نخباً سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية وإعلامية، سلطة ومعارضة.. ولهذا كنا ولانزال وسنظل نقول ان أبناء اليمن كافة لا خيار أمامهم إلا المجابهة والمواجهة والتصدي لهذه التحديات والانتصار عليها وتجاوز أخطارها معاً وفي صدارتها بكل تأكيد الارهاب الذي يأتي من عناصر إجرامية ظلامية فاقدة للبصر والبصيرة لا ترى في هذا الكون من عمل لها الا القتل وسفك دماء الأبرياء ونشر الخراب والدمار دون وعي ديني أو ضميري أو رادع من إيمان أو عقل ولا وجود في دماغها المغسول من الخير المسكون بشر لمعنى مفهوم الانتماء لوطن أو شعب أو أمة ولم يعد لهم صلة بالكائن البشري الا من حيث أنهم أدوات ارتمت في أحضان الشيطان تحركه مشيئته مجسدين فيما يقومون به من أعمال إرهابية صورة العداء والحقد لكل إنساني ومنبثق من روحه الخيرية التي استودعها الله فيه ليعمر الارض جاعلاً الفساد فيه من فعل الشيطان والإرهابيون هم وسيلته في زماننا هذا.
ولأن الإرهاب ليس آفة ابتليت به اليمن أو بلد بعينه بل هو ظاهرة عالمية والحرب عليه واجب ديني وطني وإنساني منوط بكل أبناء أي بلد يستفحل فيه وباء الإرهاب ولأن اليمن في مقدمة الدول التي أكتوت بنار الارهاب ، فقد اكتسبت الخبرة في مواجهة العناصر الارهابية أمنياً واستخباراتياً وعسكرياً محققة نجاحات على صعيد الضربات الاستباقية لأوكار الارهاب وعلى صعد إلقاء القبض على أولئك المجرمين من رؤوس الارهاب بإمكاناته المحدودة، ولاشك أن ما قاموا به من عمليات فاشلة تعكس النجاح والانتصار على محاولتهم البائسة مؤخراً في النيل من استضافة اليمن لخليجي20 الذي لايعد فقط تنظيماً لبطولة رياضية بل هو تظاهرة وطنية وإقليمية لها معانيها ومضامينها السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية ولنجاحها أبعاد ودلالات سوف تعزز من إدراك الاشقاء في دول مجلس تعاون الخليج العربي ان اليمن مكون أساسي لهذه المنطقة، وبالتالي سوف ترسخ الوعي بضرورة التسريع في استيعابه في منظومته مدعمة بما تكتسبه هذه الفعاليات من أهمية تعميق الروابط والأواصر بين شعوب المنطقة، خصوصاً إن خليجي20 يجمع شعوباً تربطها وشائج وصلات الرحم ووحدة الدين واللغة والتاريخ والمصير الواحد.
وختاماً نقول: إن محاولة العناصر الإرهابية في التأثير على تنظيم اليمن لخليجي20 ليست الا زوابع وفقاقيع في الهواء ضخمتها الحملات الإعلامية التضليلية من أولئك الذين يضمرون الشر لليمن والمنطقة.. وهنا نقول للأشقاء ان الشعب اليمني يستعد لاستقبالكم ضيوفاً أعزاء عليه في وطنكم وبين أهلكم مطمئنين، وعندها سوف تكتشفون بأنفسكم أن الصورة المشوهة التي تحاول بعض وسائل الاعلام إعطاءها غير صادقة وغير حقيقية بالمطلق واليمن مثلما كان سيبقى وطن الحكمة والإيمان.
* افتتاحية الميثاق