حاورها / مصطفى عبرين
س1/ في البداية حدثينا عن فايزة البريكي ؟ فايزة البريكي إنسانة بسيطة تحب الناس والحياة وتحب الخير لكل الناس لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب ولم اعتمد في حياتي ونجاحي وأصعب ظروفي على أي أحد غير الله بدأت تجارتي وأنا صغيرة جدا من بيتنا في دبي وبنيت نفسي بنفسي وتعلمت من الحياة الكثير لأصل إلى ماوصلت إليه كنت أدرس وأعمل في أكثر من مكان وأمارس تجارة صغيرة محببة إلى نفسي في تلك الفترة وتعلمت بعدها طعم النجاح رغم أنني فشلت في بداية تجارتي مرتين خسرت فيها مبالغ ضخمة لقلة خبرتي وتسرعي ولكن تعلمت من فشلي ذلك ولم أقف عند حد معين بل كنت أخرج من أزمة لكي أقف على رجلي من جديد وتعلمت بعد ذلك الصبر والحكمة والتدقيق والتخطيط قبل الإقدام على أي عمل كان. الشئ الوحيد الذي لم اتركه رغم التجارة والعمل وحياة المال والأعمال هو العلم فقد كنت ولازلت أعشق العلم وأجد لنفسي مساحة دائما لكي أتعلم الجديد والجديد ليس قراءة فقط واطلاع بل ممارسة وخوضها وتعلمها لدرجة قد اشعر معها أحيانا بإرهاق ذهني أتوقف فترة لكي أعود بعدها وكلي شوق لمواصلة. ماتوقفت عنده وما بدأت منه .
س2/ كيف تسير رحلة المهجر لديك وهل تفكرين بالعودة ؟ رحلة المهجر بالنسبة لي كانت رب ضارة نافعة وأقدم الشكر لكل من ساعدني إلى وضعي هذا الذي وصلت إليه فلم أعد ألوم أحد كالسابق بل أشكرهم لأنني كنت لا أعرف للحياة طعم ولا معنى لست أدري كنت جسد بلا روح أشتغل لغيري فقط وأقضي وقتا نسيت فيه نفسي وأولادي وكنت أعطي التبرير للجميع وألوم نفسي بسبب وبلا سبب حتى أرضي الناس نسيت أن نفسي لها حق علي وأولادي لهم الحق الأكبر من أي أحد حتى مني شخصيا والهجرة بالنسبة لي أصبحت ليس البعد عن الوطن الأصلي بل أن تكون تشعر بالغربة وبأنك غريب في وطنك ودارك وبين أهلك وناسك ..نعم هذه هي الغربة الفظيعة غربة الروح أما الهجرة فهي راحة وساحة للتغيير وجلوس مع النفس والبعد عن كل مايعكر صفو الإنسان فبالرغم من الحنين الى الوطن سواء الإمارات أو اليمن الا أنني لا أفكر بالعودة إطلاقا إلى ايا منهما مهما كان شوقي وحبي لهما لأنني أفضل أن أعيش في غربة وطن لا غربة روح وأهل ودار وأحباب وأنا وسطهم كالتائهة فما أجمل أن يجد الإنسان نفسه الضائعة بعد أن تركها للرياح تعصف بها هنا وهناك.
س3/ من المعروف إنك تملكين و تديرين شركات عقارية ولكِ أنشطة تجارية إلى أي مدى رفد ذلك حياتك العامة؟ رفد الكثير والكثير وعلمني أن أتخذ قراراتي دون تردد وعلمني أن إصر على قراراتي التي أقتنع بها دون أي مؤثرات خارجية علمني الانضباط والحذر أكثر وترك في شخصيتي أثرا حتى اثر ذلك قليلا في بعض من حياتي الشخصية ولكن ايجابا وليس سلبا الحياة العملية والإدارة والقيادة والتعايش مع واقع العمل وجها لوجها مع أحداث وأشخاص يحدث أثرا وصقلا في شخصية الانسان وتؤثر في حياته فلا أؤمن بأن أدير شركات وموظفين من خلف الجهاز تحت حجة أنني امرأة ولا يجور لي الخروج والعمل المنطق دائما يقول بأن التجربة خير برهان والتجارب والنجاح لاتؤثر على الإنسان إلا عندما يمارسها ويعيشها بلحظاتها بكل تعرجاتها وبكل سلبياتها وإيجابياتها وجعل مني إنسانة تعامل الحياة العامة وتعيش معها وبينهما بكل ثقة واقتدار وصلابة ولا أخاف المواجهة ولا البس قناعا ولا أبتسم لمجرد أنني أريد أن اقطع الطريق واختصره بدلا من مسافة الألف ميل بل أريد أن اقطع هذه المسافات حتى لو مشيا على الأقدام لكي أشعر بصعوبة الوصول وأتعلم بأنني أن لم أتأثر لن أتغير وسأظل مثلما أنا يظل التأثير ساريا وعميقا إلى هذه اللحظة وأعود لأقول إيجابا وليس سلبا رغم صعوبة التكيف في البداية.
س4 / كيف تقرأين مؤتمر المانحين الفائت حول اليمن ؟ مؤتمر المانحين حقق نجاحا ملحوظا مثلما كنت أتوقع له ولكن اللحظة القادمة هي امتحان حقيقي لليمن كبلد وللرئيس كقائد فهذه المرحلة هي انتقالية وخطوة مهمة لكي نعالج الأوضاع الاقتصادية ونحرك عجلة التنمية إلى الأمام الشعب والبلد بحاجة الآن إلى أن يرى كل المشاريع التنموية النور وأن يعيش المواطن اليمني في بلده عزيزا مكرما فأمنيتي أمنية كل مواطن يحب وطنه أن تحقق اليمن كل الانجازات التي وعدت بها وتكمل مسيرة التطور بالفعل.
س5/ في رأيك ماذا تحتاج اليمن ؟ اليمن تحتاج إلى محاربة الفساد اليمن بحاجة إلى أن تفتح المجالات كلها من أوسع أبوابها وتضع قوانين صارمة لتحمي الجميع من أي سيطرة غير سيطرة الدولة اليمن بحاجة إلى أن يخدمها المواطن بحب ووطنية اليمن بحاجة إلى أبناء مخلصين لها لكي يعيدوا لها مجدها ورونقها اليمن بحاجة إلى عقول مفكرة ومسلحة بالعلم اليمن بحاجة إلى الكثير والكثير ولكن أولها هو القضاء على الفساد كليا ستكون اليمن ونحن بألف خير واليمن ستكون عروسا في أحلى زينتها .
س6/ ماذا عن فايزة الإعلامية ؟ الإعلام عندي عشق وفن وموهبة فطرية ودم يسري في عروقي وليس مهنة أو احتراف الإعلام بالنسبة لي فطرة إلهية أنعمني الله بها دون دراسة ولكن لا ألغي دور وأهمية الدراسة الإعلامية لصقل مواهبي ودراستي القادمة لتحضير الدكتوراه ستكون في الأعلام إن شاء الله لأن الإعلام هو فن بحد ذاته أشعر وأنا أمارسه كهواية وحب وشغف بأنني أرسم لوحة جميلة وغامضة ابحث لها عن وجه آخر لزمن آخر لم يولد بعد ونحن من سنحرك تلك الصورة لنجعلها وجها وروحا تنبض بالحياة لتعطي آخرون نبضا قد توقف بعد أن أصبح الإعلام حكرا واحتكارا ومجال اختفت فيه كل صور الإنسانية وانتشرت وبثت أبشعها في زمن اللآأنسانية الإعلامية فايزة البريكي لها وجه آخر وقصة أخرى مع الأعلام سيكتشفها الناس مستقبلا وعلى مراحل فليس كل مايعرف يقال ولكن أهمها هو أن قلمي حرا صادقا مع نفسه قبل أن يكون مع الآخرين أتحدث وبحرية كاملة دون أي مؤثرات خارجية قلمي سلاحي وفكري أرضا خصبة تزرع لتحصد ..وسيكون قلمي حتى آخر يوم في عمري نظيفا قويا وحرا ومستقلا لأنني تعودت في حياتي أن أعيش حرة ومستقلة ولا ارضي إلا أن أكون كذلك ولن أكون بأّذن الله إلا الصوت الحق والوجه الحقيقي والفكر النظيف لكل حالة ووضع يخاف الناس أن يتحدثون عنها فسأقوله ولو على رقبتي وأنا ومن بعدي الطوفان .
س7/ تحظين باحترام كبير.. فما مقياس التعامل برأيك ؟ مقياس الاحترام لا أستطيع أن أقيمه بنفسي تقييم كامل فهناك من يؤيدني وهناك من يعارضني والاحترام يكمن في احترام المرأة لنفسها في أن تستخدم عقلها وعلمها في ممارسة تجارتها وتسيير حياتها وليس شئ آخر تستطيع أن تجبر الآخرين على احترامها باحترامها لنفسها قبل وأول كل شئ أستطيع بل وأؤكد بأنني لا ارضي غيري على حساب عملي وكياني كامرأة ولا أستخدم أسلوب الغنج والدلع الذي يتبعنه البعض في الوصول إلى أهدافهن عندي كلمة وموقف مقتنعة يهما لا أغيرها لو خسرت بعدها الملايين سبق وقلت رأسي لن يطأ لأي أحد غير الله وسأضل أقولها حتى آخر لحظة في عمري ومستعدة للمزيد من الخسارات المادية والاستثمارية مقابل لحظة اعتزاز بالنفس واحترامي لذاتي وإلا فالبيت والجلوس فيه أشرف لي من أن أمثل المرأة في أحسن صورها وقيمها وعلمها وكفاحها في الحياة بالصمود والكفاح لا بالتنازل والاستسلام .
س8/ ماذا عن قناة الواقع العربي ؟ قناة الواقع العربي قناة إنسانية هادفة مهمتها خدمة المواطن العربي بشكل عام وبالذات عرب المهجر واليمني بشكل خاص نقدم جديدا في واقع نعيشه ونحاول ان تكون لنا بصمة في كل قطر وفي كل بيت وفي كل حالة إنسانية طرقت كل الأبواب ولم تجد نداء لصدى صوتها وحالتها مهمتنا كبيرة وصعبة وشاقة ولكن أمام وقوفنا الى جانب كل مظلوم وظهور وإعادة الحقوق الى أصحابها وتقديم يد المساعدة لكل من طرق الأبواب ولم يجد الا الصد نحن هنا ستتحول معاناتنا وصعوبة مابدأنا به الى متعة لاتضاهي فما أجمل أن نزرع الابتسامة في وجه يتيم او مريض او صاحب حق او مظلوم في زمن حتى الابتسامة تسرق من الشفاه وبقسوة لانجدها ولا نلمسها حتى من دول غير إسلامية ولن أقول غير الله المستعان ياعرب.
س9/ انطباعك عن اليمن؟ اليمن أرض خصبة رائعة أرض وبلد غنية بكل شئ بالموارد البشرية والطبيعية وبالزراعية وبالثروات المعدنية والكثير والكثير ولكن للأسف لم تستغل مواردها بالشكل الجيد اليمن من أجمل ما يكون في الوطن العربي من جميع النواحي وأتمنى أن أرى وطني الأم يوما يحتل الصدارة من بين جميع الدول العربية أمنيتي أن نكون فعلا يمنا سعيدا .
س10/ واليمن يشهد تحولا كبيرا في التنمية والديمقراطية والحكم كيف يبدو لكٍ هذا؟ يشهد نعم الآن وليحفظ الله اليمن من كل شر وحاسد .. أما بالنسبة للتحول الديمقراطية بلاشك اليمن تعتبر الآن من أوائل الدول العربية التي بدأت تطبق الديمقراطية ولكن لازلنا نحتاج الكثير لكي نرسخ الديمقراطية على أصولها دون التعدي على حقوق الدولة ودون المساس بسلامة وأمن المواطن بمعنى أن يعرف الطرفان مالهم وما عليهم وأن الديمقراطية حق يمارس للجميع .
س11/ أ.فايزة البريكي هل لديك جديد في الحياة العملية ؟ مايميز الحياة العملية عن غيرها أنه دائما فيها الجديد وهنا متعتي في عملي الجديد والتغيير لأنني أكره الروتين وأكره أن أعمل في مجال ليس محببا إلى نفسي فمسألة العشق العملي والتجاري لي هي أساسية بالنسبة لي لذلك فجديدي أيضا في الطريق حسب الخطة والإستراتيجية للعام القادم وان شاء الله ماعلينا الا السعي والتوفيق بعدها من عند الله وسيكون تصريحي لمشاريعي المستقبلية الجديدة القادمة في وقتها وليس الآن..