الميثاق نت -

الإثنين, 25-أكتوبر-2010
الميثاق نت/ كتب - يحيى علي نوري -
زرت مؤخراً محافظة ريمة وبالتحديد عاصمة المحافظة «قرية» الجبين والتي تحاول عبثاً الانتقال الى المدنية في ظل مؤشرات تنموية وجغرافية على درجة عالية من الصعوبة.

زيارة لا ريب غير مخططة لكونها جاءت مفاجئة لكنها مناسبة بعثت في نفسي حالة من السرور والابتهاج حيث مثلت فرصة للتعرف على عاصمة هذه المحافظة الناشئة التي يُنتظر منها الكثير من التحولات الكفيلة بتغيير شكل وطبيعة الحياة في هذه الرقعة الحبيبة من الوطن الغالي والتي حُرمت كثيراً من التنمية الشاملة الرامية إلى تخفيف معاناة ابناء ريمة جراء الصعوبات والعراقيل التي واجهتها نتيجة جغرافيتها المعقدة والتي تتطلب إمكانات أكبر وتخطيطاً وتنظيماً أدق ومتابعة وتقييماً محكماً ورقابة فاعلة قادرة على إنجاح الخطط والبرامج التي يرنو إليها أبناء هذه المحافظة.

ولكون الزيارة كانت بمعية الاخ أحمد الفقيه أحد القيادات المؤتمرية والذي يعمل حالياً مديراً عاماً للرقابة بهيئة الأراضي والمساحة، وكانت مناسبة أيضاً للالتقاء بالمحافظ المنتخب علي سالم الخضمي وهو شخصية معروفة كعضوٍ سابق في البرلمان، وحالياً عضو في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وهي تكوين قيادي مؤتمري أعلى، تسمّيه لوائح المؤتمر الشعبي العام بالقيادة السياسية والتنظيمية للمؤتمر.

وفي مكتب المحافظ المتواضع جداً والبعيد تماماً عن المنشأة الحكومية التي شيدتها الدولة للسلطة المحلية والتي لم تُفتتح بعد بسبب بعض الإشكالات، كان لي أن حضرت جانباً من الاجتماع الذي عقده مع لجنة هيئة الأراضي والمساحة، تحدث فيه سيادة المحافظ مطولاً عن الاحتياجات الماسة لمحافظة ريمة باعتبارها ناشئة ومازالت بحاجة اكثر من ماسة -حسب تعبيره- للمشروعات التنموية الانمائية.. مؤكداً على أهمية أن تحظى ريمة المحافظة باهتمام خاص يميزها عن بقية المحافظات الاخرى.. اهتمام يستوعب تماماً معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها هذه المحافظة ويمكنها في الوقت ذاته من السير باتجاه الاهداف التي حددها فخامة الاخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- من خلال حرصه على جعل ريمة محافظة تحظى باهتمام متزايد على صعيد التنمية وتعويض أبنائها عن سنوات الحرمان التي عاشوها جراء تعقيدات الجغرافيا وضعف دور مؤسسات وهيئات الدولة في بلورة تطلعات أبنائها على صعيد التنمية..حديث طويل لسيادة المحافظ لم يخلُ في الوقت ذاته من إشارته الجلية والكاشفة لمدى احتياج محافظة ريمة الى دور أبنائها في الدفع بعجلة التنمية والتفرغ لتحقيق ذلك باعتباره يمثل التعامل الايجابي مع برنامج فخامة الرئيس واستغلال كل ذلك من أجل الانتصار لتنمية ريمة وإبعادها عن كل المنغصات والاشكالات التي تزيد من معاناة أبنائها باعتبارهم حالياً أمام مسؤولية أكبر تتطلب منهم المزيد من الجهد لتطوير الحياة في قراهم وعزلهم وقهر كل الصعوبات التي تعترض مسيرة ريمة التي بدأت بفاعلية وتحاول بقدر الإمكانات المتاحة لها حالياً السير باتجاه المستقبل الافضل الذي وعد به فخامة الرئيس الوطن، انتصاراً لتطلعات أبنائه الحضارية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي هذا الصدد حرص المحافظ في كلمته -وهو يخاطب لجنة هيئة المساحة -على أهمية الإدارة الحديثة وضرورة الاعتماد عليها كقاعدة قوية وصلبة لانطلاق عملية التنمية، معبراً عن حرص السلطة المحلية على الاهتمام بالكوادر الكفؤة والتي يمكن تأهيلها إدارياً وفنياً بصورة فاعلة حتى تتمكن من التعامل الايجابي مع كافة الخطط والبرامج المرسومة لهذه المحافظة.
حديث المحافظ لم يخلُ أيضاً من عتاب لبعض وسائل الاعلام التي مازالت تتعامل بصورة سريعة وعاجلة -حسب وصفه- مع قضايا وموضوعات التنمية في ريمة وطبيعة المشهد التنموي الذي تتطلبه ويختلف عن بقية المحافظات.
مشهد بالطبع سنحاول في حلقتنا القادمة الإطلالة عليه علّنا نسهم في تقديم الصورة الكاملة أو معظم أبعادها، وهي صورة يحتاج الى تشكيلها إلمام كامل بمختلف القضايا المرتبطة بهذه المحافظة هذا من الناحية الصحفية والاعلامية، أما من الناحية الإدارية والفنية فإن ذلك يكشف هو الآخر عن عظمة المسؤولية الملقاة على عاتق الاجهزة المركزية وغير المركزية في عملية التخطيط الآني والمستقبلي والاستراتيجي لمحافظة ريمة وأحلامها الكبيرة التي تتطلب تضافر جهود الجميع وبالصورة التي تتفق مع عظمة هذه الاحلام، وحتى لا تكون ريمة التي ترتفع عن سطح البحر بألفي متر، دوماً تحت الصفر تنموياً واقتصادياً واجتماعياً.


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-18035.htm