عبده محمد الجندي - في ظروف وطنية تمتزج فيها المؤامرات الإرهابية بالمؤامرات الانفصالية الإمامية التي تلتقي على انتهاج الأساليب الدامية والخارجة عن قدسية الدستور وسيادة القانون، جنباً الى جنب مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والمالية الناتجة عن الاختلالات الإدارية الناتجة عن الفساد والافساد والاختلالات اللاإدارية الناتجة عن عدم التناسب بين الموارد والنفقات في هذه الظروف الاستثنائية المعقدة الموجبة للتعاون ومقاربة الخطابات والمواقف السياسية بين من هم في الحكم وبين من هم في المعارضة من طرفي العملية الحوارية القائمة على قدم وساق لا نجد فيما هو معلن من الخطابات والكتابات المقروءة والمرئية والمسموعة ما يدل على التهدئة النابعة من حرص على المصلحة العامة ولو بدافع النقل الأمين لما يعتمل في الواقع من الحقائق المجردة من التجسيم والتضخيم.
ولو في نطاق الحرص على إنجاح استضافة اليمن لخليجي (20) بما له من دلالة رياضية ذات انعكاسات اقتصادية واجتماعية على الجميع في وقت نعلم فيه أن السياسيين الذين يختلفون على كل شيء لا يختلفون على كرة القدم هذه اللعبة الاممية التي يصفها البعض بأنها الأكثر فاعلية في التأثير على شعوب وأمم العالم قاطبة الى درجة قال عنها جمهور المراقبين المحايدين بأنها «لو كانت قد وصلت الى ما وصلت اليه اليوم في العصر الذي ألف فيه (كارل ماركس) كتابة رأس المال لكان وصفها بأنها «أفيون العالم» بدلاً من وصفه للدين بهذه الصفة المسيئة للمادية بين صفوف المؤمنين بكافة الأديان السماوية وغير السماوية المؤمنين بالله وبرسالاته ورسله وما جاء به الفلاسفة والعلماء والحكماء من المبادئ والمثل الاخلاقية المؤمنة بالحياة بعد الموت وبما يترتب عليه من الثواب والعقاب المستمد من طبيعة ما قبله من العبادات والمعاملات الحاملة للخير والشر..
أعود فأقول ان حرية السياسة وحرية الصحافة التي تسخر المواقف والخطابات لصالح عدم استضافة اليمن الارض والشعب لخليجي (20) لا يمكن أن تكون الا مواقف عدائية تخضع هذه اللعبة الرياضية لما في النفوس من مراهقات سياسية مجنونة لأن معارضة من هم في الحكم في السياسة لا تتفق مع ماتحتمه كرة القدم وفاق يتجاوز المزاج الوطني الى المزاج القومي ويتجاوز المزاج القومي الى المزاج الأممي الانساني، لأن كرة القدم هي اللعبة الوحيدة الموجبة للاتفاق بعيداً عن أي حساب من الحسابات السياسية الموجبة للاختلاف في الرأي والمصلحة..
لأن الاتفاق على كرة القدم هو المشترك الوحيد بين رجال السياسة ورجال الصحافة وبين المثقفين والأميين وبين الحزبيين والمستقلين وبين رجال المال والأعمال والموظفين وبين العاملين و العاطلين عن العمل من الذين تحتهم البطالة ويمزقهم الفقر وبين الاغنياء وبين الفقراء وبين الفلاحين وبين العمّال وبين الوحدويين وبين الانفصاليين وبين الجمهوريين وبين الإماميين وبين السنة وبين الشيعة وبين المسلمين وغير المسلمين، وبين العرب وغير العرب.. وبين الإرهابيين وغير الإرهابيين.. وبين الرجال وبين النساء .. الخ الخ،.
الذين وصلت بهم الوقاحة والدالة على الكراهية والحقد يعتقدون أن نجاح خليجي20 يدخل البهجة والسرور الى 90٪ من أبناء الشعب اليمني بصورة تظهر المكانة المرموقة لوطنهم وشعبهم في نفوس وعقول غيرهم من الأوطان والشعوب بغض النظر عن مواقفهم ومواقعهم السياسية والحزبية حاكمين كانوا أو معارضين سياسيين كانوا أو غير سياسيين لأن العداء لكرة القدم يضع أصحابه في مواقف العداء للمعجبين بهذه اللعبة الأممية المستحوذة على عقول العالم بأسره والوقوف ضدها ينعكس سلباً على أصحابه نظراً لما يترتب عليه من استثارة غير معقولة وغير مقبولة من قبل عشاق اللعبة بكلما لديهم من المشاعر والأحاسيس والتطلعات الباحثة عن قدر من المتعة والسعادة.. وفي الوقت الذي يكرهون فيه الذين يعملون للحيلولة دون استضافة خليجي20 في بلادهم نجدهم فيه مستعدين لوضع أيديهم وجهودهم الى جانب من يريدون للاستضافة ان تتم بأقصى قدر من النجاح وما يترتب عليه من إظهار الوجه المشرف لليمن الارض والشعب كيف لا.. ونحن أمام ممارسات ذميمة وقبيحة من قبل الذين يعتقدون ان اظهار الصورة الحقيقية للانفصاليين بانهم عبارة عن حفنة من أعداء الوحدة وأعداء الديمقراطية والتنمية لا يمثلون أغلبية أبناء الجنوب بقدر ما يمثلون قلة قلة من الذين تعرضت مصالحهم للضرر لأن النجاح معناه استقبال اليمن بشكل عام وعدن وأبين بشكل خاص لمئات الآلاف من المشاهدين الخليجيين الذين سيكون لحضورهم وإقامتهم أثر كبير على انعاش المشتغلين بالبنية التحتية لمدينة عدن من الناحية الخدمية والاقتصادية والاجتماعية سوف تفتح المجال لحركة سياحية نشطة في المستقبل ناهيك عما سوف تظهره من أغلبية وحدوية ساحقة من أبناء المحافظات الجنوبية الذين ينتمون للأغلبية الصامتة سوف تضع النقاط على الحروف بصورة لا مجال معها للمغالطة وتزييف الحقائق الوحدوية المعبرة عن إرادة الأغلبية الساحقة.
أقول ذلك وأقصد به إن الصحافة الحزبية المعارضة بما فيها الصحافة الأهلية والالكترونية ما برحت تضع نفسها في خدمة الانفصاليين بما تقوم به من ترويج لحركتهم الدعائية غير المحايدة التي تشكك الشعوب الخليجية بعدم قدرة الحكومة اليمنية على توفير الاجواء الآمنة لخليجي (20) وما تدل عليه من انتصار ضمني لما يبيته الانفصاليون من مخططات تآمرية هادفة الى إظهار قوتهم وقدرتهم الانفصالية الفاعلة والمؤثرة علي الرأي العام وعلى الأوضاع الأمنية المضطربة.. الا أن الدول الخليجية قيادات وشعوباً أبت الا تحدي الاقدار وركوب الاخطار بإرادات شجاعة وأعصاب حديدية لا تلين ولا تستكين أمام مثل هذه التهديدات الارهابية الاضعف من أن تقوى على الحيلولة دون نجاح الدوري الخليجي الذي سيكتشف ان مثل هذه الدعاية لا تستند الى واقع ووقائع صحيحة تبعث على القلق والخوف مؤكدين بإرادة لا تقهر أن العلاقة اليمنية الخليجية قد شبت عن الطوق وتجاوزت الاقوال الى الافعال بصورة تؤكد ما بين اليمن وبين الدول الخليجية من الشراكة في الحرب على الارهاب وان الوحدة اليمنية أصبحت خياراً لا رجعة عنه وبمثابة قدر ومصير لكل اليمنيين لا يمكن فيه للأقلية أن تنجح في فرض إرادتها الجزئية على الإرادة الكلية للشعب اليمني الذي يعتبر الموت أهون من الانفصال وأهون من الاستكانة لحفنة من الإرهابيين القتلة أعداء الحياة والحرية والحق والسلام القائم على العدل والمساواة بين ابناء الشعب الواحد في جنوبه وشماله وفي مشرقه ومغربه.
أقول ذلك وأقصد به أن خليجي(20) سوف يتم في موعده وسط ترحيب من كل اليمنيين الذين لن يترددوا عن التضحية بكلما لديهم من الطاقات والإمكانات وصولاً الى الدماء والأرواح في سبيل حماية ضيوفهم الذين قبلوا الدخول في هذا النوع من المجابهات والمواجهات الشجاعة والصلبة وستؤكد الايام أن الحراك ظاهرة فوضوية الدعائي فيها اكبر عشرات وربما مئات المرات من الواقعين هم أنفسهم الذين قالوا نعم للقيادات الانفصالية التي تحاول اليوم أن تحقق بالديمقراطية والمظاهرات السلمية ماعجزت عن تحقيقه بقوة الحديد والفولاذ مضافاً اليه قوة الدعم المادي والسياسي.
وستكشف الايام القادمة أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ليس بمستوى التجسيم والتضخيم الذي تروج له السياسة والصحافة لهدف في نفس يعقوب وان اليمن تنعم بالأمن والاستقرار باستثناء ما تعاني منه بعض المديريات في بعض المحافظات الجنوبية التي تعتمد على نقل المتظاهرين من مديرية الى أخرى ومن محافظة الى أخرى لكي تظهر الحراك بالمظهر المخيف الذي يعكس إرادة الأغلبية من الجنوبيين الوحدويين الديمقراطيين الذين يعلمون سلفاً أن ما تحقق في المحافظات الجنوبية والشرقية لم يكن في مكنواته ومكنوناته العمرانية والبنيوية النهضوية المزدهرة سوى هبة من الهبات النهضوية العظيمة للوحدة والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الصحافة.
إن مصلحة أبناء اليمن كل لا يتجزأ وان أعداء خليجي(20) هم أعداء الشعب اليمني الذين لايمكن لهذا الشعب أن يتعامل مع ما لديهم من المطالب غير المشروعة تحت ضغط القوة لأن قوة الشعب في وحدته وصلابته غير القابلة للاهتزاز تحت أي ظرف من الظروف ولأي سبب من الأسباب الدعائية وإذا كانت بعض الكتابات المستفزة للشعب اليمني تحاول إقناعه بعدم جدوى استضافة الحكومة لخليجي (20) الذي استعدت له منذ وقت مبكر ببنية تحتية أسفرت عن نهضة عمرانية كبيرة في مجال الفندقة وفي مجال الايواء وفي مجال تشييد الملاعب الرياضية المثيرة للإعجاب والفخر وبتكلفة مادية كبيرة تجاوزت كل ما كان قائماً من التقديرات والتوقعات ما كان للدولة أن تقدم على إنفاقها بذلك النوع من السخاء والحرص على تنمية المحافظات الجنوبية الواعدة لو أن الدولة اليمنية الوحدوية الديمقراطية لا تؤمن بالمواطنة المتساوية في وقت لا نجد فيه من أبناء المحافظات الشمالية سوى المباركة والشعور بالارتياح رغم ما تعانيه بعض محافظاتهم من تخلف شديد في البنية التحتية نجد بالمقابل بعض الذين يرفعون الشعارات الانفصالية المقيتة الذين ضاقت بهم وبحكمهم المحافظات الجنوبية التي لا تتذكر عنه سوى الفقر والجهل والتخلف والقتل الشهية والاعتقال والسجن لمجرد الظن.. نجد هؤلاء يسيئون استخدام الحقوق والحريات في الترويج لبضاعتهم الانفصالية المقيتة للنيل من الوحدة وإعادة عقارب الزمن والتاريخ الى الخلف سواء أولئك الذين يخلطون الاساليب السلمية بالأساليب العنيفة والقاتلة للحياة والحرية والوحدة أو أولئك الذين يحلمون بالعودة الى المواقع الرئاسية والإمامية الاولى والثانية من الذين مارسوا أسوأ أنواع الإبادة بالبطاقة الشخصية كثيراً ما يصدرون من البيانات الانفصالية التي تصف الارهاب بأوصاف الحراك السلمي الديمقراطي الانفصالي على نحو لا يليق بمكانتهم وبما هم عليه من النعم ويسيئ للدول الداعمة والمستضيفة لهم ناهيك عن الاساءة للشعب الذي ينفق على إقامتهم من لقمة عيشه ومن عائداته وموارده وما يدفعه للحكومة من الضرائب والرسوم المالية.. ان هؤلاء الذين يصفون الحرب على الارهاب بأنه نوع من الدعاية السياسية الباحثة على الاموال من الدول الشقيقة والصديقة الشريكة في الحرب على الإرهاب دافعهم الى ذلك الحيلولة دون حصول بلادهم على ما هي بحاجة اليه من الدعم والمساندة المادية المعنوية في معركتها مع الارهابيين والقتلة الخارجين عن قدسية الدستور وسيادة القانون وكأنهم الأوصياء الوحيدون على أبناء المحافظات الجنوبية دون مستند من الديمقراطية ودون مسوغ من حقوق الانسان كيف يمكن لهذا الشعب الصمد والصابر يوجه التحديات أن يجد في بياناتهم ومواقفهم المخزية ما يدعوه للاستجابة العقلانية المسؤولة وإعادتهم الى الحكم محمولين على أكتافه الكدودة بظلمهم وبصراعاتهم وحروبهم الدامية والمدمرة لكلما له علاقة بتطوير الحياة والحرية والحق والعدل والتنمية وهم الذين لا تتذكر عنهم سوى الدماء والدماء والدموع المثيرة للأحزان المريرة.. أقول ذلك وأقصد به ان الحرية السياسية وحرية الصحافة حدود يجب التوقف عندما تكشف عنه من النهايات مخطوطة بالخطوط الحمراء المانعة للسقوط في قعر الهاويات السحيقة.
وانه لمن دواعي الاسف ان تتحول المعارضة العاجزة عن النجاح عبر الصناديق الانتخابية الى داعية للحوار مع مثل هؤلاء المروجين للنميمة وأحاديث السوء فيما يصدر عنهم من الكتابات والبيانات والمواقف الخسيسة والرافضة بوقاحة للنظام والقانون وللوحدة والديمقراطية وللأمن والاستقرار والتنمية والسلام والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
إن هؤلاء الذين لا نسمع عنهم سوى هذا النوع من البكاء الكاذب وما يغرقون به الارض من دموع التماسيح الزائفة لا يمكنهم ان يضعوا انفسهم محط الثقة القادرة على تقديم البديل بحكم ما ألحقوه بالوطن والشعب من المآسي والمعاناة الشديدة وغير القابلة للتسامح والنسيان بما يعتقدونه من البساطة والسهولة لأن الدم والقتل والفقر والظلم والجهل والمرض من المخلفات الشطرية غير القابلة للتهاون والنسيان مهما بلغت بنا الاستعدادات للتقبل لأسباب انسانية مستعدة للتسامح والعفو عند المقدرة بعد أن اكدت التجربة والممارسات العملية ان من يخون مرة سوف يخون مرات عديدة ما لم يجد في قدسية الدستور وسيادة القانون ما يعاقبه وينزل به الحد الأدنى من العقوبات الرادعة فهو عرضة للنسيان وللنكران لما جبل عليه من الخيانة والعمالة دون خوف من الله ولا خجل من الشعب الذي يعتقد خطأ انه عرضة للتضليل والخداع مرات عديدة.
أخلص من ذلك الى القول ان الذين يستبيحون المقدسات والحرمات والاعراض والدماء والأرواح لا يمكنهم ان يحترموا حق الشعوب عن الحياة وفي الحرية وفي الوحدة والديمقراطية والعدالة والتنمية ولا يفرقون بين الثوابت الوطنية وبين المتغيرات التي تندرج في نطاق ما تستوجبه الرياضة من الألعاب والمنافسات والاستضافات الدورية كما هو الحال في سعي هؤلاء الشواذ الى الحيلولة دون نجاح اليمن في استضافة خليجي20 بعد عشرات ومئات المليارات من الإمكانات المالية التي انفقت من الخزينة العامة للدولة نزولاً عند رغبة الشعب وشغفه لهذه اللعبة.
|