الميثاق نت/ حوار - يحي نوري - الإرهاب والمجتمع المدني في حرب يجب أن لا تهدأ حراها المجتمع المدني، بكل إطاراته وتكوينات في أي بلد كان فقيراً أو غنياً متقدماً أو متخلفاً يعد شريكاً أساسي في مواجهة التحديات والصعوبات الجمة التي تواجهها الشعوب والتي منها بالطبع الإرهاب العدو الأول للشعوب ومصالحها .
وحول دور المجتمع المدني في اليمن في مكافحة الإرهاب كان لنا هذا اللقاء مع الأخ طه الهمداني – عضو الأمانة العامة للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام في اليمن ، ورئيس دائرة المنظمات المدنية والجماهيرية المعنية بتفعيل دور المجتمع المدني إزاء مجمل القضايا الوطنية الراهنة والتي منها الإرهاب الذي يمثل قضية اليوم والهم الأول للنظام والشعب .
وكان لنا معه الحصيلة التالية :
- في البداية هناك نظرة قاصرة تشير إلى أن الحرب ضد الإرهاب تعد مهمة رسمية أي حكومية خالصة ماذا تقولون عن هذه النظرة؟
- الإرهاب آفة كبيرة باتت تهدد الشعوب فعلياً وتسلب منها الكثير من إمكاناتها وقدراتها في الوقت الذي تحتاج فيه هذه الشعوب إلى المزيد من الجهود والتفرغ لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولكون الإرهاب أضحى آفة فإن مسئولية محاربته ووفقاً لمنطلق اليوم بكل ما يشهده من تحديات بات مسئولية جماعية لا تقتصر على الأنظمة وإنما تشمل مختلف فعاليات المجتمع التي يتطلب منها العمل الجاد والمضني في إطار بوتقة واحدة هدفها الأول والأخير القضاء على هذه الآفة أو على الأقل الحد من تداعياتها وتأثيراتها السلبية .
- انطلاقاً من هذه الرؤية هل تجدونها فعلاً منفذة على مستوى الواقع اليمني ؟
- اليمن شأنه في مكافحة الإرهاب شأن مختلف الشعوب ومعركته الراهنة ضد الإرهاب لابد أن تحضى باهتمام مختلف فعاليات المجتمع ومن خلال مختلف أطره وتكويناته المدنية من اتحادات ونقابات وجمعيات الخ من المسميات الدالة على حيوية المجتمع وفاعليته وقدرته على التعامل مع التحديات الراهنة التي شهدها اليمن والممثلة في الإرهاب بل ومختلف التحديات التي تعترض سير مسيرته التنموية .
- أيضاً هذه الإجابة لم تقدم لنا الصورة الكاملة لما هو معمول في اليمن وتجعلنا نطرح السؤال من جديد هل محاربة الإرهاب مهمة مختلف الفعاليات اليمنية أم مهمة مقتصرة على النظام .؟
- كنت سوف آتي إلى الإجابة على ذلك لكنكم قاطعتموني وحقيقة إننا في المؤتمر الشعبي العام وبالقدر الذي نؤمن فيه بأهمية المشاركة الشعبية الواسعة في التعاطي مع مختلف القضايا التي تهم الوطن ما زلت غير راضي بأداء هذه الفعاليات خاصة على صعيد المعركة الراهنة التي تفرد بها اليمنيين ضد الإرهاب حيث ما زال المشهد واضحاً أمام العديد من المهتمين والمختصين أن هذه المعركة تنحصر على الجهد الرسمي أو الحكومي في الوقت الذي لم نجد فيه دور كبيراً وصارخاً للمجتمع المدني في هذه المعركة وهو أمر يبعث على الحزن والأسى ويدعونا كحزب حاكم إلى الوقوف أمام هذه الصور الناقصة والتي تؤثر كثيراً على الوطن بل وتؤثر على صعيد جهوده الدورية في مكافحة الإرهاب وهي جهود إيجابية أمكن لليمن وبالرغم من إمكاناته المتواضعة أن يلعب دوراً محورياً وساهماً في مكافحة الإرهاب وهو دور يعتقد أنه سوف يتعزز أكثر وأكثر فيما إذا وجد هناك دور أكبر للمجتمع المدني وبمختلف فعالياته وأطره في هذه المعركة وبالصورة التي تقضي على الإرهاب في وقت قياسي وتهيئ بالتالي مناخات جديدة لاستكمال مهام البناء الوطني الشامل.
- إذا ما الذي تأخذونه على المجتمع المدني في اليمن من قصور وعدم مبالاة في هذه المعركة ؟
- لابد هنا أن لا نعمم الأمر على المجتمع المدني اليمني برمته فهناك إطارات مدنية تتفاعل بصورة كبيرة مع قضايا الوطن المصيرية ومنها المعركة الراهنة ضد الإرهاب وهناك بالتالي إطارات عديدة للأسف الشديد نجدها ما زالت بعيدة كل البعد عن هذا الهم الشعبي والرسمي في الحرب ضد الإرهاب وكل ذلك يتطلب من الجميع دون استثناء وقفه مسئولة يتم خلالها مراجعة كافة أبعاد المشهد الراهن للمجتمع المدني فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب .
- إذاً المشكلة هنا تكمن في عدم وجود تصور لدور المجتمع المدني في محاربة الإرهاب ؟
- ليس الأمر كما ذهبت إليه فالمجتمع المدني بمختلف اتجاهاته السياسية والفكرية والمهنية وباعتباره يمثل خلاصة للفتنة المشققة والمهنية في المجتمع يمتلك من الأسس والقواعد والأهداف والمنطلقات التي تنص عليها صراحة أنظمته ولوائحه وبرامجه ومناشطه على ضرورة التفاعل مع قضايا المجتمع ومحاربة كافة الممارسات الغير مسئولة وأنت صحفي ومعك الكثير من المهتمين لا أعتقد بأنكم تجهلون أهداف وتطلعات الأحزاب، وإشاراتها الواضحة والكاشفة من أجل تعزيز الأمن والسلام الاجتماعيين في اليمن، إذن الأهداف والمنطلقات موجودة لدى الجميع لكن ما يحسب من قصور في هذا جانب مكافحة الإرهاب يعود إلى حالة قصور في الأداء لقيادات هذه الإطارات حزبية كانت أو غيرها .
- إذا أسباب هذا القصور إلى ماذا تعزونها ؟
- الأسباب عديدة منها القصور في المستوى المهني وهو قصور قد يكون ناتج بفعل عمر التجربة الديمقراطية اليمنية المتواضع وقد يكون سببه يعود إلى حالة التأثيرات والتدخلات الحزبية الضيقة في أعمال هذه المنظمات والتأثير عليها وفي عملية إعدادها لمخططها وبرامجها بالصورة التي تحاول التعبير عن أجندة حزبية أكثر مما تحاول التعبير عن قضايا مهنية خالصة وقضايا وطنية ينتظر منها القيام بدور فاعل في التعاطي المسئول معها .
- وإلى أي السببين تميلون أستاذ طه وترون أنه يمثل سبباً رئيسياً لوجود دور باهت للمجتمع المدني في مكافحة الإرهاب؟
- صراحة أميل إلى سبب التدخلات الحزبية في نشاط وعمل العديد من المنظمات وهو تدخل أفقد هذه المنظمات دورها الحيوي في التعامل الإيجابي مع القضايا الوطنية ومنها بالطبع معركة الوطن ضد الإرهاب، والتطرف، والغلو، وبغض النظر أن هذا التدخل شد العديد من الإطارات المدنية إلى الإنزلاق في متاهات المكايدات السياسية والإعلامية الأمر الذي أضر كثيراً بدور هذه المنظمات وجعله يبدوا هامشياً للأسف الشديد، وبصورة لا يعبر عن قدرتها عن التناغم الإيجابي والحقيقي مع كل ما يمثله الحراك الراهن من فضاعة ومن أخطار فضيعة تواجه اليمن، وبما يمثله كل ذلك من مواقف مسئولة قادرة على التعبير الصريح عن المصالح العليا للوطن، وبدرجة عالية متمتعة برؤية ثاقبة متجردة تماماً من كافة المواقف الحزبية الضيقة التي لا هدف لها سوى الانتصار لمصالحها الآنية على حساب المصالح العليا للوطن للأسف الشديد .
- أشرتم إلى تواضع عمر التجربة الديمقراطية للمجتمع اليمني، وتجربة الديمقراطية عموماً في اليمن، وقد يقول هنا أحد المراقبين أن المشكلة تكمن في عدم وجود اتصال وتواصل مع مختلف الإطارات المدنية بهدف تشجيعها لتبني مواقف إيجابية إزاء الإرهاب مثلاً؟
- استشعار المنظمات المدنية فكرية كانت أو سياسية أو حزبية أو غيرها لايتطلب ما أشرت له ذلك أن هذه المنظمات والإطارات تعي مسبقاً مسئولياتها وواجباتها إزاء وطنها، والقضايا المهنية المختلفة التي تمثلها وذلك أمراً لابد أن يدفعها إليه وفي إطار جهودها الراهنة في الإعداد والتخطيط لبرامجها وخططها أن تسعى وباعتبار أن هذه القضايا قضايا وطنية بل نجد أن كل ذلك قضايا تهمها إلى أن يحفزها إلى السباق في وضع هذه القضايا في صدارة اهتماماتها وأن تحاول قدر الإمكان إحداث التفاعل الإيجابي معها وبما يعمل على الانتصار للقضايا الوطنية العليا .
- لكن مبادرات من هذا القبيل قد تحتاج إلى تجربة عميقة وتحتاج إلى وجود إطارات تكون معنية بصورة خالصة بمكافحة الإرهاب والتطرف بماذا تعلقون ؟
- ندرك ذلك ونعترف أيضاً بأن هناك جوانب قصور يتحمل جزء كبير منها المجتمع المدني ولكن هذه المبادرات لازالت بعيدة عن الأضواء ونحن بانتظارها وإبداء التعاون الكامل معها ومع كل الأهداف التي تحاول بلوغها خدمة للوطن وتعزيزاًَ وسلامة الاجتماعيين .
- إذاً لماذا لاتبادرون أنتم كحزب حاكم في وضع هذه التصورات موضع التنفيذ وخلق تفاعل إيجابي معها من قبل المجتمع المدني في اليمن؟
- سؤال وجيه وحقيقة نحن في الحزب الحاكم حريصون كل الحرص على أن تقوم المنظمات المدنية وبمختلف موضوعاتها المهنية والإبداعية بدورها الإيجابي كما أن برامج المؤتمر الشعبي العام السياسية منها والانتخابية تتطلع جميعها بوضوح كامل إلى تحقيق هذه الغاية والأهداف النبيلة، وبما يجعل من المعركة الراهنة لليمن ضد الإرهاب معركة شاملة وجامعة لاتعبر عنها الجهود الحكومية فحسب وإنما تعبر عنها جهود ومختلف الفعاليات المجتمعية بمختلف أطرها وتكويناتها المدنية والإبداعية والجماهيرية .
- هل هناك مثلاً مبادرة يحب المؤتمر وضعها أمام المجتمع المدني لتعزيز دوره في مكافحة الإرهاب ؟
- هناك يا أخي دعوات عديدة حرض المؤتمر على توجيهها لمختلف المنظمات المدنية والإبداعية والاجتماعية حرص على أن يدعوا الجميع خلالها وبكل صراحة متناهية إلى المزيد من الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات المختلفة، ومنها هنا بالطبع تحديات والتطرف والغلو، وبإمكان صحيفتكم الرجوع إلى برامج المؤتمر السياسية منها والانتخابية حتى تجدوا العديد من الأهداف التي حرص المؤتمر الشعبي العام بدقة متناهية وبمسئولية وطنية فذة على تحديدها ومنها هنا تحديات الإرهاب والتطرف والغلو، هذا إلى جانب الدعوات المختلفة والمتكررة التي حرص فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام حفظه الله على توجيهها والتي شدد خلالها في كل وقت وحين على أهمية التعاون مع دعوته الوطنية الصريحة من قبل مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية بل من قبل جميع منظمات المجتمع المدني والتسجيل من خلالها لأعلى درجات الاصطفاف الوطني الدعوة في مواجهة التحديات ومنها بالطبع الإرهاب والتطرف والغلو، وكذا محاربة الثأر باعتباره من أبرز معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن الجديد الديمقراطي الموحد، إلى غير ذلك من الدعوات التي حرص فخامة الرئيس حفظه الله على توجيهها في كل مناسبة وطنية ودينية بهدف تهيئة المناخ لإيجاد التفاعلات المنشودة معها من قبل مختلف أطياف اللون السياسي والمجتمع المدني عموماً.
- لكن هذه الدعوات يا سيدي وبالرغم أنها جاءت مبكرة ومستبقة لكثير من الإرهاصات السابقة لم نجد التفاعل الإيجابي معها إلى ما تعزون هذا الفتور ؟
- هذه الدعوات وكما أسلفت لم يدرك الجميع من أعضاء المجتمع المدني أحزاب ومنظمات مصداقيتها وأهدافها ومنطلقاتها ولم تجد للأسف الشديد التعاطي الإيجابي معها ومع أهدافها الوطنية المنتصرة بصورة خالصة للوطن وتعزيز مسيرته في الديمقراطية والتنمية وترسيخ عرى الوحدة الوطنية وتحقق الانتعاش الاقتصادي، ولكونها دعوات لم تجد الصدى الإيجابي الذي يعكس التفاعل المنشود معها باعتبارها تمثل قضايا حيوية فإن ذلك مؤشراً مهماً لوجود قصور ما في بنية المجتمع المدني وفي القيم والمثل الإدارية والتنظيمية التي تحكم مساراتها .
- ترى بصراحة متناهية ما أسباب عدم هذا التفاعل بالتحديد، وما إذا كان نتيجة لعدم وجود الاستشعار المسئول إزاء الوطن ؟
- أشرت لك في ماضي حديثي وبصورة عاجلة إلى واحدة من الأسباب التي أثرت كثيراً على طبيعة دور المجتمع المدني في اليمن والمتمثلة في التدخلات الحزبية حيث كنا للأسف الشديد نجد كل هذا القصور والفتور في أحيان كثيرة وندرك أيضاً أنه يعود إلى خلفيات ومواقف حزبية عديدة، حيث يرى الحزبيون المؤثرون على نشاط العديد من هذه المنظمات أن السير باتجاه تفعيل هذه الدعوات الصريحة لفخامة الأخ الرئيس حفظه الله من شأنه أن يعزز من مواقف النظام وأن لايخدم في الوقت ذاته مواقف الأحزاب المعارضة وخاصة منها الغارقة في مستنقع المعارضة التي جنحت بعيداً عن الموضوعية والواقعية .
- أنتم قلتم أيضاً أن المجتمع المدني ليس كله غارقاً في المزايدات السياسية، فلماذا لانجد الغير غارقين في هذا المستنقع يحرصون على بلورة هذه الدعوات الصريحة لفخامة الرئيس إلى الواقع .
- هناك العديد من الأنشطة والفعاليات ونعتقد بأنكم ترصدونها كصحفيين وجميعها عنيت بالاهتمام بدعوات فخامة الرئيس حفظه الله إلى مختلف أطياف اللون السياسي بهدف الاصطفاف الوطني والتوحد في مواجهة الغلو والتطرف وكافة المظاهر المسيئة للمجتمع والتي تمثل جميعها كما أشرنا عقبات كؤدة أمام مسيرة الوطن التنموية والاجتماعية، ونعترف أن هناك قصور في هذا الجانب يتطلب منا كحزب حاكم ومن مختلف القوى الحية المؤمنة بأهمية وعظمة المسئولية الوطنية إلى المزيد من الدعم للمنظمات المدنية والإطارات المتعاونة معها والمتفهمة لهذه التوجهات وخاصة على صعيد الإعلام والاتصال الجماهيري الشامل لقضايا التوجيه والإرشاد والتثقيف وهي جميعها مهام ومسئوليات يتحمل عبء كبير منها الإعلام الرسمي للشعب الذي يقدم من مدخوله ضريبة لدعمه وتتويجه وإيصال رسالته إلى الجميع .
- لكن هذه الإطارات معروف بأنها لاتمتلك الإعلام ووسائله فلماذا لاتسخرون لها وفي إطار خطط فاعلة الأجهزة الإعلامية حتى تتمكن من إيصال رسالتها إلى الرأي العام؟
- أيضاً هذه واحدة من المشكلات التي تعتور النشاط الإيجابي لهذه الإطارات ونأمل في المستقبل القريب أن نسعى وفي إطار تعاون الفعاليات الإعلامية إلى إيجاد المعالجات الناجحة لهذه المشكلة والصورة التي تخدم أنشطة المنظمات خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف والغلو وحتى تتمكن من امتلاك رسالة إعلامية وإرشادية وتثقيفية قوية ومؤثرة تمكنها أيضاً من تحقيق أهدافها ونقول ذلك أيضاً لصحيفتكم من منطلق إدراكنا العميق أن هذه المنظمات وهي في نظرنا تعد بأصابع اليد ما زالت في حاجة إلى الاهتمام الإعلامي الذي يعوضها حالة النقص الشديدة في تنفيذ خططها وبرامجها وفي عملية الاتصال بأعضائها وقواعدها وهنا نتساءل ما بالنا بالنسبة للطموحات التي ننشدها من خلال هذه المنظمات إذا ما طلبنا منها القيام بدور فاعل في الاتصال بالرأي العام أو في القدرة على جعل قضايا الإرهاب والتطرف والغلو تتحول إلى قضايا رأي عام وهو ما يعني ضرورة رفع وتيرة التعاون الإعلامي بين الحزب والحاكم وبين هذه المنظمات وبصورة فاعلة تمكنها أيضاً من إيصال رسالتها إلى الناس أجمعين .
- أيضاً ماذا تقولون عن المعلومات التي تشير إلى أن المنظمات المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف والغلو ما زالت قليلة في اليمن، وإلى ما تعزون أسباب هذه القلة ؟
- كما أسلفنا أن دور المجتمع المدني دور فاعل وشامل لايقتصر بأي حال من الأحوال مع القضايا المهنية البحتة وإنما يتعدى ذلك إلى القضايا الوطنية وبالذات منها ما يمثل تحديات خطيرة كالإرهاب وغيره من الظواهر المسيئة للمجتمع اليمني، وهذا لايمنع من أن نقوم كحزب حاكم بالتعاون مع أي منظمة مدنية بدور فاعل ومحوري في مجال مكافحة الإرهاب سواء كان ذلك مع منظمات أو جمعيات أو اتحادات شكلت جميعها على أسس مهنية مثل الأطباء والمهندسين والمعلمين .. الخ من المسميات المختلفة للمنظمات ومع ذلك نعترف أن هناك رقماً أقل من المتواضع في مسميات هذه المنظمات المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف والغلو لكننا ومن خلال هذا اللقاء نحرص هنا على توجيه الدعوة إلى الجميع إلى أهمية وضرورة تفعيل أدوارهم في مكافحة الإرهاب والتطرف والغلو كما نؤكد هنا أن المؤتمر الشعبي العام وبما لايدع مجالاً للشك أنه حزب حاكم لن يتهاون ولن يرضى مطلقاً في إبقاء المجتمع المدني في حالة ركود بل سيعمل بكل وسائله وإمكاناته من أجل دعم هذا المجتمع المدني وتمكينه من تعزيز مشاركته الشعبية الواسعة في مواجهة كافة المخاطر والتحديات التي تواجه اليمن حاضراً ومستقبلاً.
- أيضاً ألستم مطالبون بتقديم مشاريع وبرامج عمل يمكن لهذه المنظمات أن تعمل على هديها وتحقق أهدافها لصالح المجتمع ؟
- كما أشرت برامج المؤتمر تستهدف كل ذلك وهو ما يعني صراحة أن المؤتمر الشعبي العام مطالباً دوماًَ وأبدا بدعم أي نشاط مدني ومهني وهناك أهداف تحملها برامجه السياسية والانتخابية تحاول جاهدة تحريك كل القضايا المتعلقة بالمشروع المدني مثل عقد الندوات والملتقيات وورشات العمل للوقوف المسئول أمام مختلف القضايا بأسلوب علمي يستشرف بوضوح جلي كافة المتطلبات التي تحتاجها المنظمات المدني في سبيل تحقيق أهدافها وتحرك تفاعلاتها في أوساط الرأي العام .
- أستاذ طه تعلمون أن التنسيق والتعاون بين المنظمات من أجل مكافحة الإرهاب لم يعد مقتصراً على الأسلوب القطري وإنما أصبح هناك تعاون يمتد إلى الحدود الإقليمية والدولية، ماذا تقولون؟
- نحن كما نطمح ونتطلع إلى تفعيل أدوار المجتمع اليمني في اليمن في محاربة كافة الظواهر المسيئة للشعب اليمني فإننا في الوقت ذاته أيضاً حريصون كل الحرص على التفاعل الإيجابي مع دور أي منظمات عربية في هذا الشأن أو إقليمية أو دولية أو إسلامية تهدف إلى تقديم برامج وفعاليات تهدف إلى التوعية والإرشاد بمخاطر وآفات الإرهاب والتعصب والغلو، ونحن في المؤتمر الشعبي العام نعتبر هذا الدور ضرورياً بل وملحاً وحيوياً لصالح الشعوب لكون الإرهاب والتطرف والغلو آفة باتت تهدد كما أسلفنا شعوب العالم ومصالحها وعلاقاتها وباتت تهدف إلى نشر الدمار ولا شيء غيره، إذاً نحن في المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم ندرك إدراكاً عميقاً أن أية توجهات من شأنها أن تعزز من أدوار بلادنا إلى جانب المجتمع الدولي في القضاء على الإرهاب والقضاء على كافة المنغصات من شأنه أيضاًَ أن يعمل على تهيئة المناخات المواتية لعملية التنمية الشاملة ولانطلاق علاقات دولية أكثر حميمة وأكثر تفاعلاً باتجاه تحقيق تطلعات الشعوب.
- يقال أيضاً أن مشكلات المنظمات المدنية في اليمن تكمن في كونها اليوم لا زالت تعيش حالة تنازع على شرعيتها وعلى ولاءاتها الحزبية في نظركم كيف يمكن حل هذا الإشكال ؟
- إذا ما نظرنا هنا بنظرة ثاقبة ومتأنية لهذه المشكلة وبكل صراحة متناهية فإننا سنجد أن هناك خلافات تدور حراها اليوم للأسف الشديد بين العديد من المنظمات المدنية ونتيجتها الوحيدة تعود إلى التدخلات الحزبية كما أشرنا، وهذه التدخلات الحزبية الحريصة على تحقيق أجندتها الخاصة على حساب المصلحة الوطنية ستظل تترك تأثيرات سلبية على حاضر ومستقبل المجتمع المدني في اليمن وتلك مسألة في نظرنا لاتعاني منها اليمن فحسب وإنما هناك العديد من البلدان تعاني منها بفعل كونها تعد من الدول الناشئة أو من بلدان الديمقراطيات المبتدئة، وهو ما يعني أن مرحلة النشوء الديمقراطية لابد أن تصاحبها إرهاصات وتجاذبات وأحداث تسيء لتجربتها المتواضعة أو تحبطها أو تعزز منها، لكننا هنا في اليمن وبالرغم من إدراكنا كحزب حاكم بأن ذلك يعود في الأساس إلى حداثة التجربة الديمقراطية فإننا وفي إطار برامجنا وخططنا وتوجهاتنا نهدف دوماً إلى تحقيق تطورات ملحوظة وملموسة في جانب نشاط المؤسسات المدنية وجعلها تتمتع بدرجة من الشفافية والمهنية وأن نمكنها دوماً من الانتصار لتطلعات الشعب العليا وبغض النظر عما إذا كانت وجهة نظرها أو طبيعة مواقفها تتفق مع تطلعات وآمال النظام الحاكم، وإذا تم الانتصار لكل ذلك من قبل المجتمع المدني في إطار المهنية فإننا لاريب سنعتبر ذلك فعلاً حضارياً وديمقراطياً سيضفي إلى تحقيق نتائج إيجابية لصالح الوطن وتجربته الديمقراطية وسيدفع بالمجتمع المدني إلى آفاق أكثر رحابة من العمل المسئول وإلى خوض معتركات العمل الوطني بمهنية وإيجابية .
- إذا ما نظرنا هنا إلى عظمة هذه الأهداف التي تعبرون عنها كحزب حاكم فإن سنجد هناك من يتهمكم كحزب حاكم بالقيام بؤد المنظمات المدنية ما تعليقكم ؟
- المسألة هنا بحاجة إلى وقفة مهنية خالصة ونعتقد نحن في المؤتمر الشعبي العام أن كل المراقبين والمهتمين برصد المجتمع المدني وتفاعلاته المختلفة يرصدون بحرص كبير كافة أبعاد المواقف والآراء الحزبية التي تعرض بين حين وآخر ونجدهم يقيسون درجة تفاعلنا كحزب حاكم مع كل ذلك أنا معك في الرأي أن هؤلاء وبحكم أنهم راصدون فاعلون للحراك السياسي اليمني المدني بأنهم يستطيعون أن يميزوا الغث والسمين وأن يحددوا بدقة ما يقف أمام المجتمع المدني من مشكلات ومعضلات، وبأنهم بإطار من المهنية أن يحددوا بدقة أيضاً على من تقع المسئولية التي تجعل المجتمع المدني اليمن دائماًَ حبيس مشكلاته التنظيمية والإدارية وتجعله بعيداً عن الإرهاصات المجتمعية .
- فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله اجتمع مؤخراً مع لجنة العلماء المرجعية لتقديم النصح وتشاور معها حول مجمل من القضايا الراهنة وخاصة على صعيد تحديات الإرهاب وهناك من يقول أن هذه اللجنة لجنة صورية ولاتعبر بالضرورة عن المشاركة الشعبية بين الحاكم والمحكوم ؟
- إذا ما عدنا هنا إلى الحيثيات التي أنشأت من خلالها هذه اللجنة سنجد بوضوح أن الإرادة السياسية الحقة التي ينتهجها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله هي تعبيراً عن حرص فخامته لاستغلال كل ما من شأنه أن يعمل على بلورة المشاركة الشعبية وجعلها تتم في أبهى صورها سواء كان ذلك من علماء دين أو منظمات مهنية مختلفة، والقول هنا بأن لجنة العلماء المرجعية صورة من صور الاستغلال الرخيص لفعاليات المجتمع قولاً مردوداً عليه ذلك أن القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس حفظه الله تحرص كل الحرص وخلال مسيرتها التي انطلقت منذ السابع عشر من يوليو 1978 وحتى اليوم تحرص على إشراك المجتمع وفعالياته في مناقشة القضايا العامة وهناك والعديد من المحطات المهمة التي كان للقيادة السياسية أن جنت ثمار هذه المشاركة واستطاعت أن تتجاوز بالوطن العديد من التحديات التي كان المراقبون يتوقعون حدوث ما لايحمد عقباه لليمن، كما أن علينا وخاصة من قبل البعض من الذين يفضلون تفسير الأمور حسب أهواءهم وأجندتهم الحزبية الضيقة وبدلاً من السير باتجاه تشويه هذه الخاصية الرائعة التي تتمتع بها القيادة السياسية والتي منها بالطبع حرصها على تفعيل دور لجنة العلماء علينا أيضاً النظر إلى الأهداف والمبادئ والمنطلقات التي حاول فخامة الرئيس تحقيقها من خلال هذه اللجنة وهي لجنة نثق تماماًَ بأنها ستقدم النصيحة للقيادة السياسية التي تخدم اليمن وتعزز من أدوارها وحربها الراهنة ضد الإرهاب والتطرف والغلو .
- كلمة أخيرة تحبون قولها ؟
- أتمنى من كل قلبي أن تشهد الأيام القليلة القادمة تفاعلات مهمة للمجتمع المدني سواء كان ذلك على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف والغلو أو على صعيد السير بخطوات واثقة وتعزيز جهود اليمن قيادة وشعباًَ للخروج من حالة الاحتقان السياسي الراهنة وأن نجد اليمن قد تخلصت تماماً من كافة هذه الإرهاصات.
- هذا يدفعنا إلى سؤال جديد هو الاستحقاق الانتخابي القادم سيتم في موعده وهل البيان الأخير الذي صدر عن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي مجرد تهديد للآخر ؟
- الانتخابات القادمة استحقاق وطني وشعبي لايمتلك أي حزب مهما كان في السلطة أوالمعارضة أن يستخدمه كوسيلة للابتزاز السياسي وأرى من خلال رؤيتنا الحالية للظرف السياسي الراهن والذي أصبح يختلط فيه الحابل بالنابل وأصبح فيه الإرهاب وطنياً والانفصالي وطنياً ووصلت فيه المناكفات السياسية إلى حدود غير مقبولة نجد أن إجراء الانتخابات القادمة في موعدها هو مخرج وحيداًَ ليمن الثاني والعشرين من مايو وهو مخرجاً وحيداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تداعيات وإرهاصات حالة الانفلات التي شكلتها مواقف الأحزاب الغير مسئولة في تعاطيها مع الشأن الوطني، وهي مناسبة أيضاً لأن أدعوا مختلف المنظمات المدنية للتفاعل مع دعوة أحزاب التحالف الوطني إلى المشاركة الفاعلة في إنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي وفي تسجيل أعلى درجات التفاعل الشعبي مع هذا الحدث وحتى يشارك الجميع في بعث رسالة واضحة وجلية إلى العالم بأن اليمن وشعبها قادرون على حماية خيارهم الديمقراطي وحريصون على مواصلة مسيرة البناء والإصلاح حتى بلوغ الدولة اليمنية الحديثة القوية في مؤسساتها الدستورية والقانونية وفي ظل مجتمع مدني مهني قادر على التعبير الأمثل على تطلعات الشعب اليمن الحضارية والقدرة أيضاً على ربط حاضر اليمن بماضيها الحضاري التليد وشكراً لموقع المؤتمرنت على اهتمامه بقضايا المجتمع المدني .
|