الخميس, 04-نوفمبر-2010
الميثاق نت - عبدالحفيظ النهاري عبدالحفيظ النهاري -
أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن بأنه لا يمكن تحميل اليمن تبعات حادثة الطردين المفخخين ، وأن ذلك لا يعد تقصيراً في الإجراءات الأمنية اليمنية ، لأن مسألة تفخيخ الطردين بدت غاية في التعقيد، بحيث لم تكتشفها أجهزة التفتيش لا في مطارات اليمن ولا في المطارات الأخرى ، ولولا المعلومات الاستخباراتية التي نبهت إلى الطردين لما تم اكتشافهما.
وهذا الطرح المسؤول يؤكد مستوى جاهزية المطارات والموانئ اليمنية وكفاءتها التي لا تقل عن مثيلاتها، وينبهنا إلى تطور الأساليب الإرهابية القاعدية التي تجعل العالم يلهث بحثاً عن طرق الوقاية والحماية من العمليات الإرهابية قبل حدوثها.وصار من الواضح أن تفكير الإرهابيين ينصب على نقاط الضعف المدنية والتكنولوجية والمرافق الحساسة التي يهدف من خلالها إلى إرباك حياة الناس وبث الهلع والرعب والتوجس لدى العالم.
وقد نقلتنا قصة الطرود المفخخة من ملاحقة العناصر الإرهابية في القاعدة على الأرض إلى ملاحقتهم في السماء، تلك هي المفارقة الإرهابية التي تحاول أن تشتت الجهود الكبيرة التي بذلتها اليمن في ملاحقة الإرهاب ومكافحته ومحاصرته براً وبحراً وجواً.
وعلى الأرض دفعت اليمن ثمناً باهظاً من خيرة رجال الأمن والقوات المسلحة سواء جراء العمليات الإرهابية الموجهة ضدهم أو في مواجهات شبه يومية في ملاحقة العناصر الإجرامية التي ترتكب تلك الجرائم أو في ملاحقة العناصر المهربة إلينا من الجوار.وقد بلغ عدد الشهداء منهم أكثر من ثمانين خلال الأسابيع القليلة الماضية والمعركة مستمرة والتهديد مستمر والملاحقة مستمرة على كل المستويات.
وخلال مراحل تطور ظاهرة الإرهاب القاعدية كان اليمن ضحية على الدوام في أمنه وفي اقتصاده وفي استقراره وفي تهديد مشروعه الديمقراطي والمدني وفي وسطيته واعتدال منهجه الثقافي والفكري.
وهاهي تطورات الأحداث تنقلنا من مرحلة تشويه اليمن وعاداته وتقاليده وثقافته وأصالته إلى مرحلة الحصار الجوي الذي فرضته احترازات استثنائية مبالغ فيها تحت مبرر الحيلولة دون تكرار حادثة الطرود المفخخة.وهي إجراءات تنتهج طريقة العقاب الجماعي على الشعب اليمني المتسم بقيمه الحضارية والذي يقع ضحية الصورة النمطية التي صنعها الإرهابيون والإعلام الدولي على حد سواء.
وبالالتفات إلى ما ينبغي فعله وطنياً ونحن نعيش إرهاصات حصار مدني فرضته أفعال الإرهاب المستهدف لمقدرات الشعب اليمني .. يجدر بنا جميعاً حكومة وشعباً سلطة ومعارضة القراءة المسؤولة لما يحدث والمآلات التي يمكن أن تفضي إليه تطورات الأحداث الإرهابية ، والتصرف بمسؤولية ورؤية جماعية تجنب الوطن أية تبعات ظالمة تكرس وقوع اليمن ضحية هذه التطورات.
وبالنظر إلى خطاب بعض أحزاب المعارضة فإن إلقاء اللوم بسهولة على الدولة ووضعها في وضع المُقصِّر، بل في وضع المتهم بدلاً عن الإرهاب يحمل اتجاهاً خطيراً ومجحفاً في حق الوطن وفي حق الحقيقة ذاتها.
إن السكوت عن جرائم الإرهاب بل واستمراءها في كثير من الأحيان، إن لم نقل والتواطؤ معها أو تشجيعها ، سلوك يضر بالوطن وبأمنه وعلينا أن نفرق بين خلافاتنا البينية السياسية وبين الإجماع من أجل سلامة وأمن الوطن.
لا يليق بالأحزاب المعارضة أن تمارس النكاية بالسلطة على حساب الأمن الوطني، ذلك أن تحديات مكافحة الإرهاب تستلزم اصطفافاً وطنياً عاماً نتجاوز فيه خلافاتنا السياسية الداخلية.
وعلى أولئك الذين يرجمون الناس بالحجارة وبيوتهم من زجاج أن يكفوا عن اللعب بالحجارة حتى لا ترتد على نوافذهم الهشة ، لا سيما من يتوفرون على ذات الخلفيات الفكرية والثقافية المتعصبة والمتطرفة التي أنتجت العنف والإرهاب ، عليهم أن يكفوا عن اللعب بالنار، لأن نيران مكافحة الإرهاب يمكن أن تطالهم.. ومن الحكمة ألا يضعوا أنفسهم ويضعوا معهم الوطن في مهب الاتهام.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 02-يوليو-2024 الساعة: 05:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-18190.htm