محمد سعيد سالم - > كلما فكرت في الكتابة باتجاه شؤون الحياة والمجتمع، بعيداً عن السياسة، تتسارع الأحداث، مع ازدياد ملحوظ في عدد ونوع الأخبار والتحليلات التي توجهها الولايات المتحدة الامريكية ودول غربية، نحو بلادنا، بشأن ما يسمونه خطر القاعدة (في اليمن) على أمنهم وأمن العالم، فاضطر الى البقاء على ملاعب السياسة والأمن!!
> إنها (محنة) لأي كاتب، لما يحمله ذلك من دلالات على فترة عصيبة تمر بها مسيرة حياتنا وبلادنا!
حدود أمن العرب
> نحن في وضع مقلق، ولا يصح لأيٍ على تراب هذا الوطن أن يقلل من التأثيرات المحتملة لهذه التفاعلات، وما قد تحمله من أخطار!!
> لقد أثبتت مواقف الولايات المتحدة (والغرب) عند التعاطي مع القضايا المرتبطة بالقاعدة، وما تسميه مكافحة الارهاب، أنها لا تضع لقواعد الشرعية الدولية، خاصة فيما يتعلق بحدود الدول والسيادة الوطنية على أراضيها، أي اعتبار، إذ ارتبط الأمر بما يرونه تهديداً لأمنهم!!
> وعلى ذلك، (يتوحش) الامريكان في مواجهة (المصادر) التي يصنفونها ضمن مكونات الخطر الموجهة ضد بلادهم، وبسبب هذه القناعة لن يترددوا في توجيه ما بات معروفاً ب(الضربات الاستباقية) ضد المواقع التي يعتبرونها (مكان خطر) يهدد أمن الامريكيين، في أي مكان في العالم، و(دون إذن من أحد)!!
أفغانستان وباكستان والعراق
> لقد فعل الامريكيون ذلك في افغانستان والعراق وباكستان وبوحشية غير مسبوقة، مازال كثير منها مستمراً حتى الآن!
> ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث أقنعوا - ايضاً - دول حلف الاطلسي بالمشاركة في التدخل العسكري الشامل، وعلى نطاق واسع حتى يتحقق (من وجهة نظرهم) هدف (القضاء على الارهاب)!
التدخل مرفوض
> عند مثل هذا الاختيار، لا يحب اليمنيون أن يضرب بهم المثل! ولدينا (حساسية فائقة) من أي تدخل عسكري يرفع شعار (مكافحة الإرهاب)! وقد عبّر الأخ رئيس الجمهورية عن ذلك بوضوح، مؤكداً أن اليمن ملتزم بمكافحة ما يوصف بالإرهاب، وهو يحتاج لذلك، الى دعم ومساندة ومساعدات عسكرية!!
مفاجآت أمريكا
> ومع ذلك، يتوقع من الولايات المتحدة المفاجآت!! ومثل هذا قد يُسقط على بلادنا المزيد من أسباب الأزمات والصراعات، وتخلق المزيد من التحديات على طريق مسيرة الاصلاحات والتغيير والتنمية، خاصة بعد عودة «الاحتقان» الى «طاولة الحوار» بين فرقاء العملية السياسية والوطنية في بلادنا!!
خطورة المرحلة
> لابد أن يعي (الفرقاء) خطورة المرحلة التي نمر بها، وتمر بها المنطقة، وأن يقبل الجميع بتنازلات قاسية، حتى لا تدخل اليمن في دائرة الشبه مع افغانستان وباكستان، لأن (الأقوياء) على ملاعب السياسة في العالم، يمارسون الطغيان كما يشاءون، وعندما يشاءون، ولا ينجح ذلك الاعندما تعجز الدول المستهدفة عن حماية نفسها وشعوبها.
> ولا يحدث العجز الا عند الفشل في حل المشكلات، وتحقيق (التوافقات الوطنية الصادقة)، التي تحقق مرتكزات البناء والتغيير والأمن والاستقرار، وتقينا شر التدخلات بكل صورها!
أفضل وسيلة دفاع
> التوافق الوطني، أفضل وسيلة دفاع متاحة لنا لحماية الوطن والشعب من مختلف الأخطار الداخلية والخارجية، علينا به، أو أن نتوقع أسوأ الاحتمالات!!
|