امين الوائلي -
إنه العيد.. بالتأكيد، عاد مجدداً في موعده تماماً.. دعك من هذا وقل لي: هل عدنا نحن أيضاً؟!
لقد لعبت بنا الدنيا- ولا أقول الحياة، فبين هذه وتلك ما بين الدواء والداء- ونسينا أن نتفقد إنساناً كُنَّاه ذات مرة.. ذات صباح، فلا عدنا ولا عاد الصباح يعيرنا شيئاً من طفولتنا التي زرعناها لتحصدها الريح.
> عيدكم مبارك- فقط لو كنت أعلم طريقة أفضل للتعبير عن المشاعر- سوى الكلام المألوف.. لأخبرتكم ما أعنيه بقولي »عيد مبارك«.. ولعلنا الآن لانجد طريقة واحدة، أفضل، للتعبير عن اندهاشنا لالتزام الأعياد بمواعيد حضورها سوى أن نتصنَّع نصف ابتسامة »محسَّنة«- وكأننا لانعني شيئاً مما نقول- نباشر من نلقاه بالتعزية »عيد مبارك«! ويبحث العيد بيننا عن »مبارك« هذا فلا يجد له عيناً ولا أثر.
> من واجبي أن اتخفف- كثيراً.. وألقي عن كاهلي حمل أشهر استعْدَتْ عليَّ قلبي وبعض أصحابي.. والكثير من »العقارب« و»الحيَّات«.. وها قلبي يفتح قلبه ويطرد ما علق به من اللدغ والحرقة.. أتحرر الآن من مثاقيل ألم ووجع جرَّه عليَّ أناس.. لطالما سألت الله وسعيت جهدي في صونهم وحفظ حق الصحبة فيهم.. حتى وهم يجتهدون في زراعة الوقيد من حولي ويندفعون في اختراع المناجزات المرهقة ومكاثرة المشانق وأحكام باتة بالإزاحة والإلغاء.
> أعترف الآن بأنني أعذرهم أكثر مما آلمني وأذاني تحملهم- المدهش- مشقة التحامل عليّ أو معاناتهم الدائمة في إدامة معاناتي، لا لشيء إلا لأنني بقيت »أنا« ولم أكن »غيري«.. مع ذلك أطلب إليهم وإليكم الصفح وأقبِّل قلوبكم أجمعين.
> أحاول أن أعود مع العيد.. بي أمل ألاَّ أقضي المناسبة وحدي.. بعيداً عن الإنسان الذي يخصُّني وأنتمي إليه.. أعذر وأعتذر.. أغفر وأستغفر.. ودعوة- بعد هذا- خالصة أن يكون القدر إلى صفي فأستريح وأريح.
> أصدقكم القول: ليس أقسى ولا أقتل من وهم تزهد فيه وتتهم به! يستعدي عليك قلوب البعض- لأن البعض الآخر بلا قلوب (...)، في أمان الله.. وتصبحون على قلوبكم.
شكراً لأنكم تبتسمون