عبدالعزيز الهياجم -
غدا ينطلق العرس الرياضي الخليجي المتمثل في بطولة كأس الخليج لكرة القدم في دورتها العشرين والتي تحتضنها بلادنا في كل من عدن وأبين.
ومثلما أن هذه البطولة تجعل من اليمن محط أنظار كل الجماهير الرياضية الخليجية والعربية فهي بالنسبة لليمنيين حدثا تاريخيا انتظروه طويلا وحلموا به كثيرا قبل أن يصير حقيقة بفضل التقارب الكبير الذي شهدته علاقات اليمن بأشقائها في الخليج والذي كان أول غيثه إقرار قمة مسقط الخليجية في ديسمبر 2001 انضمام اليمن الى ثلاث مؤسسات في مجلس التعاون بالإضافة إلى كأس الخليج لكرة القدم.
اليمنيون الذين كانوا على مدى عقود من المتابعين لهذا المونديال الخليجي الرائع والبهيج وجدوا أنفسهم في الدورة السادسة عشرة التي احتضنتها الكويت مطلع العام 2004 وقد أصبحوا جزءا من هذا الحدث , ولأنهم قد قرأوا وحفظوا تاريخ هذه البطولة وكيف أن أغلب المنتخبات المشاركة بدأت بداية ضعيفة في مشاركاتها الأولى وتعلمت من البطولة الكثير من الصبر والاجتهاد والمثابرة حتى وصلت أخيرا إلى المقدمة ..فكان من الطبيعي إدراك أن منتخبنا سيحتاج إلى وقت وجهد حتى يصير رقما صعبا بين أشقائه , وأن الأهم هو التقارب وتعزيز الأواصر بين الأشقاء فضلا عن انعكاسات هذه البطولة على إيجاد بنية تحتية رياضية تنهض بمستوى اللعبة في اليمن.
وعندما تقدمت اليمن بطلب استضافة هذه الدورة كان ذلك قرارا شجاعا وجريئا فرض على بلادنا خوض تحدي إنجاز بطولة ناجحة ومتميزة في ظل الافتقار إلى البنية التحتية وفي ظل التشكيك الذي مارسه البعض منذ إقرار إقامة البطولة . وكنا على مدى الثلاث السنوات الماضية أمام ثلاثة تحديات تتعلق بالسباق مع الزمن لاستكمال الملاعب والمنشآت والتجهيزات ..والتحدي الأمني الذي أراد المشككون أن يجعلوا منه نقطة ضعف في ظل العمليات الإرهابية والأعمال الخارجة على القانون ..والتحدي الثالث يتصل بتأهيل منتخبنا الوطني ليكون قادرا على تقديم مستوى مشرف في هذه البطولة.
ومثلما فشل المراهنون في تأجيل أو إلغاء استضافة اليمن أو إجبار بلادنا على الاعتذار عن الاستضافة فإن شعبنا اليمني العظيم والكريم والمضياف بات كله مجندا طوعيا لإنجاح خليجي 20 والعمل على إخراجها بأروع صورة وبنجاح متميز ومنقطع النظير وتقديم صورة مشرفة عن اليمن ليس فقط على المستوى الرياضي أو الجوانب الأمنية وإنما في كافة النواحي الثقافية والسياحية والتراثية من خلال الفعاليات المصاحبة التي تعتزم تنفيذها الجهات المعنية والعديد من منظمات المجتمع المدني .
ونقول لأشقائنا من بلدان مجلس التعاون والعراق سواء كانوا مشاركين أو جماهير حضرت إلى عدن وأبين أن كل اليمنيين الشرفاء سعداء بمجيئكم ويهمهم أن تعيشوا أسبوعين من المتعة الرياضية والفسحة السياحية والثقافية في رحاب بلد هو أصل العروبة والشهامة والضيافة وتاريخ من الحضارة وحكاية بشر يفخرون بالانتماء لهذه الجغرافيا ولهذا التاريخ المشترك ويسعون رغم كل الظروف والصعوبات إلى ترك بصمات واضحة تجعل من هذا المونديال الخليجي والتظاهرة الرياضية الخليجية الهامة اللبنة الأولى على طريق التكامل والتلاحم في كافة المناحي الأخرى.
بفضل الله تعالى ثم بفضل تكاتف جهود كل الشرفاء والمخلصين وهم الأغلبية الساحقة في هذا الوطن سنجعل كل ضيف أتانا يشعر أنه سعيد في اليمن السعيد ..وسيعود كل واحد وقد أدرك أن ما كان من مخاوف لا مكان له في الواقع وأن ما نشرته الكثير من وسائل الإعلام عن اليمن وعن وضعها الأمني مجرد تهويل ومبالغة ونسيج أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة.
ومع كلمات الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان وأداء الفنان الكبير أيوب طارش سنردد سويا :
يا مرحبا بالضيف وسيد الضيوف ..إرحب على رؤوس إخوتك ..إرحب وطنا ديرتك