استطلاع/ هناء الوجيه - تعتبر الإجازات والمناسبات فرصة للترفية عن النفس وذلك من خلال زيارة المنتزهات والحدائق لقضاء الأوقات الممتعة فيها.. ومن الطبيعي ان يكون المشهد في تلك الأماكن وجود العديد من الأسر يستمتعون بقضاء أوقاتهم إما باللعب مع أطفالهم أو المشي أو تناول وجبة الغداء وغيرها من أساليب قضاء الأوقات الترفيهية.. لكن المؤسف انه في السنوات الأخيرة بدأ المجتمع يرسم مشاهد أخرى في تلك الأماكن العامة، حيث نجدها مكتظة بأغلبية يستمتعون بأوقاتهم من خلال تناول القات وشرب الشيشة.. هذه المشاهد أو هذه الظاهرة تطورت لتشمل عدداً كبيراً من السيدات يجدن المتعة من خلال قضاء أوقاتهن الترفيهية بهذه الصورة..
حول هذه الظاهرة وما تعسكه من آراء ووجهات نظر كان لنا هذا الاستطلاع..
البداية كانت مع الأخت صباح الأديمي ربة بيت والتي ترى ان الاجازات والمناسبات تتيح للأسر فرصة التجمع وقضاء أوقات متميزة بعيدة عن مشاغل الحياة ومنغصاتها.. ولكن حين تصبح المتنزهات مكاناً لتناول القات وتلويث البيئة بأنواع الدخان فهذه صورة مرفوضة ينبغي الوقوف أمامها.. وتواصل حديثها قائلة: أنا أعتبر مثل هذه الظاهرة سلبية وغير جيدة وتسيئ للشباب وللمرأة خصوصاً أكثر من كونها تعبيراً عن الترفيه والاستمتاع..
صورة مجحفة!!
وباستياء شديد تعبر الأخت اسماء الملاحي عن رأيها قائلة: الغريب في الأمر انني اعرف بعض الاخوات اللاتي كن يرفضن ويعلقن بعبارات ساخرة على النساء اللاتي يتناولن القات والشيشة في الحدائق والمتنزهات، واليوم هن انفسهن يتواعدن على الذهاب بشرط ان تؤمّن كل واحدة منهن من يقوم برعاية الأطفال لكي لايعكر صفو الرحلة صراخهم أو استمتاعهم باللعب.. وتضيف: حقيقة ان استمرار هذه الظاهرة تشوه صورة المرأة بشكل عام وتعكس صورة مجحفة لعدد كبير من النساء اللاتي يدركن الهدف من وجود المتنزهات والحدائق وكيف ينبغي قضاء الأوقات فيها.
الأخت منى زايد طالبة جامعية تعبر عن رأيها قائلة: اعتقد ان فئة بسيطة من الشباب يمارسون هذا السلوك وهم لا يدركون بشاعة الصورة التي يرسمونها لذلك ينبغي على الأسر ان تكون أكثر حرصاً على متابعة الأبناء فهناك عدد من الشباب والشابات يعانون من فراغ وقصور أسري وهذا ما يدفعهم لقضاء أوقاتهم في الأشياء التي لاتنفع والتي يكون لها آثار وتوابع سلبية.
الحد من الظاهرة
انتصار فارع مُدرسة تقول: ما أعظم ان يقضي الإنسان وقته مع أولاده وأفراد اسرته وان تجمعهم ذكريات ومواقف، ولكن قضاء الوقت في تناول القات وشرب الشيشة يحرم الأشخاص من الاستمتاع الحقيقي أثناء زيارتهم للمتنزهات والحدائق، وينبغي ان تكرس جهود اجتماعية متكاتفة في سبيل الحد من هذه الظاهرة، وعلى الأسر أنفسهم ان يكونوا حريصين على متابعة ونصح أبنائهم لأن التأثير لايمس الأفراد فحسب ولكن يؤثر على المجتمع بشكل عام.
برامج توعوية
وختاماً تحدثت الأخت بدرية قاسم احمد باحثة اجتماعية قائلة: انتشار مثل هذه الظاهرة وعدم اتخاذ اجراءات للحد منها خطأ يؤثر على المجتمع بشكل عام، فنحن بحاجة لدراسة الظاهرة والوقوف عند اسبابها وبالتالي تصحيح المفاهيم غير الصائبة.. وتضيف: نحن نتطلع إلى أن تكون هناك اهتمامات وممارسات في المجتمع اكثر تطوراً وترسم صورة مشرقة من الناحية السلوكية والاجتماعية، وذلك لن يكون إلاّ إذا أدرك المجتمع مخاطر الظواهر السلوكية غير الصحيحة والآثار المترتبة عليها..
وتختتم حديثها بالتأكيد على أهمية اهتمام المجتمع أفراداً أو مؤسسات وجمعيات معنية بدراسة مثل هذه الظواهر وإعداد برامج توعوية وتثقيفية للحد من انتشارها..
|