الإثنين, 22-نوفمبر-2010
كتب: عبدالكريم المدي -
قليلة كلمة «مدهشة وآسرة وفاتنة وآمنة في حق عدن».. وظالمة كلمة «عدن ملفتة اليوم وكفى».. وقاصرة عن الوصف والبيان والإنصاف كلمة «لفتت نظري عدن وأبهرتني عدن، وأسعدتني عدن، وحلقت بي عدن في سماوات الجمال والروعة والمتعة والبهاء وو.. الخ».
اليوم أخشى أن أدوّن استطلاعي هذا الذي أعده لـ«الميثاق» أو قُلْ انبهاري ومشاهداتي بعدن.. أخشى أن أدوّن هذا النزر اليسير بينما تفوتني مشاهد ومنجزات ولمحات وإضاءات جديدة ومتوالدة في كل لحظة، تستحق أن أدوّنها هنا، لأنها بالفعل تشهد مع كل لحظة جديدة ميلاد منجز أو إشادة أو إضافة أو مصدر جديد من مصادر الإبداع والنماء والنمو والإنماء..


نحن نشق طريقنا الى عدن والتي حرصنا على أن تكون براً لكي نستمتع بالرحلة أولاً وندحض تُرّهات وزندقات ومزايدات المزايدين والكذّابين الذين يصورون الطريق والطرقات والأوضاع في بعض محافظات وطننا على أنها محفوفة بـ«فشنك» خطابهم المفلس، ونحن نقطع الطريق على مهل تذكرت وتحديداً من منطقة كرش ومروراً بالمسيمير لحج وصولاً الى الحوطة، فمشارف عدن تذكرت كم هناك، دجالون وكم يرتكبون من الآثام في حق الوطن حينما يبثون سمومهم وعبارات الخوف في أوساط الناس عندما يصورون الأوضاع على أنها شبيهة بداحس والغبراء، بينما الواقع مختلف جملة وتفصيلاً، فالأعلام الوطنية ترفرف فوق أسطح معظم المنازل وكل المدارس وأعمدة الكهرباء والجبال من دمنة خدير والراهدة وحتى آخر بيت يتبع محافظة لحج باتجاه عدن، والناس في قمة الانشراح والمحبة والرضا.. والأمن والأمان يحسه المسافرون في كل هلّة نسيم وهبة رياح الحياة الطبيعية من جهة، ومزدانة ومزدهرة بمناسبتي خليجي عشرين وعيد الاضحى من جهة ثانية، هذا الى جانب أعلام دول مجلس التعاون الخليجي الستة والعراق التي سيشارك منتخباها في بطولة خليجي20 التي ستنطلق اليوم بأستاد 22 مايو الدولي بعدن.. وبالاضافة الى العلم الوطني وأعلام الدول الشقيقة المشاركة، يجد المرء أجمل عبارات الترحيب بضيوف اليمن المشاركين في البطولة علماً بأن عدداً كبيراً من تلك الأعلام واللافتات قد رفعها مواطنون من محافظتي لحج وعدن بجهود ذاتية في صورة تعكس الاصطفاف الوطني لإنجاح البطولة وتقديم بلادنا بالصورة الحضارية والوحدوية والوطنية المشرفة.
عدن دهشة الدهشة
لم أتمالك نفسي وأنا أرسل طرفي المنبهر في أول شارع بمدينة عدن حيث صرخت بصوت عالٍ متسائلاً: فماذا بعد هذا الرد العملي على المشككين في قدرة اليمن على استضافة خليجي20؟ وأي أمن واستقرار وجمال أكثر من هذا ينشدون؟ وأي منشآت رياضية وإيوائية يريدون أكثر مما قد تحقق في عدن وأبين؟
في الواقع لم أذهب من فوري الى الفندق، كما فعل الزملاء الذين كانوا معي على نفس الرحلة البرية بل طرت كعصفور أطلق سراحه من قفصه.. طرت في عدن شارعاً شارعاً وحياً حياً ومديرية مديرية، حيث بدأت بمديرية المنصورة والشيخ عثمان، فالتواهي، فالبريقة وهكذا أشاهد بأم عيني عدن، نظافتها وزينتها وأفراحها وانسجامها وأمنها ولافتاتها وضيوفها وانسيابية الحركة فيها على الرغم من وجود آلاف السيارات القادمة من محافظات الجمهورية وآلاف أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي.. الجميع يكملون استعدادهم وفرحتهم بالحدث.. كل شيء في عدن مثالي بامتياز وطبيعي بكل ما تعنيه الكلمة، باستثناء ضوء وأضواء وألق المنجزات التي تحققت في المحافظة، سواء تلك التي تحققت ضمن مشاريع خليجي20 والمنجزات الكثيرة التي تحققت كتعبير ونتاج طبيعي لخير وعطاء الوحدة، باستثناء ذلك اللمعان الأخاذ والحضور الآسر لبهجة خليجي20، وحالة الحرية والاستقرار والنماء التي نعمت بها عدن خلال العشرين السنة الماضية.. لا يوجد أي مظهر من مظاهر الخوف أو القلق.. لا يوجد أي ملمح من ملامح وتهويلات الإعلام المريض.. ساكنو أبين ولحج والضيوف الوافدون من خارج اليمن آمنون على أنفسهم في كل مكان وفي كل زاوية وساحل ومتنزه وحديقة وساحة عامة.
بكل شفافية وفخر عدن اليوم تقدم اليمن للمحيط العربي والدولي ومعها لحج وأبين بوجهها الحضاري والانساني والوحدوي الحقيقي.. حيثما ولّيت وجهك في عدن ولحج وأبين فثمة أمن واستقرار وبهجة وعيد وفعالية ومباراة من مباريات خليجي20، التي جسدت مختلف الجهات والمؤسسات والمنظمات المدنية مفهوم منافسات اللعبة في التنافس والتسابق على إنجاز المشاريع وتقديم الفعاليات وتسليم كل المشاريع المخصصة لخليجي20 من ملاعب ومنشآت إيوائية وأعمال تحسين وترميم من قبل الجهات المختصة.
تأكيدات الضيوف
قبل أن استطلع آراء عدد من ضيوف عدن، من داخل اليمن وخارجها لفتني الاخ يوسف العقربي سائق التاكسي الذي طاف بي مدينة عدن والذي يعد واحداً من أبنائها، وذلك حينما علَّق قائلاً: إنك ترمق كل شيء في الشارع والحديقة والساحل بدهشة وتعمق كأنك تبتلع كل شيء بعيونك أو تؤدي واجباً دينياً، مضيفاً: يا أخي الاعلام والأمراض شوهوا عدن، شوهوا اليمن، شوهوا كل الاشياء الجميلة في بلادنا،، والله لا يوجد مكان في العالم كله أكثر أمناً وانسجاماً وتواضعاً وبساطة ووطنية مثلما هو حاصل في عدن أرضها وناسها.. وإذا كان هناك أي شخص يدخل عدن وهو حامل الضغينة أو في نفسه شر وحسب تجربته يفضح ويفشل، وهذا ما عهدناه ولمسناه منذ فجر الوحدة المباركة وحتى اليوم.
أما الضيوف الوافدون من خارج اليمن، فهذا فيصل الحمد من مواطني المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي قابلته ومعه عائلته في المساء على شاطئ البريقة يقول: أنتم كيمنيين ربما لم تدركوا ما تنعم به بلادكم عامة وعدن خاصة من جمال ونعمة وتسامح وطيبة وكرم وقيمة وسرعان ما تنخدعون من الاعلام المضلل الذي صار امبراطورية العولمة الاكثر سطوة وقدرة على تدمير الشعوب والقيم والمفاهيم..!
وهذا ما أكده المغترب اليمني محمد أحمد علوان الذي استوقفته في سيارته أمام فندق عدن، حيث أشار الى أن عدن واليمن واليمنيين أجمل وأفضل ما في الأرض ولا يوجد أي شيء يبعث على الخوف، فالأمن أكثر من ممتاز وذلك من أول لحظة دخل فيها الوطن بسيارته من منفذ الطوال وصولاً الى ساحل أبين في محافظة عدن، أما خليجي 20 -وفق علوان- فسوف تعيد لليمن ما أفقده إياها الإعلام المغرض مؤكداً أنها ستكون أنجح دورة في تاريخ البطولة.
المنظمات المدنية
ومن الإضافات الجميلة والرائعة التي تؤكد على تضافر الجهود الرسمية والشعبية فيما يخص عدن وبطولة خليجي20، فهي تفاعل منظمات المجتمع المدني وحركتها وحضورها ونشاط ممثليها بين المحافظات الثلاث الذين قاموا بالتنسيق فيما بينهم لإقامة فعاليات جماهيرية وكرنفالية وثقافية وفنية على هامش البطولة، وفي هذا السياق تم تحديد جدول يحدد زمانها ومكانها والجهة المنظمة لها.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-18502.htm