افتتاحية صحيفة سبتمبر - اليمن قيادة وشعباً بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أثبت مجدداً انه استثنائي بقدرته على الانجاز والنجاح والتميز والابداع وهذا ماجسده في استضافته لخليجي 20 وعبر عنه الحفل الافتتاحي لتدشين انطلاقة هذه البطولة الرياضية الذي كانت فقراته، رغم ماشابهها من قصور في بعض الجوانب، مذهلة مدهشة ومبهرة وهذا ماتجلى في ذلك الإعجاب الذي عكسته اشادات كل من حضر من رياضيين واعلاميين وجمهور ليمتد ذلك الى من تابع مباشرة عبر شاشات التلفزة للفضائيات التي نقلتها على نحو مباشر وعبر الاعلام المسموع والمقروء وتواصل ذلك في المباريات الرياضية بين اليمن والسعودية، الكويت وقطر، البحرين وعمان، العراق والامارات والتي جميعها امتعت الجمهور والمشاهدين في ارجاء اليمن والدول الشقيقة المشاركة في بطولة خليجي 20 على امتداد الوطن العربي.
لقد فاق النجاح تحضيراً وإعداداً وتنظيماً تصورات الاشقاء التي انقلبت رأساً على عقب، ليس فقط فيما يخص قدرة اليمن أو الوقت الذي تم القيام فيه بكل ذلك وفي فترة قصيرة ولكن ايضاً فيما اتصف به كل هذا من حس وطني واستشعار عالٍ بالمسؤولية تجاه هذا الحدث الذي يتجاوز طابعه الرياضي الى ماهو سياسي واقتصادي وثقافي بشكل ناجح لكافة ابناء شعبنا على اختلاف فئاتهم واتجاهاتهم السياسية، معتبرين انها قضية وطنية يجب ان يعمل الجميع من أجل إعلاء اليمن الحضارة والتاريخ والمجد التليد.. ومن أجل رفع اسمه عالياً في الحاضر والمستقبل..
وبدون شك فإن الترحاب وكرم الضيافة التي قوبل بها الأخوة من أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والعراق سيكون لهما بالغ الأثر في نفوس ووجدان الاشقاء الذين تجمعهم أواصر ووشائج قربى وصلات رحم وسيجعلا من العلاقة المتينة الحميمة تتعزز وتتعمق شعبياً ورسمياً على مختلف الصعد وبكل تأكيد فان شعبنا في كل هذا تلقائياً وعفوياً يعكس مشاعره الجياشة التي يكنها لاشقائه وهكذا وجدوا أنفسهم في وطنهم وبين أهاليهم، مبيناً شعبنا بذلك مبادئه وقيمه العربية الاصيلة.
وهكذا فان النجاح الحقيقي بالنسبة لنا قيادة وشعباً في وطن الحكمة والايمان ليس في نتائج المباريات التي تخوضها فرق الدول الشقيقة المشاركة في مونديال خليجي عشرين ولا النتائج التي يحققها منتخبنا الوطني فهذه ترتبط بخبرة الفرق المشاركة بطبيعة كرة القدم وانما فيما تميزت به هذه الدورة من خليجي 20 من ابداع وإمتاع وتميز تجعل تنظيم اليمن لها علامة فارقة في مسيرتها وراسخة في الذاكرة الرياضية للاعبين والجمهور.
ومن المهم الاشارة الى ان خليجي 20 وماصاحبه من حملات اعلامية واشاعات وتشكيك في امكانيات اليمن من بعض مرضى النفوس الممتلئة قلوبهم بالحقد والكراهية تجاه ماهو نبيل وعظيم في الوطن واضعين رهاناتهم دوماً وفقاً لاهواء تصوراتهم السوداوية فيثيرون الزوابع مفترضين ظروفاً وأوضاعاً لاوجود لها الا في اذهانهم المحبطة التي تخرج منها أفكار بائسة، كانت دائماً تنتهي الى الفشل كما هو حالها هذه المرة، مسقطاً شعبنا رهاناتها الخاسرة ومؤكداً من جديد بالانطلاقة الناجحة لخليجي 20 من درة اليمن وعاصمته الاقتصادية والتجارية عدن انه خليجي التحدي كما قال الأخ الرئيس، ليثبت اليمانيون بروحهم الوطنية الوحدوية وبارادتهم الصلبة انهم اكبر من اراجيف المرجفين وخزعبلات الموتورين وهذا ما تجلى في اجواء الابتهاج ومناخات الفرح التي يعيشها هذه الايام ابناء عدن وأبين بصفة خاصة وكل ابناء اليمن عموماً على امتداد ربوعه الذين بالفعل حولوا احتضان وطنهم لهذه الفعالية الرياضية الاقليمية العربية الى عرس حقيقي يحيي مباهجه الفرائحية اخوانهم الذين تحدوا كل التهويل الاعلامي المغرض للأوضاع الامنية في اليمن وجاءوا اليه وبمجرد ماوطأت اقدامهم ارضه حتى تبددت تلك المخاوف ليتضح لهم انها ليست الا فقاقيع متطايرة في هواء أوهام مطلقيها ليكون خليجي 20 اكبر من الحضور والمشاركة في فعالية رياضية الى رحلة معرفة لليمن وحقيقة الأوضاع فيه عن كثب.
وبغض النظر عن ما سيحرزه المنتخب اليمني من نتائج وعن من سيفوز بالكأس، فان نجاح استضافة اليمن لخليجي 20 هو الفوز الأكبر لليمن وشعبه الحضاري العريق. |