حسن احمد اللوزي -
لاشك ان العام 2006م الذي نودعه يعتبر من الأعوام البالغة الأهمية في المحصلة التاريخية اليمنية بالنسبة لتطور الحياة السياسية وتجويد الممارسة الديمقراطية في بلادنا والتي حققت اروع صور الاقتدار الوطني في تحمل المسئوليات السياسية وتجسيد الالتزام الصادق بمنهج الديمقراطية في ممارسة الحكم واختيار الشعب بارادة حرة مستقلة ونزيهة لرئيس الجمهورية في أعلى المسئوليات القيادية والتنفيذية وكذلك في انتخاب قيادات المجالس المحلية في المحافظات والمديريات والامناء العامين لها وذلك في يوم العشرين من سبتمبر الماضي في وثبة متقدمة في الطريق الواضح المستقيم الذي رسمه الدستور وفصلته القوانين النافذة.. ومثلت في جوهرها اختباراً بالغ الاهمية بالنسبة لرسوخ النهج الديمقراطي.. والتنافس السياسي التعددي.. ليكون الناخب والناخبة صاحب الكلمة الفاصلة وصاحب الاختيار الحاسم عبر صناديق الاقتراع.. وهو الانجاز التاريخي العظيم الذي شهد له العالم واكد مجدداً.. وايماناً والتزاماً وعملاً بأن الديمقراطية في بلادنا صارت حقيقة معاشة وخياراً مبدئياً لممارسة الشعب من خلال الناخبين والناخبات حقه في حكم نفسه بنفسه وفي اتخاذ القرارات الحاسمة في كل عمليات الاقتراع والاستفتاء العام وتسير في اتجاه التعمق والقبول والرضى من قبل المجتمع اليمني ومؤسساته وذلك القبول والرضى يقومان ويتشكلان من واقع الاحساس الصادق بأن انتخاب رئيس الجمهورية والسلطات المحلية وكذلك انتخاب السلطة التشريعية هو املاء الارادة الشعبية والغالبية العظمى من الناخبين والناخبات.. فالديمقراطية محك التطبيق العملي لخيار الشعب وتفعيل وانفاذ حقه في حكم نفسه بنفسه ومع ذلك فإننا مازلنا نصفها بأنها تجربة يافعة وتتوجه في الطريق الذي يجعلها تتشكل بصورة اقوى وافضل في كل يوم وهي لم تأتِ طفرة او كنبتةٍ غريبة وانما هي محاكاة عصرية لما كان يتمثل في تاريخ شعبنا السياسي والحضاري من التجارب القديمة في الشورى ومجالس »المسود« والرأي وتبادل الرأي وغيرها من التجارب الانسانية التي تحقق النفع العام.
نعم ان الديمقراطية في بلادنا هي ثمرة نضالٍ وطني فكري وسياسي طويل ومرير وهي اليوم تترسخ في الحياة المعاصرة اليمنية كجزءٍ لا يتجزأ من نهج ممارسة الحرية السياسية والمشاركة في تحمل المسئولية في حياة شعبنا العصرية كحصانة للوجود الحر وضمانة المستقبل الافضل وكقوة حماية لدولة الوحدة ولكل المكاسب والمنجزات التي تحققت في ظل مسيرة الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر وتبقى الديمقراطية طريق شعبنا مع تضافرها مع الجهود الاخرى في البناء الاقتصادي والتغيير الاجتماعي طريق الوثوب الواثق للمستقبل الافضل وهي سمة بارزة بحقيقة اشراقة ورسوخ الشرعية الدستورية والانتقال من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية ورسوخها وهي الاداة الحضارية لتطوير مجتمع التعددية السياسية ولتحقيق مبدأ ازتداول السلمي للسلطة كما انها المناخ المواتي والقوة المعنوية الدافعة لبناء مجتمع التنمية المستدامة.
وبفضل حكمة وحنكة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كبرت بلادنا وتطورت وتعاظمت حقيقة الممارسة الديمقراطية وتتابعت وتوالت المنجزات التنموية الكبيرة وظلت الخطوات والاعمال الريادية هي التعبير الصحيح ليس فقط في بناء اليمن الجديد وانما في تحقيق مضاعفة المنجزات في الرصيد الماثل في مختلف ميادين البناء والعمل والتطوير والانماء بفضل ابداع الشعب اليمني وعطائه وتكريسه لارادته الحرة المستقلة في بناء مشروعه الحضاري.