محمد أنعم -
تتعرض اليمن لحملة إعلامية مسعورة تعد أبشع من تلك الاعتداءات التي ينفذها الارهابيون عبر العمليات الانتحارية أو الأحزمة الناسفة.. الجميع يدرك أن الأقلام أصبحت هي الإرهاب الأشد خطراً على اليمن..
لقد حان الوقت لفك طلاسم هذا العدو ومعرفة اهدافه القريبة والبعيدة.. وهل هذه الحرب الاعلامية عفوية وبريئة.. أم أنها حملة إرهاب منظم تديرها خلايا سرية تربطها شبكة واحدة تعمل على مستوى دول المنطقة في هذه الجبهة لتنفيذ مخطط تآمري كبير.. وهل هذا المخطط يستهدف اليمن فقط.. أم أن دول مجلس التعاون الخليجي هي الهدف الرئيسي غير المعلن حتى الآن.. و.. و.. الخ؟
يلاحظ أن اليمن والأشقاء في دول مجلس التعاون يقفون في حيرة تثير الاستغراب، أمام هذا الإرهاب الإعلامي الذي ينهك اليمن.. ويتعاملون مع هذه الحرب بعواطف مثيرة للخوف.. ربما لا أحد يجرؤ حتى اليوم أن يعترف أو يلمح ولو من بعيد الى دور خلايا القاعدة الجناح الإعلامي في جزيرة العرب, وحقيقة الخطر الذي لم يعد يهدد اليمن فحسب، وإنما دول المنطقة دون استثناء..
إن على اليمن والأشقاء في مجلس التعاون أن يقتنعوا أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لم ينقل قيادته العسكرية إلى اليمن فقط.. بل لقد نقلت القاعدة قيادتها الإعلامية أيضا.. وأنها تعمل ضمن شبكة تنتشر في دول المنطقة وهي التي تشن حرباً أو حملات إعلامية مشتركة بطريقة شبه مكشوفة ضد اليمن.. هذه الحقيقة لا تحتاج إلى براهين لو وجد ت أجهزة استخبارية ماهرة..
كما أن عدم التسليم بها سيكون ثمنه باهظاً على مستوى كل دولة، فالتعامل بروح اللامبالاة مع خلايا الإرهاب التي صارت تتمترس في الجبهة الإعلامية وتستخدم الأقلام كالمدافع لقصف دول المنطقة بضراوة وخصوصاً اليمن ومن على صدر صفحات وسائل إعلام محلية وشقيقة، سيكون كارثياً على الجميع في المنطقة..
إن مواقف الأشقاء الداعمة والمساندة لأمن واستقرار ووحدة اليمن، وحرصهم على إنجاح خليجي عشرين, وأيضاً ما نقلته الوفود الإعلامية الشقيقة التي جاءت لتغطية هذا العرس الرياضي من انطباعات واقعية وصادقة وما حملته من اندهاش لحقيقة الواقع اليمني الذي ينعم بالأمن والاستقرار.. كل ذلك يؤكد على أن هناك خلايا للقاعدة قد تسللت الى الإعلام وضللت العديد من وسائله قبل هذا العرس.. واصبحت هذه الجبهة الهامة والمهمة للأسف تبدو مفتوحة على مصراعيها أمام تنظيم القاعدة.. بدليل أن ما تنشره بعض وسائل الإعلام في بعض الدول عن اليمن من أخبار كاذبة وإشاعات وخطاب تضليلي.. وتضخيم لحوادث صغيرة.. يتناقض ويتعارض تماماً مع المواقف السياسية والميدانية للأشقاء، بينما نجد ان ما ينشر في الاعلام ينسجم تماماً مائة بالمائة مع أهداف ومخطط تنظيم القاعدة..
لقد أدركت الخلايا الإرهابية لتنظيم القاعدة أن الحرب التي تخوضها بالأحزمة الناسفة لا تكفي في هذه المعركة المفتوحة التي يمثل الإعلام أقوى الأسلحة فيها, لذا عملت على التسلل إلى بعض وسائل الإعلام لمساندة إرهابيي الأحزمة الناسفة بإطلاق حملات إعلامية مسعورة موجهة.. ومن نموذج ذلك ما تتعرض له اليمن..
[email protected]