الإثنين, 29-نوفمبر-2010
الميثاق نت -      حاوره‮/ ‬عارف‮ ‬الشرجبي‬‬ -
أوضح الدكتور محمد صالح قرعة- عضو مجلس الشورى- أن عيد الاستقلال يوم الـ30 من نوفمبر 1967م مثل نقطة تحول تاريخية في حياة الشعب اليمني.. وقال في لقاء لـ»الميثاق«: في هذا اليوم ولد الشعب اليمني من جديد بعد طرد المستعمر الغاصب وإلى غير رجعة.
مشيداً‮ ‬بالمنجزات‮ ‬التي‮ ‬تحققت‮ ‬لشعبنا‮ ‬والتي‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬تضحياته‮ ‬لم‮ ‬تذهب‮ ‬سُدى،‮ ‬وإلى‮ ‬ما‮ ‬جاء‮ ‬في‮ ‬اللقاء‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮< ‬ونحن‮ ‬نحتفل‮ ‬بالذكرى‮ ‬الـ43‮ ‬لعيدالاستقلال‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮.. ‬ما‮ ‬أهمية‮ ‬هذا‮ ‬الاحتفال‮ ‬اليوم؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لاشك أن يوم الاستقلال يحتل مكانة كبيرة في نفوس كل أبناء شعبنا، ففيه نال الوطن حريته وسيادته الكاملة من الاستعمار الذي أذاق الشعب ويلات الظلم والقهر والطغيان.. وفي هذا اليوم الأغر علينا جميعاً في السلطة والمعارضة وكل القوى السياسية والاجتماعية والثقافية أ ن نقف وقفة جادة لتقييم ومراجعة ما تم تحقيقه للوطن خلال الفترة الماضية منذ الـ30 من نوفمبر 1967م وحتى اليوم لمعرفة مكامن القوة والضعف في مسيرة البناء والتنمية، وماذا تحقق لشعبنا.. وما يجب أن نحققه.
ففي يوم الـ30 نوفمبر 1967م ولد الشعب اليمني من جديد وشعر اليمنيون بالفخر والاعتزاز والذي توج نضاله باجبار المستعمر على جر ذيول الهزيمة تحت ضربات الثوار الذين هبوا للدفاع عن عدن من كل أنحاء الوطن، ولا أبالغ إذا ما قلت بأن يوم الاستقلال كان مفخرة لكل أبناء الوطن‮ ‬العربي‮ ‬وليس‮ ‬لليمنيين‮ ‬وحدهم‮.‬‬‬‬‬‬
وطن‮ ‬موحد‬
‮< ‬ما‮ ‬أهم‮ ‬ما‮ ‬تحقق‮ ‬لبلادنا‮ ‬بعد‮ ‬نيل‮ ‬الاستقلال‮ ‬الوطني؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬
- لقد تحقق لبلادنا في ظل الثورة والاستقلال الكثير من المنجزات ولعل اهمها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بالإضافة الى توحيد 22 إمارة وسلطنة ومشيخة هزيلة ومتهالكة، علااوةً على المنجزات التنموية الكبيرة التي عمت أرجاء الوطن.. ورغم ما تحقق من منجزات إلا أنها لم تكن بحجم التطلعات والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا، ولو كنا بذلنا مزيداً من الجهود المخلصة لتمكنا خلال الـ43 العام الماضية من عمر الاستقلال من تحقيق المزيد من المنجزات وهذا ليس رأيي فقط، بدليل ما قاله الاخ نصر طه مصطفى رئيس وكالة سبأ اليمنية الذي زار سلطنة عمان مؤخراً وكتب مقالاً عن التطور فيها قائلاً: إنها كانت في عام 70 أسوأ من أية قرية يمنية ولكنها اليوم بفضل الإدارة الحكيمة أصبحت الأولى على مستوى الوطن العربي في التنمية البشرية، ولذلك علينا أن نقسوا على أنفسنا وأن نبذل المزيد من الجهود لتحقيق كامل تطلعات شعبنا. وأنا هنا لا أقلل من حجم المنجزات التي تحققت لبلادنا، فهناك منجزات لا ينكرها إلا جاحد ولكي نكون منصفين لابد من الاشارة الى أن معظمها تمت بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي أعادت الاعتبار للشعب الذي قدم قوافل من الشهداء في سبيل الثورة والوحدة‮ ‬والامن‮ ‬والاستقرار‮.‬‬‬‬

وفاءً‮ ‬للشهداء‬
‮< ‬باعتبارك‮ ‬أحد‮ ‬المناضلين‮ ‬كيف‮ ‬تنظر‮ ‬لواحدية‮ ‬الثورة؟‬‬‬‬‬‬‬
- واحدية الثورة أمر مفروغ منه، فالشعب اليمني متوحد منذ الأزل بدليل أنه عندما قامت ثورة 26سبتمبر هبت طلائع الثوار من كل المناطق اليمنية للدفاع عنها، وعندما قامت ثورة 14أكتوبر في 63م اتجه الثوار للدفاع عنها، فهناك شهداء من تعز وإب وشبوة وأبين وغيرها من المناطق اليمنية سقطوا دفاعاً عن عدن، ولا أبالغ إذا قلت إننا لم نكن نعرف أو نسأل من أين هذا المناضل أو ذاك الا إذا استشهد لنعرف منطقته لإيصاله الى أهله أو نبلغهم عن استشهاده، ولذا نقول لجيل الثورة والوحدة حافظوا على هويتكم الوطنية اليمنية وعضوا على الثورة والوحدة‮ ‬بالنواجذ‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬الصعوبات‮ ‬المادية‮ ‬قاسية‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬اليمن‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬وفاءً‮ ‬لدماء‮ ‬الشهداء‮ ‬ولمستقبلكم‮ ‬أيضاً‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

عرس‮ ‬كروي‬
‮< ‬تزامن‮ ‬احتفالنا‮ ‬بعيدالاستقلال‮ ‬لهذا‮ ‬العام‮ ‬مع‮ ‬إقامة‮ ‬خليجي20‮ ‬ماذا‮ ‬أضاف‮ ‬هذا‮ ‬العرس‮ ‬الرياضي‮ ‬الاقليمي‮ ‬لهذه‮ ‬المناسبة؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
- هذا العرس الكروي الذي يجري في بلادنا أكد أن اليمن وشعبه مكون أساساً من المكونات الرئيسية للاشقاء في الجزيرة والخليج، فاليمن كانت وستظل العمق الاستراتيجي للأشقاء في الخليج.. وهذا الشعور لمسته أنا وغيري من اليمنيين والاخوة الذين حضروا مع منتخباتهم ، ولا أبالغ إذا قلت إن فرحة الاحتفال بذكرى الاستقلال لا تقل عن إقامة بطولة خليجي20، فقد شعر الجميع بالمشاعر الفياضة وبالحب بيننا وبين الاشقاء الخليجيين، وله دلالة كبيرة تؤكد اننا اخوة وهدفنا ومصيرنا واحد، ونأمل أن تتعاظم الجهود بين اليمن ودول الخليج للوصول الى ما نصبو‮ ‬اليه‮.‬‬‬

أحلام‮ ‬مريضة‬
‮< ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬الاصوات‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تشكك‮ ‬في‮ ‬إقامة‮ ‬البطولة؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬
- تلك الاصوات والأبواق أصبحت من الماضي، فالبطولة تمت والمباريات مستمرة رغم ما قيل.. وما قيل عبارة عن فرقعات في الهواء تبخرت مع تلك الأحلام المريضة المتلاشية، فاليمن وشعبه يمتلك تاريخاً عريقاً وأصيلاً لا تغيره الاحداث العابرة.

لجنة‮ ‬للتحقيق‬
‮< ‬كيف‮ ‬ترى‮ ‬مشاركة‮ ‬منتخبنا‮ ‬في‮ ‬البطولة؟‬‬‬‬‬‬
- أياً كانت نتائج منتخبنا، فهذا لا يقلل من اهمية عقد البطولة في بلادنا، فنحن نعتبر انتصار أي من المنتخبات هو انتصار لليمن وللخليج، ولكن لابد من التنويه الى أن بلادنا بذلت جهوداً كبيرة في الإعداد لهذه المناسبة الكبيرة سواء في تجهيز وإنشاء الملاعب أو تهيئة وإعداد لاعبي منتخبنا، ورغم ما صرف على هذه البطولة من مبالغ تزيد عن 120 مليار ريال، الا أن هناك جملة من الاختلالات والارباكات حدثت سواء أثناء حفل الافتتاح والذي لم يكن عند المستوى المطلوب إزاء ما تم صرفه من مبالغ، ناهيك عن تراجع أداء منتخبنا في المباريات رغم ان المسؤولين في الحكومة يقولون إنه خاض اكثر من 32 مباراة تجريبية مع منتخبات دولية داخل وخارج اليمن ومع ذلك لم نشاهد أي تطور إيجابي في أداء المنتخب.. لذا نتمنى من القيادة السياسية ان تشكل لجنة محايدة فعلية من المختصين للتحقيق بالأمر لكل ما طرح ولمعرفة مكامن‮ ‬القصور‮ ‬ومحاسبة‮ ‬المقصر،‮ ‬لأننا‮ ‬ان‮ ‬لم‮ ‬نفعل‮ ‬ذلك‮ ‬سوف‮ ‬تتوالى‮ ‬الاخفاقات‮ ‬والهزائم‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬لانهاية‮.. ‬كما‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬نهمل‮ ‬الملاعب‮ ‬التي‮ ‬كلفت‮ ‬عشرات‮ ‬المليارات‮ ‬بعد‮ ‬انتهاء‮ ‬البطولة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

مصلحة‮ ‬الوطن‬
‮< ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الاستعداد‮ ‬لأجراء‮ ‬الانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬في‮ ‬27‮ ‬ابريل‮ ‬2011م‮.. ‬ما‮ ‬نظرتك‮ ‬لمستقبل‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
- ان بلادنا تواجه جملة من التحديات وعلينا أن نعترف بها ونعمل على تجاوزها فلن يحلها غيرنا ولذا على القوى السياسية ان تعي هذه الحقيقة التي لا يمكن تلافيها الا بالحوار الوطني المسؤول والشفاف، حوار نغلب فيه مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، وعلى المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك أن تتحمل المسؤولية الوطنية الكاملة وان تجلس مع بعضها وتقدم مزيداً من التنازلات من اجل اليمن الآمن المستقر، فبدون الحوار لن نصل الى ما نصبو اليه بل قد نصل الى طريق مسدود، وهو الشيء الذي يريده أعداء الوطن.
فبالحوار يمكن حل كل المشاكل وعلينا أن نحدد ما هي أولويات الحوار وقضاياه الاساسية حتى لا نتوه ونفقد ناصية الحل.. على المتحاورين ان يضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم وان يبدأوا بالأهم ثم المهم، فيمكن مستقبلاً البدء ببعض القضايا الخلافية ونسير عليها ثم نستمر في الحوار‮ ‬لإنجاز‮ ‬بقية‮ ‬النقاط‮ ‬وهكذا،‮ ‬أما‮ ‬إذا‮ ‬ظل‮ ‬كل‮ ‬منا‮ ‬متمسك‮ ‬برأيه‮ ‬فكمن‮ ‬يضع‮ ‬العقدة‮ ‬في‮ ‬المنشار‮ ‬ولن‮ ‬نحقق‮ ‬شيئاً،‮ ‬بل‮ ‬قد‮ ‬نغرق‮ ‬في‮ ‬متاهة‮ ‬نحن‮ ‬في‮ ‬غِنَى‮ ‬عنها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عدن‮.. ‬ثروة‮ ‬مهدورة‬‬
‮< ‬ما‮ ‬أهم‮ ‬التحديات‮ ‬التي‮ ‬تواجه‮ ‬بلادنا‮ ‬وكيف‮ ‬يمكن‮ ‬مواجهتها؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬
- تواجه بلادنا جملة من التحديات لعل أهمها يكمن في شحة الموارد والاختلالات الأمنية التي تثار بين الفترة والأخرى، كما أن الارهاب وتنظيم القاعدة يعد من أهم المشاكل التي نواجهها، وعلى كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية أن تضاعف جهودها لتجاوز كل التحديات، كما نأمل‮ ‬من‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬الاسهام‮ ‬الفاعل‮ ‬في‮ ‬مساندة‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬الإرهاب‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬التحديات‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
خصوصاً وأن بلادنا تعاني من شحة في الموارد مع زيادة أعباء مواجهة المشاكل الامنية والارهاب، كما أن على الحكومة البحث عن سبل ووسائل ناجعة لمضاعفة وزيادة حجم الايرادات سواء بتنشيط قطاع السياحة أو قطاع الثروة السمكية وحمايتها من الاصطياد الجائر أو بتحسين أداء الأوعية الجمركية والضريبية، ولو أحسنا استغلال ميناء عدن والمنطقة الحرة وإدارتها بالشكل السليم فسوف نوجد إيرادات مالية كبيرة تفوق إيرادات النفط والغاز، فلا يعقل أن يظل ميناء عدن الذي كان رابع ميناء في العالم يدار بهذه الطريقة البدائية دون الاستفادة منه منذ فجر‮ ‬الاستقلال‮ ‬وحتى‮ ‬اليوم‮ ‬رغم‮ ‬ما‮ ‬يتميز‮ ‬به‮ ‬عن‮ ‬غيره‮ ‬من‮ ‬موانئ‮ ‬المنطقة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-18599.htm