محمد الجرادي -
لا يعني أن اليمن لم تنجح، وإن كانت أول المودعين للبطولة تقام على أرضها وبين جماهيرها.
نجحت اليمن في تبديد غبار الشكوك في قدرتها على استضافة البطولة، وقدمت تهيئة واستعداد وترتيب كان محل اعجاب الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، بل مثار تفاجؤهم وإبهارهم، دون أن نغفل وجود مظاهر أخطاء وتقصير، وهو أمر طبيعي يحدث في هكذا مناسبات لدى بلدان مستضيفة لأكثر من مرة، فما بالك أن تكون الاستضافة لأول مرة، وفي بلدٍ كاليمن، نالت من التجني الإعلامي ومحاولات إعاقة استضافتها للبطولة الشيء الكثير.
> كما أظن، ينبغي التأكيد تماماً، أن يكون هذا النجاح مدعماً بمنطق الاستجابة للأهداف والغايات التي أملت اليمن انجازها من هذه التظاهرة الكبيرة، وإلا سيكون الحديث عن النجاح مجرد حديث عابر، يسهل تجاهله وغمره بالنسيان والاهمال.
> بإشارة أكثر وضوحاً، الجهات المسئولة والمعنية مطالبة بإيضاحات الرسائل الناجحة لتظاهرة ليست رياضية فحسب وإنما ثقافية وسياحية وربما سياسية.
هل تستطيع هذه الجهات، فعل ذلك، بما يحقق التوصل إلى سياسات ورؤى مستقبلية بالبناء على النتائج المتحصلة من القول المؤكد بنجاح البطولة؟!
المهمة الصعبة
> »النسيان.. والإهمال« ما أكثر حظنا من هاتين المفردتين، الأولى ليست أكثر قسوة من الثانية.. ولست من فرط سهولة هضمها في تعاملاتنا وتفكيرنا.. أكثر سهولة هذه المرة تحديداً، بالحديث عن فداحة الخسارة التي كانت من نصيب منتخبنا الوطني في أولى وثانية مباراته خلال البطولة وهي خسارة لم تكن متوقعة أو في الحسبان، أهلته بالطبع لوصم اليمن في مانشيتات الإعلام بأول مودعي البطولة، مع أنه أول مستقبليها.
> الجماهير التي احتشدت لمؤازرة المنتخب، لا أظنها تنسى مرارة ما حدث، ولا أظنها قادرة على الوثوق بمنتخب وطني، يمكن أن ينجز انتصارات كروية على المستوى البعيد، ناهيك ع ن وثوقها بذلك على المستوى القريب.
> يجب أن نكون واضحين، ليس هناك من مهمة في صعوبتها الآن، تضااهي صعوبة إعادة الجماهير إلى مربعات الثقة بانجاز كروي يمني.
ولا أتصور صمود المبررات والأعذار التي سوف ينسجها خيال اتحاد كرة القدم، وإلى جانبه وزارة الشباب والرياضة، مقابل يقظة ذاكرة الجماهير، وتساؤلها في غمرة الشعور بخيبة الأمل، عن مصير منتخب »الأمل« الذي وصل إلى نهائي بطولة آسيا برفقة المدرب الوطني أمين السنيني.
> فذاك تتذكر هذه الجماهير فاتحة الأمل وهتافات القلوب والحناجر، لأمل كروي يمني يصنع الانتصارات والبطولات فيما مسؤولي الرياضة يحثون المنتخب اليوم على نسيان الخسارات بدلاً من حثهم على استحضار أمل الانتصارات أو انتصارات »الأمل«!!