منصور الغدره -
الكل يدرك أن الأحمر اليماني، قد خيب آمالنا جميعاً، في النسخة الـ20، من بطولة دورة الخليج لكرة القدم، التي تشرفت اليمن باستضافتها بمدينة عدن، حاضرة الشرق، وزنجبار أبين، سيمفونية البحر العربي..
إذ أن الجمهور اليمني، العاشق لكرة القدم- وعلى وجه الخصوص الجمهور النسائي- الذي اكتظت به مدرجات وباحات ملاعب البطولة في عدن وأبين، وهتف"حيوا اليماني حيوا" حتى آخر رمق كرة ولجت شباك مرمى الأحمر.. فقد صوته وهو يمني النفس بنتائج ايجابية، يحققها "قدم اليماني" وتقديم مستوى أفضل من الدورات السابقة.. لكن الأخطاء الفنية، والهالة أو بالأصح الخدعة الإعلامية التي نسجت حول المنتخب اليمني، واستعداده الجيد ونتائجه الايجابية التي حققها من المباريات الدولية الودية والرسمية، التي تجاوزت خلال عام"37" مباراة، منها"29" مباراة ودية، فضلاً عن معسكرات الإعداد - خارجية وداخلية.
قبل انطلاق البطولة، أجمع المحللون والمعلقون والمدربون وكل المهتمين بكرة القدم، على أن المنتخب اليمني سيكون حصان خليجي20، وعلى المنتخبات المشاركة في البطولة أن تهابه، دون إبداء أي عيوب فيه أو ملاحظات سلبية يقع فيها الجهاز الفني، رغم أنها واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء، وبإمكان أي شخص غير خبير أو مهتم بالرياضة وشؤونها الكروية، بمن في ذلك فاقدو البصر والبصيرة، إدراكها..
حيث إن منتخبنا، يختزل هذه الأخطاء وتلك الملاحظات، في ضعف البنية الجسمانية للاعبين، وقصر قامتهم، خاصة في خط الدفاع، والذي لا بد أن يكون اللاعبون فيه ذا قامة عالية تصد الكرات الرأسية العالية لهجوم الخصم،القادمة من الضربات الركنية والمباشرة، التي كانت سبباً في الهدف الأول للمنتخب السعودي من رأس المدافع"المولد" والذي أحبط معنويات المنتخب الوطني، فلم يستطيعوا العودة إلى المباراة، كما أن ضعف البنية الجسمية للاعبين، تتجلى بمجرد احتكاكهم بلاعبي الخصم، وكذا ضعف اللياقة البدنية، التي تهبط لدى لاعبينا إلى حد الصفر في الشوط الثاني في كل المباريات التي خاضوها، بما فيها المباريات الودية، والتي يكون فيها منتخبنا إما فائزاً في شوطها الأول بنتيجة هدفين أو أكثر، فينقلب حاله في الشوط الثاني إلى مهزوم بالجملة، وإما متعادلاً أو مهزوماً بهدف.
كما يعيب منتخبنا عدم التمركز السليم والتحرك الجيد في الملعب، حيث كان المكلف بمراقبة لاعب الخصم، يتركه خلفه في مواجهة مرمانا، وكأن المدافع هو المهاجم ومهاجم الخصم هو المدافع، وهكذا بقية لاعبينا في جميع الخطوط، أما ينتظرون الكرة تأتي اليهم، وإما أنهم يتركون لاعبي الخصم في مواجهة الكرة وهم خلفهم متفرجون. لا ندري إن كان الجهاز الفني لمنتخبنا يدرك هذه الملاحظات.. فإن كان كذلك، لماذا لم يعمل على تلافيها من وقت مبكر، اما ان كان لا يدركها، فهي مصيبة، اما ان كان أن الجهاز الفني ومعه أعضاء المنتخب القائمين على الرياضة في بلادنا،لا يعتبروتها عيوباً مخلة في أداء لاعبينا على ارض الملعب، وأنها لم تكن مسببة في تلك النتائج السلبية التي جناها، تكون المصيبة ادهى وامر...؟!.
لانه في حال كان هؤلاء، لا يصنفون هذه الملاحظة والعيوب، لم تكن هي السبب في الظهور الهزيل للمنتخب في البطولة، والذي جرد فيها من كل الأسماء الساخرة التي تفرد بها المنتخب اليمني، بما في ذلك اسمه الشهير"منتخب أبو نقطة"، فان لم يكن الأمر كذلك، فإنه لن يخرج عن واحد من ثلاثة احتمالات: إما أنه" صرعته عين" أو أن الغرور قد أصابه، جراء تلك الهالة الإعلامية التي نسجت حوله، وان لم يكن لا هذا ولا ذاك، فبكل تأكيد، أن اللاعبين يعانون من ضعف في الانتماء للوطن، وللشعار الذي يرتدونه..!!.
كلنا كنا نمني النفس بشيء ما، من بطولة خليجي20، في مقدمتها الظهور القوي لمنتخبنا، وتحقيق مراكز متقدمة إن لم تكن البطولة، وأما الأمنية الثانية، نجاح بطولة خليجي20، والذي تحقق بنسبة كبيرة، واكتمالها مرهون بكم أيها الجماهير الرياضية، فلا تغادروا البطولة واستمروا في عروضكم وحضوركم اللافت، حتى وان كان أحمركم قد غادرها مبكراً، لان بطولة خليجي20 تميزت عن سابقاتها، بكم أنتم، فأنتم ملح بطولة خليجي20 .