الإثنين, 29-نوفمبر-2010
عدن/ عبدالكريم المدي -

أكد عدد من المناضلين والمثقفين، انه بفضل التلاحم الوطني والإرادة الصلبة بين المناضلين وأبناء الشعب اليمني في شماله وجنوبه، تساقطت معاقل الاستعمار البريطاني كأوراق الخريف .. وقالوا في تصريحات لـ«الميثاق» بمناسبة العيد الـ43 للاستقلال الوطني: إن الروح الوطنية والتلاحم والنضال الواحد عبر مراحل التاريخ قد كان له الفضل في بزوغ شمس الاستقلال في يوم الـ30 من نوفمبر 1967م ورحيل بريطانيا إلى الأبد عن بلادنا. مؤكدين أن يوم الـ30 من نوفمبر 1967م قد مثل ميلاداً جديداً ومنعطفاً تاريخياً في حياة اليمنيين فتح الكثير من آفاق التواصل بين أبناء اليمن واستردوا فيه سيادتهم وحريتهم.
وبهذه المناسبة تحدث المناضل عبدالحميد أحمد صالح من أبناء لحج قائلاً: لم تأتِ ثورة سبتمبر المجيدة ومن بعدها اكتوبر ونوفمبر من فراغ، بل ان هذه الأحداث العظيمة صنعها النضال المشترك بين الثوار والمناضلين وكل الشرائح الاجتماعية في عموم المحافظات الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية حتى طرد الاستعمار البريطاني.
شمس نوفمبر
مؤكداً أن يوم الـ30 من نوفمبر قد توَّج إرادة كل أبناء اليمن في الوحدة والحرية والاستقلال، سائرين في طريق تحقيق الوحدة التي ظلت قدسيتها ومحبتها تسري في عروق كل اليمنيين. وقال: لقد عانى شعبنا من الاستعمار البريطاني في المحافظات الجنوبية من الوطن الويلات، كما عانى اخواننا من الحكم الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن، الى أن أتت الثورة اليمنية وبزغت شمس الـ30 من نوفمبر 1967م والتي كانت بمثابة الحد الفاصل لدى اليمنيين بين الظلام والنور واستعادة الحرية والسيادة. أما عن أهم المواقف التي يتذكرها من سني حياته النضالية وطرد آخر جندي بريطاني، فهي تلك الذكريات التي يحتفظ بها إبان فرار المستعمر من المواقع العسكرية وتركه للأسلحة والعتاد، الى جانب مشاركته هو ومئات من الثوار من أبناء المحافظات الجنوبية في فك الحصار عن صنعاء. وبذكرى الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني استنكر المناضل عبدالحميد الأعمال الخارجة على القانون وبث ثقافة الكراهية وجرائم القتل والاختطاف والارهاب.. وقال: أية دعوة انفصالية أو أعمال تخريبية وإرهابية تمثل رجساً من عمل الشيطان وإرثاً متخلفاً وثقافة غريبة عن أبناء اليمن، لا يقبلها شعبنا ولا يقرها الاسلام، داعياً الى التصدي لتلك الاعمال واستئصال شأفتها.
من ذكرياتي
من جانبه أكد الحاج أحمد محمد غانم أن رحيل الاستعمار عن أرض الوطن قد أعاد لأبناء اليمن كرامتهم وهيأ لهم الطريق لإعادة تحقيق الوحدة وتمكين الروح المنشطرة الى نصفين من الالتئام مجدداً. مستعرضاً عدداً من المحطات والذكريات التي يحتفظ بها من تلك السنوات البعيدة ومنها المظاهرات التي كان يواجهها الاستعمار البريطاني بالقمع والسجن والمصادرة والنفي. فيقول: أذكر أن عربة عسكرية محملة بالجنود البريطانيين قدموا الى باب بيتي في قرية صلاح الدين القريبة من المصافي في البريقة واقتادوني الى السجن ومن ثم بدأوا يحققون معي حول اسمي الكامل والمنطقة التي انتمي إليها تحديداً وما هي علاقتي بأخواني من أبناء المحافظات الشمالية، الذين كان الكثير منهم موجوداً وكنا نلتقي في اجتماعات.. مثلما كانت تعقد بين الثوار من أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية الذين كانوا يجتمعون ويخططون للعمل الفدائي داخل عدن وخارجها.
(فرّق تسد)!؟
إلى ذلك قال الاخ جميل سعيد وهو أحد أبناء عدن الذين عاصروا فترة الاستعمار البريطاني ليحدثنا عن سلوكهم وتصرفاتهم التي كانوا يمارسونها في حق أبناء اليمن قائلاً: لعل أبرزها سياسية فرّق تسد، حيث كانوا يعملون جاهدين على إيجاد حواجز وتفعيل قوانين لمضايقة أخواننا من أبناء المحافظات الشمالية ومحاولة عدم تمكينهم من الاعمال والاختلاط باخوانهم من أبناء المحافظات الأخرى، حيث كان المستعمر يختلق اسباباً تافهة لأجل ذلك، وكنتيجة طبيعية لهذه السياسة الاستعمارية ضاق أبناء اليمن ذرعاً من سياسة المصادرات والحرمان والتفرقة وخرجوا في مظاهرات عمالية ونقابية كبيرة في عدن، كما بدأوا بالاعتصامات التي نفذت لأيام مطالبةً برحيل المستعمر، ومعاملة أبناء اليمن من شماله وجنوبه معاملة واحدة. وحول أهمية يوم الاستقلال قال يوم: الـ30 من نوفمبر وقبله ثورة سبتمبر واكتوبر، من أهم الاحداث في تاريخ اليمن حيث صنعت التحولات العظيمة وأعادت الاعتبار لهذا البلد ولشعبه الذي استطاع بعدها في شماله وجنوبه وشرقه وغربه العمل الجاد بعيداً عن جبروت الحكم الإمامي المتسلط والاستعمار الانجليزي وصولاً إلى إعادة تحقيق الوحدة في 22مايو 1990م عيد الأعياد وفرح الافراح.
معراج مهم
وفي السياق ذاته اعتبر الدكتور عوض باشراحيل الثلاثين من نوفمبر محطة مهمة لكل يمني يتزود منها بقوة إيمانية وطنية ويتأمل في كل مضامين وأبعاد ودلالات هذا التاريخ وماسبقه ولحقه من تواريخ وأحداث تاريخية ووطنية مثلت وتمثل أقماراً ومنارات إشعاع في مسيرة بلادنا. وقال: الحديث عن عيد نوفمبر الذي نحتفي به اليوم هو حديث عن أجمل ما في هذا البلد، حديث عن واحدية الثورة اليمنية، حديث عن الروح اليمنية المتوثبة للإنجاز والالتحام والتواجد تحت راية واحدة واسم واحد وأهداف واحدة. وأضاف: الثلاثون من نوفمبر معراج مهم لكل يمني الى السيادة والحداثة والحرية والديمقراطية والوحدة والمدنية.. وما نعيشه اليوم من حرية ومناخات ديمقراطية وتعدد حزبي وأفق سياسي خصب وواسع وكذا تنمية وحتى بطولة الخليج التي نحتفي بها في دورتها العشرين بمحافظتي عدن وأبين، هذه المنجزات إنما هي من ثمار الثورة والاستقلال.
طموحات مستقبلية
وبدوره تحدث الكاتب علوان مهدي الجيلاني عن هذه المناسبة قائلاً: إن الثلاثين من نوفمبر يمثل لحظة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، ومما لاشك فيه ان ما يقرب من قرن ونصف من الاحتلال البريطاني للجزء الغالي والمهم من جنوب الوطن كان كافياً لجعل المواطن اليمني يشعر أن ليل الاحتلال ليل أبدي لا صباح له، ولكن إرادة الثوار المؤمنين بالحرية تثبت دائماً أنها الأقدر على إجلاء الصباحات وتغيير مجرى التاريخ في أي زمان ومكان. مشيراً الى أن هذا ما فعله ثوار اليمن الذين فجروا شرارة الثورة الأكتوبرية من على جبال ردفان حتى خروج آخر محتل من أرض اليمن الطاهرة. وقال: ونحن نحتفي بهذه المناسبة التي نسجل فيها هذا الحدث - مرور 20 عاماً على الوحدة- ونعيش افراح بطولة خليجي20 في عدن وقد تزينت بأبهى حلة لتؤكد على أن آمال الثوار وطموحاتهم كانت رائدة ومستقبلية، فعدن العظيمة تتجدد دائماً وتعلن عن نفسها مع كل مناسبة سبتمبرية واكتوبرية ونوفمبرية، وهذه الاخيرة التي نعيشها اليوم تذكرنا بمجد نصر صنعه ثوار اليمن العظام من شماله وجنوبه وشرقه وغربه يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م.. واختتم الجيلاني: إن وجه عدن دائماً ما يعلن عن نفسه بأنه وجه اليمن الحضاري المشرق الذي يحتضن المدنية والتجدد والتعدد والتعايش والسلام والمحبة على الدوام. وبهذه المناسبة أنتهز الفرصة لأبارك للجميع بمناسبة عيد الـ30 من نوفمبر المجيد.. كما أترحم على شهداء الثورة والحرية والاستقلال.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-18616.htm