الميثاق نت -
أكد نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبوراس دعم الدولة والحكومة لتدريب الوعاظ والمرشدين في ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال والارتقاء بجوهر الإنسان وتنقية عقيدته وسلوكه من الشوائب ليكون عنصرا فاعلا في البناء والتنمية.
جاء ذلك خلال افتتاحه فعاليات الملتقى التدريبي الأول لمشروع الوسطية والاعتدال اليوم الثلاثاء بصنعاء.
واعتبر أبوراس إنعقاد الملتقى دافعا للسير على ضوء الكتاب والسنة والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي تعيق المسيرة التنموية والاستقرار من خلال قيام كوكبة من الدعاة والمفكرين من ذوي الكفاءة والخبرة والاعتدال ونخبة من المتدربين المختارين من مختلف المؤسسات والمنابر الاعلامية والارشادية والدعوية، بتوجيه الخطاب الديني التوعوي ونشر ثقافة الاعتدال وقيم المحبة والتسامح والتلاحم وترسيخ القيم والثوابت الدينية والوطنية .
وأعرب نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية عن سعادته بأن يتزامن إنعقادالملتقى مع احتفالات الشعب اليمني بذكرى الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر التي مثلت خروج آخر مستعمر بريطاني من جنوب الوطن ... داعيا إلى تظافر جهود الدعاة المستنيرين من حملة الاقلام والافكار المعتدلة للقيام بواجبهم الديني والوطني لخدمة مقاصد الدين وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم على هدى وبصيرة .
وأشار أبو راس إلى حجم المخاطر التي تحيط بالأمة جراء الانحراف عن منهج الوسطية والاعتدال وتوظيف الخطاب الديني توظيفا ضيقا لخدمة اهداف ومصالح مشبوهة لا تمت للدين بصلة ولا تدرك حجم المخاطر والاضرار المترتبة على السلوك والممارسة الخاطئة خاصة ما يترتب عليها من انتاج جيل مشوه الفكر والعقيدة .
وأكد على دور العلماء والدعاة والشباب المستنير والعاملين في حقل التوعية والتوجيه والإرشاد لاجتثاث بذور التعصب والعنف والتطرف والتصدي للأفكار الضيقة والثقافات الدخيلة على العقيدة والوطن.
وقال:" أن تنشئة الاجيال تنشئة اسلامية ووطنية هي معركتنا الرئيسية والمهمة التي يجب تظافر الجهود الرسمية والشعبية لانجازها باعتبار أن الجميع شركاء في البناء والتنمية وتعزيز مسيرة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية" .
ولفت الى أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تولي جل اهتمامها بالدعوة وتشد على أيدي الوعاظ والمرشدين في القيام بمهمتهم الوطنية والوظيفة السامية المتمثلة في الدعوة والارشاد بالحكمة والموعظة الحسنة لخدمة مقاصد الشرع الحنيف ومصالح المجتمع والأمة .
وحث المتدربين على ان يكونوا قدوة حسنة في الوعظ والارشاد والسلوك للتعامل مع كل وسائل الحياة ، وتوعية المجتمع وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم.
من جانبه أشار رئيس مؤسسة (رايت ستارت) الداعية الاسلامي عمرو خالد إلى أن الملتقى الذي يستمر خمسة أيام بمشاركة 75 واعظا وواعظة من كافة المحافظات هو ملتقى عملي وفعال لمواجهة الفكر المتطرف بشكل منهجي ينفذ لمدة سنة كاملة .
وقال خالد :" سنعمل سويا مع الوعاظ الذين تم اختيارهم وفق مواصفات دقيقة لحصر الشبهات الأساسية التي يستند إليها الفكر المتطرف ، والجلوس على دائرة مستديرة لتناول تلك الشبهات الباطلة والرد عليها في ضوء الكتاب والسنة ".
وأكد أهمية النزول الميداني إلى الناس والاستماع إليهم ومحاورتهم عن تلك الشبهات والرد عليها، وأن يتحمل كل داعية مسؤوليته في رد الشبهة المتطرفة إلى وسطية واعتدال ، ودعا إلى تحرك الدعاة والمرشدين عبر الوسائل الاعلامية والمنابر وتوضيح الأمور للناس وتوعيتهم وترشيدهم بوسيطة واعتدال الدين قولا وعملا .
وأضاف أن تنفيذ مشروع الوسطية يأتي على عدة مراحل، تستمر المرحلة الأولى ثلاثة أشهر يقوم خلالها الوعاظ بالرد على الشبهات ، ومن ثم تقييم ما تم تنفيذه .. فيما تأتي المرحلة الثانية بالاتفاق على الشبهات الجديدة عبر الجلوس على الدائرة المستديرة ليتم تنفيذها على الواقع ومحاصرة التطرف والفكر الخاطئ .
وتابع الداعية الاسلامي قائلا :"أن الوسطية ليست ضعفا ، وإنما هي قوة وسر انتشار الاسلام على أصقاع الأرض، و أن من يحب الاسلام ويدافع عنه يجب أن يكون وسطيا ومعتدلا في فكره".
واردف بالقول :" أن الوسطية ليس شعارا سياسيا ، ولا قضية فلسفية .. وإنما حماية لانتشار الاسلام واحترامه على الأرض وإتساع رقعته" .
بدوره قال عميد المعهد العالي للتوجيه والارشاد مقبل الكدهي أن الله عز وجل جعل أمة الإسلام في الوسطية بقوله تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم ".
واضاف :" أن الوسطية يريدها الله ويريدها الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام .. لأننا أمام أزمات حقيقة ، وإذا انتزعت الوسطية من الانسان وقع في أزمة فكرية ، وإذا وقع في هذه الأزمة وقع في أزمة التفكير، وإذا وقع فيها إنطلق إلى تنفيذ التفجير وهذا ناتج عن التطرف ".
وأشار الى أن انعقاد الملتقى مع ذكرى الـ 30 نوفمبر الاستقلال الوطني، رحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن، لتكون بهذه الذكرى فتح صفحة جديدة ، واعتلاء منابر وتحمل مهام جديدة كل في موقعه لمواصلة مسيرة النضال وحماية الوطن من كل دخيل بشخصه وفكره ، لتبقى اليمن حرة تنطلق في دعوتها وخطابها الارشادي من مصدر الوحيين الشريفين الكتاب والسنة .
ولفت الكدهي إلى أن المعهد العالي للتوجيه والارشاد بالتعاون مع وزارة الأوقاف والارشاد يعملان منذ أربع سنوات لترسيخ مبدأ وقيم الوسطية من خلال إقامة الدورات والندوات والمحاضرات عن وسطية واعتدال الدين حتى يأمن المجتمع من اخطار التطرف والغلو .
وكان قد تخلل حفل الإفتتاح فقرات إنشادية قدمتها فرقة الإتحاد الفنية ، وقصيدة للشاعر زين العابدين الضبيبي، نالت إعجاب الحاضرين.
سبأ