الإثنين, 08-يناير-2007
الميثاق نت - في وضع هلامي ورجراج كالوضع العربي الراهن كانت كل احتمالات التمزق والتشرذم واردة داخل كل الأقطار العربية باستثناء مكان واحد ظل في التصور العربي العام في منأى  عن تلك الاحتمالات وذلك المكان هو فلسطين (غزة والضفة) حيث القضية الساخنة والمحتدمة توحد كل الفرقاء والفصائل وتضع حدوداً حمراء لأي خلاف مهما كانت حدته أن يصل بالأطراف المعنية إلى الاحتكاك فضلاً عن المواجهة والانحراف بالبندقية المصوبة نحو العدو لكي يعاد تصويبها إلى صدور المقاتلين ورؤوس الأخوة الواقفين في خندق واحد والذين د.عبدالعزيز المقالح -
في وضع هلامي ورجراج كالوضع العربي الراهن كانت كل احتمالات التمزق والتشرذم واردة داخل كل الأقطار العربية باستثناء مكان واحد ظل في التصور العربي العام في منأى عن تلك الاحتمالات وذلك المكان هو فلسطين (غزة والضفة) حيث القضية الساخنة والمحتدمة توحد كل الفرقاء والفصائل وتضع حدوداً حمراء لأي خلاف مهما كانت حدته أن يصل بالأطراف المعنية إلى الاحتكاك فضلاً عن المواجهة والانحراف بالبندقية المصوبة نحو العدو لكي يعاد تصويبها إلى صدور المقاتلين ورؤوس الأخوة الواقفين في خندق واحد والذين لايشغلهم سوى هدف واحد هو التحرير‮ ‬والخلاص‮ ‬من‮ ‬الاحتلال‮ ‬الصهيوني‮ ‬الاستيطاني‮ ‬بكل‮ ‬جبروته‮ ‬وطغيانه‮ ‬وشراسته‮.‬
لكن، يبدو أن هذا المكان الذي تم استبعاده من كافة احتمالات التمزق نتيجة وضوح قضيته من ناحية وشعور كل أبنائه بوطأة الاحتلال الجاثم على الصدور قد خيب الآمال ودخل قائمة الاحتمالات بأكثر مما كان متوقعاً لأماكن أخرى في هذا الوطن الكبير المحكوم عليه بالتفسخ والتشرم لأسباب تبدو للعقل البشري غير مفهومه ولا مبررة، وكان لدخول الأشقاء الفلسطينيين هذه التجربة البائسة تجربة الصراع الدموي بين الأخوة الذين يقفون جميعاً في خندق المقاومة كان له أثر صاعق لدى كل أشقائهم ولدى المراقبين والمحللين الذين اعتقدوا لفترة طويلة أنه من‮ ‬المستحيل‮ ‬حدوث‮ ‬حالة‮ ‬احتراب‮ ‬بين‮ ‬قوم‮ ‬في‮ ‬خندق‮ ‬الموت‮ ‬اليومي‮ ‬والمواجهة‮ ‬الدامية‮.‬
لقد أصبح المكان الخارج من حسابات التشرذم والصراع المجاني في قلب هذه الحسابات وربما تكون لعنة التمزق والاحتراب قد أصابته بما هو أقسى وأفقدته تعاطف الملايين من أبناء أمته التي كانت ترى فيه نموذجاً للصمود والتماسك، وإذا به ينهار ويفقد كل ما أحاطته به العواطف من حب وإكبار، وما كان له من بريق وأضواء، إن الاختلافات بين الأخ وأخيه واردة ومحتملة واختلاف وجهات النظر حول كثير من القضايا المطروحة على الساحة العربية بعامة والساحة الفلسطينية بخاصة أكثر من وارده، ولكن هذه الاختلافات أو الخلافات لايمكن- تحت أي ظرف كان- أن‮ ‬تتحول‮ ‬إلى‮ ‬اقتتال‮ ‬وإلى‮ ‬عدوان‮ ‬حقيقي‮ ‬يبيّته‮ ‬الأخ‮ ‬ضد‮ ‬أخيه‮ ‬في‮ ‬مشهد‮ ‬هو‮ ‬الأسوأ‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬شهده‮ ‬الواقع‮ ‬العربي‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة‮ ‬من‮ ‬مشاهد‮ ‬قبيحة‮ ‬وفاضحة‮ ‬وفاجعة‮.‬
وإذا كان لكل خلاف أو اختلاف أسبابه، فإن محاولة الاستئثار بالسلطة هي السبب الأوضح في كل ما جرى ويجري في فلسطين المحتلة خلال هذه المرحلة البائسة من تاريخ القضية، والسلطة ببريقها الخادع هي اللعنة التي جرَّت على الوطن العربي كل الويلات، وهي التي حملت الاحتلال الأمريكي‮ ‬على‮ ‬ظهرها‮ ‬إلى‮ ‬بغداد‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تمزق‮ ‬لبنان‮ ‬والصومال‮ ‬وتشعل‮ ‬النار‮ ‬في‮ ‬السودان‮ ‬وتعد‮ ‬الوقود‮ ‬لنيران‮ ‬سوف‮ ‬يبدأ‮ ‬اشتعالها‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬عاصمة‮ ‬عربية‮.‬
عشق السلطة إذاً هو السبب الرئىس لدى المعارضة ولدى الأنظمة الحاكمة بالإضافة إلى غياب التسامح وضمور أو غياب الحد الأدنى من الديمقراطية وكون السلطة مغنماً يستحق أن يموت المتقاتلون من أجله كل ذلك فتح أبواب الشر على الوطن العربي بكل أقطاره ومنها فلسطين التي يعيش‮ ‬أبناؤها‮ ‬تحت‮ ‬طغيان‮ ‬احتلال‮ ‬نادر‮ ‬المثال‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1896.htm