منصور الغدرة -
عكست الكلمات والبيانات الصادرة عن فروع مؤتمرات حزب الاصلاح، حالة تشرذم وصراع اجنحته التي يعاني منها منذ سنوات، لذا فلم تأت بجديد، في ظل بقاء تلك الاسطوانة المشروخة التي اعتادت على ترديدها، وتحميل الآخرين اخطاءها، في محاولة منها لا قناع اعضاء الحزب، انها لم تشخ.. ولم تخرف، وأنها لم تقترف أي خطأ أو مخالفات لسياسات الحزب.
نسخة واحدة كتبت بلغة مسفهة تلك الكلمات التي القيت من قبل قيادات حزب الإصلاح تشبه تعميم خطبتي الجمعة التي توزعها عليهم لكنهم قالوا إنها صادرة عن المؤتمرات الفرعية حيث ظهرت بمفردات واحدة وعبارات مكررة، تم طباعتها بعدد فروع حزب الاصلاح وتعميمها عليهم.
"التغيير"، كان مجرد شعار استخدمه المتنفذون للحزب، لخداع القواعد التي كانت تأمل ان تكون هذه المؤتمرات محاولة اخيرة للتغيير من الداخل وبما يعبر عن اجماع قواعد التنظيم، وتقويم مسار الاصلاح، واعادته الى جادة الصواب، بعد ان انحرفت بخطه وسياسته بسبب القيادة المحنطة.
قواعد الإصلاح كانت تنظر الى هذه المؤتمرات ان تحدث تغييرات جوهرية في قيادة الحزب الحالية وسياستها المتطرفة.. لكن النتائج خيبت آمالهم، فأدركوا أنهم يتعرضون لعملية انقلابية، لا تختلف عن سيناريو الانقلابات التي تتبعها قيادات حزبهم مع المؤتمر كالانقلاب على اتفاق فبراير..
ما خرجت به مؤتمرات حزب الإصلاح، ولدت حالة من الإحباط واليأس لدى أعضاء الإصلاح الذين وجدوا أنفسهم وخلال عشرين سنة، لا رأي لهم، مجبرون على الإصغاء لأشخاص، ضاق منهم ومن تصرفاتهم، الجميع بما في ذلك أولادهم..
بعد أن جاءت النتائج صورة طبق الأصل للاجتماعات والمؤتمرات السابقة، فلا أمل لهم في التغيير، وعليهم أن يلزموا الصمت أمام قيادات ديكتاتورية لن تغير إلا عندما يتدخل عزرائيل..
قيادة استبدادية
الأجواء الاستبدادية، انعكست بالفعل على قرارات مؤتمرات فروع الإصلاح ، حيث خضعت كلها لأهواء قيادات الإصلاح والتي فرضت إراداتها على قواعدها، وهو ما كشفته تلك النتائج المتخبطة والمغالية في مستوى درجة السفه في البيانات والذي كان يهدف أيضاً إلى مصادرة حقوق أعضاء الاصلاح، وقمع كل الآراء المعارضة بشدة لمواقف قيادات تنظيمهم والذين طالبوا بمحاسبتهم بسبب اقدامهم على اقامة تحالفات مشبوهة مع الحوثيين وقطاع الطرق ومع بقايا عناصر الانفصال، وهي تحالفات تتعارض مع برنامج وسياسة الحزب، وتسعى الى اعادة تطبيق تجربة أتاتورك داخل التنظيم بالقوة..
نعم لا جديد.. فالجمعة الجمعة والخطبة.. الخطبة.. الوجوه التي انتجتها مؤتمرات الإصلاح قبل سنوات أو تم (مبايعتها) من جديد، الاشخاص الذين ألفناهم يصرخون، ويشتمون ويجمعون ثروات مشبوهة.. حولوا حزب الاصلاح الى شركة لتحصيل الأموال والجاه فقط..
القيادات المحنطة في الإصلاح، نجحت في توجيه ضربة قاسية للقواعد، عندما لم تسمح للعقول المنفتحة ان تقتحم ذلك الطوق الحديدي الذي تفرضه القيادة الدكتاتورية حول نفسها.. لكن العواقب ستكون وخيمة عليها، حينما تعمل القواعد على رد الاعتبار لنفسها واخذ حقها السياسي ولو بالقوة.
لم نر أي عنصر اصلاحي جديد دخل إلى قيادات فروع حزب الاصلاح في جميع المحافظات التي عقدت فيها، باستثناء المواقع الشاغرة نتيجة موت اصحابها أو ترشيح اصحابها لمواقع اعلى- كما هو الحال لفرع عمران- وما عدا ذلك فقد فرضت القيادات السابقة، في مختلف الهيئات الفرعية بالقوة سواء أكان ذلك في المكاتب التنفيذية أم في الهيئات القضائية أم القانونية أم الشوروية.
فتلك النتائج المخيبة لآمال القواعد الاصلاحية نجد أنها قد أصابت مواقع الإصلاح الاخبارية بالغثيان، فاضطرت إلى الاحتجاب والاغلاق بداعي التطوير والتحديث، كما فعل موقعا »الصحوة نت والاصلاح نت«، اللذان يبدو أنهما صدما بفظاعة تلك النتائج التي لم تأتي بشيء يستحق الإشادة أو النشر.. فعمد القائمون على تعطيل تلك المواقع والتواري عن الانظار، هروباً من فضيحة تلك المسرحية المخجلة، بالادعاء ان التوقيف نتيجة القيام بأعمال تطوير، وفي حال صدقت فيما تقول، فان ذلك لن يكون الا رد فعل منها على جمود قيادة الحزب، او انه نتيجة اليأس الذي اصابها بسبب عدم قدرة مؤتمرات الحزب على التغيير في قياداتها، فارادوا ان يجروا التغيير في شكل المواقع الاعلامية، لتجاوز حالة الإحباط..
أما الكلمات التي القيت من قبل قيادات الإصلاح، فهي تعبر عن لوثة جنون أصابتها، فصارت تتهم هذا وتسب ذاك.. تمنح صكوك الغفران لمن تشاء، وتكفر من تشاء وترمي أخطاءها وفشلها على غيرها..
للأسف لقد رفضت الخروج عن تطبعها الفوضوي، ونظامها الديكتاتوري، القائم على الفتاوى السياسية التي ترتدي جلباباً دينياً.. ففضلت البقاء على جمودها في دهاليز عش دبابيرها.
تلك العقول المتحجرة، لم تستفد من وقائع الحياة ولا من تجاربها السابقة مع الشعب اليمني.. وما تعلمته هو اتقانها لفنون الكذب والتضليل، فتحاول من خلاله تحميل أوزارها وخطاياها على الآخرين..
لذلك نجد ان قيادة حزب الإصلاح، بدلا من ان تكاشف أعضاءها وتصارحهم.. وتقف وقفة تقييمية صادقة أمام التطورات التي شهدتها الساحة الوطنية، وتبين لماذا رفضت التنازلات التي قدمها المؤتمر.. ولماذا أفشلت الحوار و.. و.. الخ، نجدها تلقي باللائمة على المؤتمر الشعبي العام، لتبدو معها كل بيانات فروع الإصلاح أشبه بالدمى اليابانية صورة لنسخة واحدة..
فذهبت تكيل الاتهامات للآخرين في كل شيء، اتهمت المؤتمر الشعبي العام، بضعف الالتحاق الى عضوية الاصلاح، وكذلك تتهم المؤتمر بانه يقف دون صعود قيادات جديدة، قادرة على قيادة الإصلاح الى بر الأمان بعد أن صار يترنح وفقد البوصلة.. واصبح يعمل مع من يدفع، وغلبت عقلية التجارة على كل شيء..
عاشق للتبرعات
ورغم ان تلك البيانات عبارة عن نسخة واحدة، الا ان ما يلفت الانتباه، ما جاء في بعض فقرات البيان الختامي لمؤتمر اصلاح المحويت، والذي دعا جميع اعضائه، بحكم انه حزب عاشق ومتيم بجمع التبرعات، اهاب البيان بالقادرين والميسورين من الأعضاء والأنصار تقديم التبرعات والهبات حتى يتمكن من القيام بأنشطته.
هذا فيما لاتزال حقوق المرأة محرمة، وممنوع النقاش أو الخوض فيها، بموجب نصوص شرعنها التيار المتشدد داخل الاصلاح..
ولان صراع الاجنحة في حزب الاصلاح، اصبح مشكلة مستعصية تؤرق قياداته، فنجدها قد سعت في الكلمات والبيانات الى تضليل قواعدها واتهام المؤتمر بالوقوف وراء تلك الصراعات في محاولة منها لتصدير مشاكلها والتغطية على واقع التفكك والانهيار، الذي اصبح وشيكاً، نتيجة هيمنة القيادات المتسلطة على مركز قرار الحزب، والتي يرى كثيرون انها قيادات وصلت الى مرحلة الخرف، فتتهم هذا وتسب ذاك وتكفر وتتحالف مع المشبوهين ولم تعد تميز بين شهوات الدنيا وثوابت الدين.
والحالة هذه عبر عنها كثيرون من المتصفحين لموقع مأرب برس- اغلبهم اصلاحيون- ومن ذلك تعليقاتهم على كلمة القيادي في حزب الاصلاح، عبدالله صعتر، في مارب.
إصلاحيون يسخرون من الإصلاح
< مسرحيات مؤتمرات الاصلاح المنشورة في المواقع الالكترونية، اتسمت بالتعليقات الساخرة والمتهكمة، حيث كانت كلمة عبدالله صعتر، في افتتاح مؤتمر الاصلاح بمارب، هي الاكثر سخرية، والتي حصلت على نحو(27).. ومن ذلك نورد تعليق " ماجد احمد"، تحت عنوان(هل هذا كلام عاقل وداعية) بقوله: أسألكم بالله هل هذا كلام عاقل وداعية حسبنا الله ونعم الوكيل.. الكل يعرف معنى ما يقوله ولكن هيهات من تهديدكم هذا يامن تدعون البراءة والتدين، واللين من اعمالكم براء.. كنتم حتى الامس خطباء مساجد والان تدعون الى الفتنة والحروب الأهلية والطائفية حسبنا الله فيكم حسبنا الله فيكم!!
ويضيف بالقول" انا لست من المؤتمر ولا من اي حزب، لكن استغرب هذه التصرفات وكنت اتوقع مواصلتكم في تنوير الشعب حتى يفهم حقوقه بطرق سلمية ولكن ها انتم اليوم تكشفون الاقنعة عن مآربكم".
< أما أبو المعتز عبدالغني المجيدي، فقد وصف حزب الاصلاح بالحزب المترهل جماهيرياً، حيث قال: الإصلاح حزب قوي إلا انه اصيب بالترهل الجماهيري والتخمة التنظيمية فما عاد ذلك الحزب الملامس لهموم الناس كما كان، نرجو ان يعود الإصلاح لسابق عهده حزبا جماهيريا بامتياز".
< وتحت عنوان(اعرف صعتر شخصيا)، علق محمد العامري، بالقول:" اخواني انا اعرف عبدالله صعتر شخصياً فأنا اعيش في نفس الحارة اللي يسكنها واعرف الجامع اللي يخطب فيه والله الذي لا اله الا هو ان عبدالله صعتر انسان مريض (....) واتذكر ايام الثمانينات والتسعينات كان ينتقد اصحاب السيارات الفارهة في ذلك الوقت "ابودبة"و"ليلى علوي" انهم يلعبوا بالفلوس.. وعندما اصبح رئيس احدى الجمعيات الخيرية اصبح يملك ثلاث سيارات مونيكا آخر موديل والآن في المنبر لا يتكلم عن سيارات الـ"مونيكا" .. وهو من دعاة التدمير اينما حل اتمنى من عقلاء الاصلاح ان يغيروه من منصبه لأنه دائما ما يصب الزيت على النار بـ(....).. وهذه شهادة حق وامانة".
< وينصح المعلق، عبد الله السييلي، الشيخ المهندس- حد قوله- بالتجرد نحو الدعوة للسلم، لا الدعوة الى الحرب، حيث قال انه يعرف الشيخ المهندس منذ ان كان طالبا في الهندسة الكهربائية بالإسكندرية حيث كان مرحا واجتماعيا ولا يخفي طائفيته وعنصريته..
- ومن التعليقات على مؤتمر الجوف، قال احد المشاركين.. أليس اولى بالأخوة في التجمع اليمنى للإصلاح تلوين تنظيمهم من مختلف المديريات بدلا من احتكاره على مديرية الحزم وما حولها فلماذا كل هذه الانتقادات للحزب الحاكم اذا لم تبدؤوا بالتغيير بأنفسكم..؟!
في حين اطلق آخر على نفسه اسم "احمد" يقول تحت عنوان(المشترك الشاكي الباكي): ان الاصلاح والمشترك اصبحوا شاكين باكين ولا جدوى منهم، شوية قرارات واعتصامات ومجابرة وكلام فاضي ولم نر أي جدوى لها ولا يفعلوا شيء.. بس كلام و"بقبقه" ولا نرى منهم عمل اي شيء تعبنا من هذا وملينا امانه اني من اول لما شفت ان فيه صحوة كنت اتابع الاخبار وانا اريد اتابعها الآن لما ارى كل يوم نفس السيناريو مليت من قراءة الاخبار هذه اللي كل يوم وعليها مكرر استنكار.. هذا وما خفي أعظم..