الإثنين, 27-ديسمبر-2010
الميثاق نت -  حسن عبدالوارث -
مِن الناس مَن يمرُّ في الحياة العامة ويوميات المجتمع وأهله ، مرور الكرام ، بل مرور الغمام.. لا يكاد أحد ينتبه إليه أو يحسُّ بوجوده .. وحتى في مماته ، لا يكاد نبأ رحيله يثير أكثر من النطق بلفظ «الله يرحمه» من باب الواجب الاجتماعي والدافع الديني ، ليس إلاَّ ..
وثمة من استطاع أن ينفذ الى مناطق غير مطروقة ومساحات غير مسبوقة في وعي واهتمام الناس.. وبالتالي أستطاع أن يؤسس حالات استثنائية ، ويؤثث جوانب أساسية ، في وجدانهم العام.. فهو ملء الأسماع والأبصار ، بصماته بارزة هنا وهناك، في الحركة والسكون معاً..
ملايين ينتمون إلى النموذج الأول ، في هذا المجتمع أو ذاك.. وقلَّة قليلة هي المنتمية إلى النموذج الثاني.. غير أن الأمور تختلط ببعضها ، في بعض الحالات، حين تنعدم المعايير، أو تغيب القوانين المنظمة للحياة والنشاط العام، أو تذوب الأخلاق في مستنقع الانحطاط الجمعي، حيث يغدو النموذجان ممزوجين في قالب واحد لا فرق ثمة بين زيد وعبيد ، أو بين الفحمة والفرقد! وعلى هذا الأساس ، يمكن قياس العلاقة بين الإنسان ووطنه .. فثمة أناس يجتهدون لجعل وطنهم الصغير دولة جبارة ، كما فعل اليابانيون إثر الحرب الكونية الثانية ، أو كما صنع أبناء سنغافورة وماليزيا وتايوان وهونج كونج ودبي ، على سبيل المثال .. فيما يجهد آخرون لإحالة أوطانهم الكبرى إلى قرى صغيرة ..
انظر إلى ولي العهد القطري الشاب الذي وضع بلده الصغير في مصاف الدول العظمى ، بين ليلة وضحاها .. في الوقت الذي يتفانى بعض اليمنيين - ويفنون أنفسهم - من أجل جعل وطنهم العظيم بوحدته قطعاً متناثرة من الدويلات الصغيرة والقبائل الهشَّة !!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19047.htm