عبدالله الصعفاني -
حثت اللجنة البرلمانية بمجلس النواب الحكومة على ترشيد النفقات وتنويع مصادر الدخل عوضاً عن انتظار عائدات الغاز والنفط وتحسين عائدات الضرائب ورفض أشكال الالتفاف.
كلام جميل من البرلمان.. وكلام برأسماله كما يقول القبائل - وكلنا قبائل وناس أشراف..
برافو نواب الشعب فنحن فعلاً أغنياء بأسماك مياه العربي والأحمر والجزر النائمة فيهما.. ونحن أغنياء بتنوع المناخ الذي يعني تنوع فرص الدخل من عائدات الزراعة والسياحة.
كلام جميل لأن سفه الانفاق في بلاد مثل بلادنا لا يجوز والتساهل تجاه الضرائب والجمارك المستحق على الكبار خطأ حيث إن الدول العظمى نفسها لا تستثني لاعباً أو راقصة من دفع الضرائب..
غير أن في هذا التوجيه الصائب ما يثير ملاحظتين.. الأولى أن الاخوة أعضاء البرلمان لم يعملوا يوماً على الترشيد حتى أنهم ذات دورة انعقاد مبكرة قرروا أن يستلم عضو مجلس النواب مرتب «وزير» حتى لو لم يتم انتخابه مرة أخرى.. بل أن الحال وصل بهم حد تمديد فترة بقائهم تحت «القبة» على خلفية خلاف فرقاء السياسة.
الحكومة وهي مطالبة من البرلمان بالترشيد مطالبة من الناس ألاّ تفهم التوجيه بصورة خاطئة تقود الى تحميل أصحاب الدخل المحدود وشريحة الدخل غير الموجود عناء الترشيد الذي يدعو اليه البرلمانيون.
ترشيد الإنفاق كما أفهمه لن يتم بأن يفصل النائب لنفسه جيباً كبيراً بلائحة حقوق تتفق عليها كتل الحاكم والمعارض.. والترشيد الحكومي يعني ترقيع الشوالة وإصلاح جلدة حنفية المال العام لصالح شريحة البسطاء والمعدمين.
ويقابل الترشيد زيادة الموارد وزيادة فرص العمل وإعادة الاعتبار لمفردة الإنجاز ونصب مبدأ الثواب والعقاب.. وهذا ما يرضى الناس من حث البرلمان للحكومة على الترشيد.
نعم لسنا فقراء.. غير أن الفقر يسكن الدماغ..