جميل الجعـدبي -
منذ العام 2006م وهم يطالبون بتعديلات قانونية على قانون الانتخابات وينظمون الفعاليات الاحتجاجية والاعتصامات من أجل الضغط على الأغلبية المؤتمرية لاعتمادها، وعند استجابة الأغلبية المؤتمرية والبرلمان لمطالبهم وإقرار التعديلات يعتصمون احتجاجاً على إقرارها .
يطالبون باعتماد القائمة النسبية في النظام الانتخابي ويعتصمون احتجاجاً على مضي اللجنة العليا للانتخابات في الإعداد والتجهيز لإجراء استفتاء يستوجب اعتماد القائمة النسبية تنفيذاً لمطالبهم ونزولاً عند رغبتهم!
يعتصمون من أجل تشكيل لجنة عليا للانتخابات من القضاة ، ثم يعتصمون احتجاجاً على تشكيلها من القضاة، ويطالبون بتشكيلها من الأحزاب ولا يستطيعون الاتفاق على أسماء ممثليهم لتقديمهم للبرلمان لإقرارها ضمن اللجنة المرغوبة!
يطالبون بـ«الشراكة في السلطة والثروة» وحينما يأتي موعد الانتخابات يمددون للحزب الحاكم سنوات إضافية، ثم يعتصمون احتجاجاً على استمرار الحزب الحاكم في السلطة، يريدون المشاركة في السلطة وهم باقون في المعارضة، فلايفسحون المجال لمعارضة تحل محلهم ولاهم مستعدون لتحمل تبعات ونتائج المشاركة في السلطة!
لايروق لهم تعامل السلطة مع الخارجين على النظام والقانون باللين ولا يعجبهم أيضاً حزم الدولة تجاه قطاع الطرق وعناصر التخريب، إيقاف الحرب في صعدة بالنسبة لهم خيانة، وعدم اشتعال الحرب أيضاً خيانة وتفريط بالسيادة الوطنية ..!!
يتوهمون انهيار النظام في أية لحظة ولذلك فليس عليهم غير الفرجة والتواصي بالصبر وتجهيز أنفسهم لإرث السلطة بعد انهيار النظام باعتبارهم الوريث الشرعي والوحيد، ولاشيء يعيق حلمهم غير إطفاء الحرائق واستتاب الأمن والاستقرار ومؤتمر المانحين واجتماعات اصدقاء اليمن وحرص الأشقاء والأصدقاء على وحدة وامن واستقرار اليمن .!
يحملون مشاريع تجزئة لبلادهم تحت عناوين الفيدرالية ،وبلادهم تحمل مشروعاً كبيراً لتطوير العمل العربي المشترك وإنشاء اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي ، منحهم الناخبون من جميع الأحزاب والمستقلين أصواتهم لتمثيلهم في مجلس النواب كمؤسسة دستورية شرعية تراقب الحكومة وترعى مصالح الناخبين فإذا بهم ينكثون عهودهم وينخرطون في (كينونات) غير شرعية و(مجالس فئوية) ولجان غير دستورية تمثل وترعى مشاريع أصحابها فقط.!
تتداعى قوى التطرف والإرهاب للنيل من وطنهم ابتداء من جماعة الشباب المؤمن في الصومال مروراً بعناصر القاعدة والخارجين عن النظام والقانون في بعض المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة، وانتهاءً بـ« طالبان ألمانيا» وهم يتداعون لمزيد من الضغط والابتزاز للسلطة، يتباكون على هيبة الدولة وسلطة النظام والقانون وتدهور العملة ، ثم لايلبثون توقيع الاتفاقيات مع الجماعات المسلحة لمزيد من إنهاك الدولة وضرب الاقتصاد الوطني.
يطالبون بالشفافية ويزعمون مناصرة الحريات الإعلامية ويرفضون حضور وسائل الإعلام ومندوبي الصحف المحلية جلسات حوارهم ثم يشهرون سيوفهم بوجه أي صحيفة تتحدث عن مداولات حواراتهم ويتسابقون على كيل التهم والشتائم لوسائل الإعلام التي تقترب من غرف حواراتهم.
يتباكون على السيادة الوطنية ولا يتحرجون في استجداء رعاية إقليمية ودولية على حواراتهم، يذهبون بقوائم من يزعمون انهم معتقلون لمندوبي المنظمات الدولية وسفراء اوروبا وامريكا ويحجبونها عن وسائل الإعلام المحلية، يناصرون الحريات والحقوق ولا يقبلون رأياً مخالفاً داخل لجانهم وملتقياتهم، يبدون الحرص على المصلحة الوطنية وهم يبعثون الملايين لقطاع الطرق لاشعال المزيد من الحرائق ويوقعون اتفاقيات التوأمة مع الجماعات المسلحة وفقا لبياناتهم وتصريحات شركائهم في حراك التخريب .!!
تهيئة المناخات شعاراتهم ، وتشجيع أعمال العنف والتخريب والدفاع عن مرتكبيها ديدنهم ،الاعاقة والتعطيل استراتيجيتهم وعنوان ملتقياتهم ولذلك حان الوقت ليعتصموا لاعاقة الانتخابات ،وتعطيل المؤسسات الدستورية ، وضرب الاستقرار السياسي ،وإخافة المستثمرين وإرهاب السياح ..! وحان الوقت ليصفقوا لقطع الطرقات وقطع كابلات الاتصالات، وقطع خطوط الكهرباء ، واقتحام المدارس والمراكز الصحية ، لعرقلة اللجان الانتخابية والحيلولة دون وصولها للمواطنين الناخبين في السهول والجبال والوديان لممارسة حقهم الدستوري في اختيار نوابهم في البرلمان من مختلف الأحزاب السياسية والمستقلين، لاشيء يثير انفعالهم غير المواعيد الدستورية وشبح الانتخابات لذلك فانهم معتصمون، ليس احتجاجا على اطفاءات الكهرباء ، ولا ارتفاع سعر الديزل،ولا هزائم المنتخب الوطني في خليجي 20 ، انهم معتصمون احتجاجا على قدوم 27ابريل 2011م ، لانهم يدركون جيدا انتهاء صلاحيتهم في المعارضة ، ونفاد برامجهم في ملهاة الحوار، وان ثمة دماء شابة داخل المعارضة خالية من العقد والنزعات الشخصية تهدد مواقعهم ، ولذلك سيعتصمون داخل البرلمان وخارجه، سيعتصمون امام مجلس الوزراء ، وأمام لجنة الانتخابات ، وعند بوابة دار الرئاسة، وسواء شاركوا في الانتخابات ام لم يشاركوا ،سوف يكون من الصعب جدا زحزحتهم عن مقاعد البرلمان ، وذلك لأنهم ببساطة يعتقدون انها صارت ملكهم استنادا الى بدعتهم في التوافق ،وانها صنعت خصيصا لهم ، وسوف يورثونها لأبنائهم من بعدهم..!!
[email protected]