حاوره: فيصل الحزمي -
في قراءته للمشهد السياسي الحالي قال إنه لايحتمل أية اجتهادات غير قانونية أو مساومات وأحاديث خلف الكواليس والغرف المغلقة لإلغاء شروط الديمقراطية وآلياتها الانتخابية..
وأضاف: ان الفترة الماضية كفيلة بإعطاء صورة حقيقية لإفلاس أحزاب المشترك وأطماعهم السلطوية الانقلابية بفكر شمولي وعقلية عفى عليها الزمن..
قضايا وموضوعات مثيرة وضعناها على طاولة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن.. فكانت هذه التفاصيل:
< كيف تقرأون المشهد السياسي في ظل التوجهات لإجراء انتخابات نيابية؟
- بطبيعة الحال نحن نعيش في خضم فرحة عارمة لدى مواطنينا الذين استبشروا خيراً من أن أحد مكونات العمل السياسي الرئيسية في الوطن يقف معهم من خلال تثبيت حقهم في الانتخابات وأنه لم يساوم على هذا الحق الدستوري باعتباره حقاً مستمراً ضمن شروط الوحدة اليمنية وهو بقاء الديمقراطية، فاليمن لا تحتمل الاجتهادات غير الدستورية وغير القانونية وأية مساومات أو حديث يدور خلف الكواليس من أجل التأجيل أو الإلغاء لشروط الديمقراطية أو إحدى آلياتها وهي الانتخابات فتلك مشكلة كبيرة يتعرض لها الوطن وتتعرض لها العملية الديمقراطية كمنظومة متكاملة تبدأ بتثبيت أسس القانون والدستور ولوائحه المتفرعة عنه وانتهاء بانتخاب الشعب لممثليه.
المشترك أفلس
< من وجهة نظركم.. لماذا يرفض المشترك دخول الانتخابات رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها المؤتمر الشعبي العام؟
- المشترك من خلال اسمه يدل على أنه شراكة بين مجموعة متناقضة لا يجمعها شيء سوى الوصول للسلطة بأية طريقة، إما بطريقة المساومة أو المحاصصة أو الشراكة، يريدون أن يشاركوا بعيداً عن الاستحقاق الدستوري الذي يجب أن يكون، لكن عليهم أن يدركوا أن هناك وسيلة وحيدة للوصول الى السلطة وهي الانتخابات، وهذا ما لا يرغبون فيه لأنهم أفلسوا ولم يستطيعوا أن يقدموا للمواطنين سوى الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر وقد جربتهم الجماهير تجربة كاملة.. جربت الاخوان في حزب الاصلاح وجربت الاشتراكيين وبقايا الماركسيين وجربت الناصريين الذين يريدون ان يوصلوا الى السلطة بالانقلاب وهذا تاريخهم الذي لا يستطيع أحد أن ينازعهم فيه.. هم يريدون السلطة ولكن عبر الانقلاب أو بقية من بقايا البعثيين الذين ايضاً لم يستوعبوا بعد التجربة والحياة على مستوى منطقتنا العربية والانتكاسات التي مر بها هذا الفكر الشمولي المتعصب، أما حزب اتحاد القوى الشعبية فيريد أن يعيدنا الى ما قبل التاريخ والى أحضان الفكر الإمامي المتخلف، الأمر الذي- بلاشك- يتناقض مع منطق الحياة والدين.
الله يهديه
< ما تعليقكم على دعوات علي ناصر محمد لأبناء المحافظات الجنوبية بمقاطعة الانتخابات؟
- علي ناصر محمد - الله يهديه - هو وحدوي لكن الشاطر أحياناً يخطئ، وغلطة الشاطر- كما يقال- بألف.. لماذا لأنه جاء بنضاله السابق الوحدوي.. نعم هو وحدوي ووقّع على اتفاقيات الوحدة وبالتالي الوحدة مقرونة بالديمقراطية وإذا أراد علي ناصر وحدة على طريقته الشمولية فعليه أن يراجع نفسه، لأنه من المستحيل ان يتحدث شخص كان بالأمس يرفع شعار الوحدة واليوم يريد أن يعيدنا للانفصال، وأؤكد أنه ليس هناك مواطن جنوبي وآخر شمالي بل مواطن يمني وفقاً للدستور الذي صوتنا عليه جميعاً، والذي كان لعلي ناصر محمد دور في تثبيته، ولكن إن أراد أن يتراجع فليتراجع على نفسه، ودعوته لن تجد لها صدى، وأنصحه ألا يطرح مثل هذه الأطروحات غير الوطنية.
المؤتمر حلم المستقبل
< باعتباركم واحداً من أبرز السياسيين في الساحة الوطنية.. كيف تقرأون الحضور الجماهيري الكبير في مهرجان المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الذي أقيم في عدن وحضره فخامة الرئيس ومن قبله جماهير خليجي عشرين؟
- المؤتمر الشعبي العام يمثل كل الشرائح الاجتماعية.. يمثل المواطن الفقير ورجل الأعمال والمثقفين والمبدعين ومختلف شرائح المجتمع، لأنه حزب لا يعتمد على الشمولية والعقائدية في سياساته وإنما يعتمد كثيراً على الاطروحات الشعبية والسياسية، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه للمواطنين، وفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وهو يقود هذا التنظيم الكبير والحي والحيوي تلتقي معه الناس وتلتقي معه الجماهير، وأنا أتذكر عندما كنا نتحدث مع أبنائنا الطلاب أن المؤتمر الشعبي العام يريد أن يستقطب عناصر للانضمام إليه فتدفقوا علينا بالآلاف، والآن لدينا في جامعة عدن الآلاف يودون الانضمام للمؤتمر الشعبي العام، وهذا يدل على أن هناك صحوة حقيقية وخوفاً حقيقياً على الوحدة والتفافاً جماهيرياً واسعاً حول المؤتمر الشعبي لأنه يمثل إرادتهم ومشروعهم المستقبلي.. والمؤتمر يعتبر الماضي دروساً فقط والمستقبل هو الرهان بعكس بعض الاحزاب السياسية عندهم الماضي هو رأس المال.
توجه حقيقي
< هل استطاع المؤتمر أن يحقق برامجه الانتخابية؟
- المؤتمر الشعبي العام حزب طموح ولديه برامج واسعة ومتعددة وواقعي، فهو يعرف أن إمكانات هذا المجتمع شحيحة ولكنه بهذه الامكانات استطاع أن يوصل البنية التحتية الى معظم المواطنين في الوطن، فالجامعات أصبحت منتشرة في كل المحافظات، وبالنسبة للبنية التحتية للمدارس على مستوى الجمهورية فقد أصبحت الدولة موجودة في كل قرية وعزلة، بل القرية الواحدة فيها اكثر من منشأة تعليمية، وهناك توجه حقيقي للوصول بالخدمات الى الناس، نحن نعاني من نقص في قضايا التطبيب نتيجة التكلفة العالية، ونسعى في برامجنا في المؤتمر الشعبي العام إلى استيعاب هذا التحدي في المرحلة القادمة.. المرحلة الماضية استطعنا أن ننجز جزءاً كبيراً من الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي بل انه في مؤتمر داكار الاخير كان هناك شهادة لليمن من المانحين أنها برغم كل الصعوبات حققت تقدماً كبيراً في هذا المجال.
فوارق فلكية
< بالنسبة لجامعة عدن.. ما الذي حققته فيما يتعلق بتنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية؟
- لدينا في جامعة عدن دليل الجامعة وبلغة الارقام أفصح بشكل واضح عمّا حققته الجامعة عشية الوحدة وحتى 2010م ، أي أن عمرها اليوم أربعون عاماً عشرون منها في زمن التشطير، ومثلها في زمن الوحدة، وبين الزمنين فوارق فلكية بكل المعايير والأرقام وهذا جزء يسير من الأرقام، ونحن نحكي هنا بشفافية عالية لأنه جزء من ثقافة الدولة، وحكومة المؤتمر الشعبي العام ليس لديها أوراق مخفية وأوراق معلنة كل الاوراق على الطاولة وذلك لكي يعرف المواطنون حجم الإنجازات، وإذا وجدت بعض الاخفاقات هنا وهناك فنحن نعمل على تجاوزها، وسوف أتطرق الى جزء بسيط من تلك الارقام الموضحة في دليل الجامعة المنجز 2010م مع مقارنة أهم مؤشرات جامعة عدن خلال 1990م - 2010م ، ففي عام 1990م كان اجمالي أعضاء هيئة التدريس والتدريس المساعد 603، وأصبح في عام 2010م 1786 بنسبة نمو 296٪ ، ايضاً عدد الموظفين في عام 1990م 830 موظفاً ، وأصبح في 2010م 1327 بنسبة نمو 63٪ ، كما كان اجمالي عدد طلاب البكالوريوس عام 1990م 4415 طالباً وطالبة وأصبح في 2010م 30044 طالباً وطالبة بنسبة نمو 680.5٪.. وإجمالي عدد طلاب الدراسات العليا في الداخل عام 1990م فقط 14 ودبلوم عالي صفر، ماجستير 14، دكتوراه صفر، وأصبح في عام 2010م دراسات عليا في الداخل 1193، دبلوم عالي 386، ماجستير 702، دكتوراه 105 بنسبة نمو 8521٪، ايضاً ضمن الارقام في عام 1990م اجمالي عدد طلاب الدراسات العليا المبعوثين للخارج صفر، وأصبح في 2010م 222، عدد الكليات عام 1990م (8) كليات والمراكز العلمية (1) وعدد برامج الدراسات العليا ماجستير (2)، وبرامج الدراسات العليا دكتوراه (صفر) .. اجمالي قيمة الموازنة (88.612.300) وأصبحت هذه الاحصائية في 2010م عدد الكليات: (19) بنسبة نمو (237.5٪)، المراكز العلمية (12) بنسبة نمو (1200٪)، برامج الدراسات العليا ماجستير (42) بنسبة نمو (2100٪)، برامج الدراسات العليا دكتوراه (9)، إجمالي قيمة الموازنة بالألف ريال (744.394.400) بنسبة نمو (7583.3٪).
عظات وعِبر
< دعا فخامة الاخ الرئيس الى توثيق أحداث 13 يناير.. من وجهة نظركم ما أهمية تلك الدعوة وهل بدأتم في جمع التوثيق لتلك الأحداث وإلى أين وصلتم؟
- فخامة الأخ الرئيس وجه في كلمته الى الاتعاظ من دروس التاريخ.. الاتعاظ من المآسي التي عاشها الوطن، و13 يناير هي محطة وفصل من فصول المأساة، لكنه وجهنا الى شيء أكبر من هذا، اليمن أصبح كبيراً.. اليمن أصبح واسعاً.. اليمن أصبح له وجه قومي وجه وطني.. ما هو المفيد في أن ننسى الجراح دون أن نتعلم منه .. أن ننسى الجراح دون أن نعالجها، أن ننبش الماضي دون أن نستفيد من معطياته، لا.. قال لنا كيف نتعلم بمنهجية علمية مبدأ التسامح والتصالح، أي أني أنا أقبل الآخر بلونه وبتربيته وبأيديولوجيته وحتى بدينه ومذهبه.. إذا استطعت أنا أتعلم أني أقبل الآخر وأتعايش معه تحت سقف الدولة والوطن والدستور.. إذاً أنا حققت مبدأ التسامح والتصالح بين أفراد المجتمع .. الجامعة الآن ستقيم ندوة في 15 يناير القادم تستلهم فيها كل دروس الماضي وتتحدث بمسؤولية عالية حول فكرة أو منهج التصالح والتسامح في حياتنا السياسية وفي تعاملنا مع بعضنا البعض.
مع خدمة الوطن
< مجلس النواب نقاش أمس الأول بناءً على طلب من رئيس الجمهورية التعديلات الدستورية.. من تلك التعديلات نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات.. نظام الغرفتين- بمعنى دمج مجلسي الشورى والنواب ليصبح مجلس الأمة، أيضاً منح المرأة (44) مقعداً في البرلمان، أيضاً إلغاء الفترتين الرئاسيتين.. ما رأيكم بهذه التعديلات؟.. وهل ستكون شرعية في ظل مقاطعة المشترك للانتخابات؟
< أولاً في كل البلدان الديمقراطية في العالم دائماً تخضع الأقلية المنتخبة من الشعب للأكثرية إذا كان هناك مع هذا التوجه الرئاسي، والدعوة للتعديلات الدستورية أغلبية موجودة في البرلمان منتخبة شرعياً فهذا حق، وهذا مبدأ مهم في التعاطي مع العمل القانوني الدستوري، لا يمكن للأقلية ان تقود الوطن بحجة أنها أقلية وأنها تمثل هذا الحزب أو هذا التيار.. لا.. فمثلاً الكونجرس الامريكي .. مجلس العموم البريطاني.. البوندستاج الالماني.. »الروما« الروسي.. البرلمان الصيني، والبرلمان الياباني، الهندي.. جميعهم يتخذون قراراتهم على قاعدة الأقلية التي تقود الوطن أو أن الاقلية تحترم رأي الأغلبية وإرادتهم.. الموجودون في الساحة اليمنية من المهرة الى ميدي ومن حجة الى أبين وعدن يجب أن يحترموا الأغلبية أي الممثلين للمؤتمر.. فهل هم من كوكب آخر أم مواطنون يمنيون.. عندما يأتون من المواطنين وبإرادتهم يعرفون أن هذه قدرتهم على إقناع الناس.. في الانتخابات الماضية حققوا لهم (42) مقعداً .. يحترمون هذه الإرادة .. يعني لا نريدهم أن يبخسوا الناس أشياءهم، ومن هذه الأشياء الرغبة في التغيير والتعديل.. هذه التعديلات من خلال استماعنا الى القانونيين والى فقهاء الدستور والقانون المحلي والدولي هي تعديلات تخدم الوطن .. تعديلات تخدم التجربة اليمنية، فلذلك بالتأكيد أنا كمواطن اشعر أنها تخدمني، ولذلك نحن معها.{