ابن النيل -
ليس جديداً على شعب مصر.. ما بدا واضحاً وجلياً في ردة فعل الملايين من أبنائه على فاجعة اغتيال الرئيس العراقي الشهيد »صدام حسين« حيث مجالس العزاء وفعاليات التأبين، ومظاهر الادانة لجلاديه ومن هم وراءهم، إلى غير ذلك من تجليات الحزن ودعوات الثأر والانتقام.
وإذا كان أهل مصر قد أطلقوا على واحدة من قرى محافظة الغربية اسم شهيدنا العربي الكبير تخليداً لذكراه، وعرفاناً بما قدمه الرجل لملايين العمال المصريين في بلاد الرافدين إبان سنوات حكمه، فإن »عزبة صدام حسين« هذه تظل أحد أبرز شواهد الوفاء لشخصه، وقد فتح أبواب العراق أمام كل الاشقاء العرب، وفي مقدمتهم الأيدي العاملة المصرية، التي منحها من امتيازات الاقامة ما يتجاوز حقوق المواطنة، حتى في أحلك فترات القطيعة الرسمية بين بغداد والقاهرة.
بل ان الرئيس العراقي الشهيد منح عشرات الفلاحين المصريين أرضاً يزرعونها بين ربوع بلاده، وأقام لكل منهم منزلاً بذات المواصفات المتعارف عليها في الريف المصري.
ومامن أسرة مصرية ريفية على وجه الخصوص إلاّ وكان أحد أفرادها يعمل هناك سعياً لتحسين أحوالها المعيشية، او لإخراجها من ضائقتها الاقتصادية على الأقل. لكل هذا وذاك.. كان لابد من أن يحظى الرئيس العراقي »صدام حسين« بما يستحقه من تقدير بني قومه لمواقفه حياً، وفجيعتهم بحدث اغتياله شهيداً. فيا بغداد.. ما قتلوه لو تدرين أو ندري، وباقٍ في نسيج الجرح مابقيت خيوط الروح في أعماقنا تسري.
وياصدام.. معذرة، فتلك مشيئة الأوغاد، وأسرى نحن من زمنٍ، فلا عرب ولا أمجاد.. وإلى حديث آخر.