أحمد محمد راجح -
بدأ أوار حُمَّى الانتخابات يستعر، وذلك بعد أن تمت آخر خطوة والمتمثلة في اختيار وتعيين اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء من القضاة التي بدأت أعمالها في سباق مع الزمن، وحينما جد الجد وجدنا ان الكل بدأ يعي أن الخطوات بدأت، وأما قبل ذلك فلا يكاد ذوو المصلحة والمهتمون يلقون بالاً لكل ما يقال ويجري وكانوا يعتبرون الحديث عن هذا الموضوع غير ذي فائدة، لأنه حديث آتٍ بغرض المزايدة والمناكفة والكيد السياسي ليس إلا..
غير أن ما لفت نظري خلال هذه الفترة هو السكون الموجود لدى الاخوة المستقلين الذين لم نجد لهم أية فعالية أو نشاط يُذكر حيال ما يجري حول موضوع الانتخابات رغم أهميتها للبلاد ولهم باعتبارهم مكوناً مهماً من مكونات المجتمع اليمني السياسي، ما عدا ما نُشر حول اعتصام نواب المشترك ومعهم (المستقلون) مما يوحي بأنهم بذلك إنما يخالفون تسميتهم أو يخالفون الصفة التي تطلق عليهم على أقل تقدير في الوقت الذي كنت شخصياً أعتقد أن الكلمة الفصل التي ستعدل الميزان وسيكون لها تأثيرها البالغ هي للمستقلين بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع الحاكم أو المشترك في هذا الموضوع أو ذاك لأنهم - كما سبق القول - جزء مهم ومكون من مكونات المجتمع اليمني وباعتبار ان الظروف الآن مواتية وتخدمهم وترجح الكفة لصالحهم.. فماذا هم فاعلون؟.. أين سيضعون انفسهم في خضم هذه المعركة الانتخابية.. هل سيظلون بعيدين عنها.. وهل يقبلون لأنفسهم أن يكونوا في ذيل القائمة.. أم أنهم سينتبهون في الوقت المناسب ويشحذون هممهم للوصول الى المكانة التي يستحقونها ويقومون بدورهم الوطني المطلوب منهم.. ولعل ظروفاً حالت دون قيامهم بما يتوجب عليهم القيام به خلال الفترة الفائتة لغرض تهيئة أنفسهم ليوم الاقتراع..