يحيى علي نوري -
من يمارسون اليوم أساليب الدجل والتضليل ويرتكبون من يوم لآخر المزيد من الممارسات الدالة على عدم الاستغلال الأمثل لمثل وقيم الديمقراطية ويحاولون عبثاً تقديم الصورة السوداوية عن وطنهم ويختلقون أحداثاً وقضايا ما أنزل الله بها من سلطان في محاولة فاشلة لمقارنات ضعيفة وهزيلة بين واقع معيشي وواقع يعيشه وطنه وبين واقع دول أخرى، كل هؤلاء لاشك واهمون في كل ما يروجون ويعرضون له من آراء وتحليلات لا تمت إلى الواقع بصلة سوى عن عقليات متآمرة لا ترى في الوجود شيئاً جميلا.
وكل هذه الممارسات الديموغوجية التي يعتبرها الرأي العام واحدة من أساليب التضليل للمشهد اليمني تأتي في إطار إسقاطات لا هدف لها سوى النيل من النظام ولو كان ذلك على حساب ما يعيشه هذا النظام من إشراقات حقيقة في الممارسات الديمقراطية وتجسيد مبدأ الرأي والرأي الآخر، كما أن هذه الآراء والمواقف قد جاءت في غير مكانها لكونها قد قارنت الواقع اليمني بواقع دول عدة ما زالت تعيش حالة من الاحتقان السياسي بل ومن فقدان الممارسات الديمقراطية وفي أبسط أبجدياتها، ونقول ذلك بسبب أن هؤلاء المزعجون والمناكفون قد أوغلوا كثيراً وخاصة هذه الأيام في ظلمهم لوطنهم وفي الإساءة المتعمدة لتجربته الديمقراطية، ولكل ما تعيشه هذه التجربة من تفاعلات حقيقية والتي لا يختلف اثنان من المهتمين والمختصين في رصد التفاعلات السياسية من كونها أي هذه التجربة تعيش في أوج إنجازاتها بل واعتبارها من إشراقات الحقيقية التي لا يضعونها إلا في إطارها الصحيح وهو الصدارة في الحياة العربية السياسية المفعمة بكل دلالات التعبير الديمقراطي الحر .
وبأن اليمن وبما أمدتها تجربتها هذه من عوامل نجاح ستظل أنموذجاً حقيقياً ضد كل مظاهر الظلم والاستبداد وممارسات الكبت السياسي والإعلامي الذي تعاني منه شعوباً عدة، وأنه من الظلم أيضاً مقارنة تجربتها الرائدة الديمقراطية بتجارب آخرين، أكدت الأيام فشلها كما أكدت عظمة التجربة اليمنية مع كل فشلاً ديمقراطي تسجله شعوباً عدة ضد أنظمتها وترصد من خلاله بموضوعية كاملة معاناتها اللامحدودة من حالات الكبت السياسي والإعلامي والمصادرات اللامحدودة للحريات وبالصورة التي تتناقض مع أبسط أبجديات الإنسانية والأديان، وكل ذلك لاريب يجعلنا ندعوا هؤلاء المزعجين إلى التحلي بالعقل والمنطق وبأبجديات الممارسات الديمقراطية وإلى عدم الانجرار في الممارسات التظليلية عن وطنهم وبأن يكونوا خير حماة لتجربة وطنهم وأن يجسدون بكل شفافية وموضوعية المقولات الحقيقية التي يعيشها المشهد السياسي اليمني وعدم الإضرار بهذا المشهد وبكل ما يعيشه الشعب اليمني من إشراقات كنتيجة موضوعية لممارسته الديمقراطية، وهو ما يدعونا أيضاً إلى دعوة هؤلاء إلى أهمية أن يقوموا بالتسويق الإعلامي المثالي لتجربة وطنهم والتأكيد على أن الشعب اليمني قد تمكن بفضل إنجازاته الديمقراطية أن يتجاوز كل المنغصات التي ما زالت العديد من الشعوب تعاني منها وبأن تجربته أيضاً تقدم الدروس الحقيقية للآخر في الممارسة الديمقراطية كما نقول لهؤلاء إن مقارنة الواقع اليمني بغيره لا يمثل سوى جريمة لن تجد سوى استهجان الرأي العام اليمني بها ذلك لأن الرأي العام اليمني يدرك أهداف ومقاصد مثل هذه الممارسات التي لا تنطلي إلا على جاهلون وغير متابعون للحدث اليوم والفهم المدرك والمستوعب لكل إفرازاتها.
وكل ذلك يعني أن اليمن الجديد الديمقراطي الموحد ليس تونس الشقيقة حيث أدى واقع الأشقاء هناك إلى نتائج كارثية وهي ما نتابعه اليوم بأم أعيننا في أعظم رصد وتحليل للنهايات الحقيقية لسياسات الكبت ومصادرة الحريات للشعوب .