زعفران علي المهنا -
ن أتظاهر بالغباء لمجرد مجاملة المتناقضين.. لن أخترع لغة للتعبير عن احتجاجي لكل تلك الأصباغ التي يصبغون بها وجوههم .. لن أنهك قلمي برسم صور لمجموعة راقصين على ركام قيمهم ومبادئهم .. فوطني مازال بخير وتاريخ آبائي وأجدادي يشهد .. فلم يسجل التاريخ على أرض السعيدة بأن هناك يمنياً قتل نفسه كي يشرح للعالم بأن قضية الجوع هي أولويته.. فالإنسان اليمني هو الذي اخترع المدرجات على الجبال وزرعها وملأ بطنه وبطون أولاده منها.
ولم يسجل التاريخ على أرض السعيدة بأن هناك يمنياً رقع ثيابه فكيف بحرقها كي يبرهن للعالم بأنه فقير الملبس.. وسهول القطن تغزل بأيدٍ يمانية حتى بعد أن داهمتها شجرة الزقوم.
ولم يسجل تاريخ السعيدة بأن هناك يمنياً أغلق منزله في وجه الضيف كائناً من كان.. حتى وإن طحن ما تبقى من حبوب الذرة التي في مدفنه وقدمها وشموخه يفوق ارتفاع رائحة الخبز الذي داعب جوع أولاده..فهو اليمني يماني الحكمة رقيق القلب والفؤاد يعي تماما الفرق بين فقرنا وفقرهم، بين غضبنا وغضبهم، بين حاجتنا وحاجتهم، ففقرنا يتلاشى عندما نتذكر آيات الله سبحانه وتعالي في سورة آل عمران عندما قال: “ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم”، وأيضًا :”ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم” فالنفس اليمنية مطمئنة ومؤمنة..وفقرهم: مدنية معاصرة قاتلة امتزجت بالكبت والبعد عن الله تحولوا فيها إلى علب كبريت مهيأة للانفجار في أقرب فرصة.
وغضبنا: من فاسدين عطلوا كل شيء من حولنا..!!!..ومتناقضين وجوههم أصبحت ملونة كوجه المهرج يتحدثون عن الضمير والقيم والمبادئ.. وهم برمجوا ضمائرهم وقيمهم ومبادئهم حسب خطط وميزانية جهات نعرفها جيدا.. فهي كالأفاعي تجيد التلوي وسلك الطرق المتعرجة!! فتجعلهم بتلك الأقنعة يستقرون في أعمق وأقذر المراتب.
وغضبهم: بأنهم أصبحوا من فصيلة الزواحف لايسمح لهم بممارسة دور غير الزحف بصمت وكبت فكان ذلك الانفجار.. وحاجتهم :لمنبر حرية..وحاجتنا: أن نفرق بين من يقاسمنا حقيقة الانتماء لليمن .. وحقيقة تمزيق اليمن فالأول الأمان، والآخر العار وبينهم شعرة معاوية..فتتشابه الحكايات علينا، وتتشابه التفاصيل مما يؤدي في النهاية إلى انتصار الشرفاء الذين سيلتقطون شعرة معاوية.. دون أن يلوثوا أيديهم بملامسة الذباب المتساقط على طرقات الخيانة.. فلسنا مجبرين على تنفيذ حكم أسيادهم بنا..!!!..فاليمن لنا.. وعليهم أن يغادروا محطات استغفالنا، فقطارتهم لن تصل، ووعودهم لن تصدق.. وعلينا ان نرتدي ثوب تلاحمنا كي يسترنا، ونكسر كل قيود العبودية للآخر.. ولنربت على ظهورنا بأنفسنا، فنبث الدفء في أرواحنا، ونقبل رؤوس قلوبنا وجباهها، فمنذ أن فتحنا أعيننا على ثرى هذا الوطن ونحن نمنح بلا حدود ونترفع بلا حدود ونحتمل مالا يحتمل بلا حدود، لذا وجب علينا أن نمنحهم أحجامهم الحقيقية فكم تضخموا على أكتافنا فاكتسبوا قوالب لا تتناسب مع قوالب أحجامهم ولونا سوادهم وصدقنا كذبة الألوان..آن الأوان أن ترتب كل المساحات.. آن الأوان أن ندفن كل التفاصيل التي تصدع لحمتنا وتكاتفنا ولننحنِ في داخلنا من أجلنا في زمن تغيرت فيه مفاهيم كثير من التسميات فمسلسل الغباء لابد أن ينتهي.
فلماذا كل هذه الفوضى وكل هذا الغرق في وحل المرتزقة والخونة.
فاصلة:
الخطأ أن نكتفي بأضعف الإيمان ونحن نملك قدرة التبديل والتغيير وقدرة النصح والإرشاد ظناً منا بأنه لايحق لنا الكلام بصوت مرتفع وبأننا لا نملك القدرة على تغيير الكون.