الإثنين, 31-يناير-2011
الميثاق نت -  نعمت عيسى -
إن ما يجول ويصول في الساحة العربية بدءاً من تونس وانتهاءً بمصر من أحداث تدهش الناظر والسامع والقارئ لأحداثها التي تذهل العقل من مفارقات لتسارع عجلة الأحداث بصورة مهرولة توحي بأن هناك دعوة مصيرية أصابت الوطن العربي وخاصة الدول الواقعة في القارة الافريقية.
فنحن لا ننكر بأن هيجان هذه الشعوب ما هو الا عاصفة حقوق بعد هدوء.. ونحن مع أن يكون للشعب مطالب حقيقية في تصحيح اعوجاج منظومة البلاد والحفاظ على المصالح الوطنية، ولكننا ضد أن ترتفع هذه المطالب وسقفها لتطال عنان السماء وخيرات الارض وذلك بما نراه من أقوال وأفعال تخريبية تمارسها تلك الجماهير بدءاً بالمطالبة بسقوط هيبة الدولة وانتهاءً بسلب ونهب المال العام والخاص وكأن ذلك حق شخصي في السلب ومطلب آخر للنهب.. متناسين أن هذه حقوق آخرين وأمانة الشعوب لبعضها البعض في سلسلة الحقب المتوارثة.
إن الأوضاع الأخيرة التي تشهدها البلدان الافريقية من انقسامات السودان وغياب الشرعية الدستورية وانهيار الحكم في تونس وتعدد المطالب في مصر لهي المناخ الملائم لبعض ضعفاء النفوس لانتهاز هذه الفرص للاندساس ضمن تلك الجماهير لتهتف معهم بمصالحهم واهمة الشعب بأنها معهم ولكنها في الحقيقة تحمل غايات للهتاف بمصالحها الطامعة لاتباع سياسة «فرق تسد» لاستفادتها بعد ذلك من تفكك الشعب وغياب المنظومة الامنية حتى يتسنى لهم التسلل تدريجياً للوصول لمنابع الموارد العامة للدولة كقائمين عليها أو حبهم للإمساك بكرسي السلطة والحكم.. فعلى الشعوب العربية أن تعي ماذا تريد وماذا تفعل!!؟ كونهم المتضررين من نتائج تلك الانقسامات والانقلابات الأمنية التي سيعود مردودها عليهم بما سيترتب بعدها من ضياع للحقوق وعدم الاستجابة لمطالبهم الحقيقية الهادفة للتنمية والتغيير الحقيقي. فهذه رسالة عاجلة للشعوب العربية بأن تحزم أمرها وتعقل أفعالها في ايجاد الصورة والفعل السليم لعرض مطالبهم دون تخريب وتدمير وحتى تكون شعاراتهم سلمية ومنطقية ورادعة للفساد دون أي انفعالات تؤول لإزهاق أرواح الأبرياء..
كما انها رسالة عاجلة ايضاً لرؤساء الشعوب العربية للإسراع في تصحيح هذه الإعوجاجات وبتر جذور الفساد وتجفيف منابعه والتغيير الحقيقي في أساليب نظامهم، حتى ينشر الشعب بعدها البذور الصالحة التي قام بتنقيتها بنفسه ليرى بعدها نباته الذي زرعه وليكون وحده من يجنيه.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19579.htm