ليتعظوا من أحداث مصر -
في تحليل سياسي جدير بالتأمل، لملامسته حقيقة ما يجري من أحداث في «مصر » قال المحلل السياسي والباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية ب «موسكو » فلاديمير كازاكين في معرض رده على سؤال لقناة »روسيا اليوم »مساء 29 يناير الماضي حول رأيه في ما يدور في الشارع العربي من ثورات غضب: )إن هذه الثورات ليس لها زعامة أو حزب قادر على قيادتها، فالقوة الإسلامية الراديكالية- يقصد بها الأخوان المسلمين لم
تتمكن من بسط سيطرتها على المتظاهرين في الشارع(، وها قد صدق في ما ذهب إليه، إذ اكتشف المتظاهرون، وبعد مرور اثني عشر يوماً أنهم بلا
زعامة تقودهم وتتفاوض باسمهم مع السلطة أو الخارج ،على الرغم من مشاركة ثمانية أحزاب كبرى معارضة أشهرها حزب )الأخوان المسلمون(، كما اكتشف معظمهم أن كل هذه الأحزاب لا تمتلك رؤى وبرامج سياسية،أودينماكية القيادة الجماهيرية في أحرج وأسوأ الأوضاع التي دفعتهم إليها قيادات هذه الأحزاب وورطتهم فيها.. ومما زاد الطين بلة، تصريح الناطق باسم » الأخوان المسلمون » مساء السبت الماضي قال فيه، مبرراً فشل قيادة حزبه: » إن الحزب لا يريد أن يضفي على هذه الثورة- بحسب زعمه- الصفة الإسلامية .»
وعلى الجانب الآخر، حيث يقع «عرين الأسد »حامي النظام العالمي الجديد، دارت جلسات ساخنة تحت قبة مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس 3فبراير الجاري، أطلق عليها » جلسات استماع »اتهم خلالها كبار المشرعين الامريكيين أجهزة الاستخبارات بالبطء في التنبؤ بثورة نبتت جذورها في الشبكة العنكبوتية » هذا ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست » صباح اليوم الثاني وفق السياسة الإعلامية للإدارة الأمريكية، لكن الحقيقة الخفية في الصياغة الخبرية عن تلك الجلسات الساخنة تشير
إلى انخداع وكالة الاستخبارات الأمريكية ال «سي. آي. إيه » والخارجية الأمريكية ووكالات المخابرات الأخرى بالتقارير الكيدية والمعلومات المبالغ فيها التي تستقيها تلك الأجهزة من أقطاب المعارضة والقوى السياسية المصرية، والذين أوهموها بأنهم في يوم وليلة من الاحتجاجات سيطيحون بحسني مبارك ونظامه، حتى أننا لاحظنا في بداية الاحتجاجات نبرات التعالي والوعيد في تصريحات هيلاري كلينتون ونظرائها من دول الغرب الموجهة للنظام، وبعدها بأسبوع تلاشت سيما بعد جلسة الاستفاقة- أي الاستماع التي إليها أشرنا- فبعد أول تصريح للبيت الأبيض بأن على مبارك التنحي فوراً، أفادتنا وكالة الأنباء « أ.ف.ب » مساء أمس الأول بأن المبعوث الأمريكي إلى مصر صرح بالقول: «إن على مبارك أن يبقى خلال الفترة الانتقالية »، وقبله دعا «بلسكوني » إلى الانتقال المنظم للسلطة، والإبقاء على مبارك » ووصفه بالمرجع.. فهل تعي أحزاب »المشترك أن الانتفاضات وتهييج الشارع، والتي لا يشارك فيها سوى أعضائها وأولادهم وأقاربهم ليست نزهة في بستان، وأن تقاريرهم واتصالاتهم بسفارات أجنبية والتهويل عليها بقدراتهم على الإطاحة بزعيم مثل علي عبدالله صالح وبحزب مثل المؤتمر الشعبي العام بين عشية وضحاها لن يصدقها أحد بعد الدرس الذي تعلمته أمريكا من أحداث مصر، وأن أية مغامرة من قبلهم، بعد اليوم، لن يغفر لها الشعب اليمني إذا أوقعوه
بخديعة في أتون محرقة كمحرقة ميدان التحريربمصر العربية.
قال الشاعر:
فذق كالذي قد ذاق منك معاشر
لعبت بهم إذ أنت بالناس تلعب
)ابن المفز عِّ(
[email protected]