الأحد, 21-يناير-2007
سند‮ ‬محمد‮ ‬الصيادي -
وقفت أدون معجباً ما مثلته رؤى ومنهجية الحكمة والتي انتهجتها القيادة السياسية الحكيمة منذ عقد ونصف وحتى يومنا هذا، استشف من سطور الأرشيف اليمني أبعاداً عميقة الأثر لمسناها مجسدة على واقعنا اليوم، في وطن آمن ومستقر يواكب بخطى ثابتة الركب العالمي في التنمية‮ ‬والتطوير،‮ ‬ينعم‮ ‬جميع‮ ‬أبنائه‮ ‬بمواطنة‮ ‬متساوية‮ ‬ودستورية‮ ‬كفلت‮ ‬لهم‮ ‬المشاركة‮ ‬في‮ ‬بنائه‮ ‬ورسم‮ ‬دعائم‮ ‬حاضره‮ ‬ومستقبله،‮ ‬دون‮ ‬إلغاء‮ ‬أو‮ ‬تهميش،‮ ‬وبمنتهى‮ ‬شفافية‮ ‬التعامل‮ ‬والتعبير‮.‬
ليس هناك ما يدعو للتساؤل حول أسباب ما تحقق في اليمن في سبيل ترسيخ أسس الدولة المتينة للمستقبل، فليس هناك يد سحرية امتدت لتغير معالم الواقع الذي كان معقداً يعاني وطأة ارثه ومشاكله التي شكلت عقبة أمام كل المناهج التي حاولت ارتجالاً التغيير المبني على القسر، وضيق الرؤية وعدم اتضاح الأهداف، لكنها الحكمة المتسعة والمتحررة من قيود الأنا والمنهجيات الراديكالية المستوردة، والحرص الكبير على مقومات هذا الوطن التي ان أحسن التعامل معها شكلت روافد مهمة في المشاركة الايجابية لخدمة الوطن والسعي به نحو تحقيق أهدافه السامية‮ .‬
اليوم،لم يعد هناك متسع منطقي للتقليل والتشكيك، وذر الرماد على العيون، فقد تلاشت مسارح العزف على الجروح بعد ان تعافى الجسد اليمني من علل الماضي وتراكماته وموروثاته في ظل قيادة حكيمة انتهجت سياسة غير محابية او تحريضية او استغلالية، ولم تستفرد أو تفرض طابعاً برجماتياً‮ ‬على‮ ‬سلوكيات‮ ‬قيادتها‮ ‬لدفة‮ ‬البلاد،‮ ‬كما‮ ‬حاولت‮ ‬أن‮ ‬تصل‮ ‬إليه‮ ‬بعض‮ ‬القوى‮ ‬المعتلة‮ ‬داخل‮ ‬الوطن،‮ ‬وكما‮ ‬يحدث‮ ‬الآن‮ ‬في‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬الشقيقة‮ .‬
ففي ظل الشفافية الديمقراطية عرف المواطن اليمني طريقه إلى المشاركة في المسؤولية والحكم دون توصيات او نفوذ، واستطاع أيضا أن يعبر عن نفسه وعن مشاكله بصوت واضح ومسموع في مناخ ديمقراطي لا يضاهى، بعد ان نجحت القيادة السياسية في معالجة مشاكله المتأزمة وزرعت بذور المواطنة‮ ‬والانتماء‮ ‬للوطن‮ ‬ومكتسباته‮ ‬ومبادئ‮ ‬ثورته‮ ‬العظيمة،‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬الانتماء‮ ‬القبلي‮ ‬والطائفي‮ ‬الضيق‮ .‬
وحلقت الحكمة فخلقت أبعاداً أوسع انعكس أثرها على العلاقات الدولية، فكان موقف اليمن ثابتاً وواضحاً أمام كل القضايا العربية والدولية، مواقف تنم عن حياد ايجابي دون مساومات أو مبايعات او تخلٍّ عن ثوابت .
ونالت اليمن ثقة واحترام المجتمع الدولي نتيجة لما حققته من قفزات نوعية في كل المجالات، أهلتها لان تكون مثار اهتمام العالم، وشجع على السعي للتنمية والاستثمار وتأهيل ودعم الاقتصاد اليمني، وزاد ذلك من التوقعات بأن تصبح اليمن رقماً اقتصادياً مهماً في المنطقة.
أليس كل ما تحقق هو نواة ليمن المستقبل المؤسسي ثابت النهج سلمي التداول، يحتضن أبناءه بكل أطيافهم وانتماءاتهم تحت " حزب الوطن " ويفسح الطريق لتنشئة مجتمع حضاري خالٍ من الاحتقان والتطرف، متسلح بالعلم وروح الانتماء
هذا‮ ‬ما‮ ‬ظل‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬يعمل‮ ‬لأجله‮ ‬عقوداً‮.. ‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1973.htm