د. علي مطهر العثربي -
أعتقد أن الذين يظهرون مع الأزمات ليصبوا الزيت على النار لايمكن أن تكون لديهم ذرة من إيمان أو وطنية، ولايمكن أن تكون أفعالهم صادرة من ذواتهم وإرادتهم ورغبتهم، بل إن هؤلاء الضعفاء رهنوا أنفسهم للغير وأصبحوا مجرد آلات تسيرهم تلك القوي التي تمكنت من تجنيدهم لإثارة الفتنة وإشعال نيرانها في يمن الإيمان والحكمة.
إن الاصرار على الفتنة والخروج ليل نهار من أجل التحريض والدفع بالبسطاء والمغفلين دليل أكيد على الارتهان، لأن الحرص على الفتنة واشعال نيرانها ومحاولة إحراق الأخضر واليابس، لايمكن أن يعبر عن حالة طبيعية أو دوافع ذاتية أو رغبة شخصية، ولو كان الأمر كذلك ما خرج بعض المأجورين ليلاً من أجل الدفع بالمساكين والمغرر بهم لإحداث التخريب ورفع الشعارات التي لا تعبر بأي حال من الأحوال عن اليمن واليمنيين وأصالتهم وحكمتهم وإيمانهم وصدق انتمائهم لبلدهم أرضاً وإنساناً، ودولةً وتاريخاً وعراقةً وأصالة.
لقد أدرك رئيس الجمهورية أبعاد المؤامرة على الوطن وبادر إلى سد باب الذرائع وقدم مبادرة رئاسية استجابة لكل المطالب التعجيزية لأحزاب المشترك وقطع الطريق على المزايدين والمكايدين وأصحاب الطموحات غير المشروعة وتجار الحروب، وكانت المبادرة الرئاسية بمثابة صوت الإيمان والحكمة، قدرها العالم بأسره وأشاد بها، ورغم ذلك مازلنا نسمع ونشاهد حالة من الهوس لدى البعض لأن المبادرة لم تكن متوقعة، وأن الاستجابة لتلك المطالب التعجيزية كانت بمثابة الصفعة غير العادية، نظراً لعدم إيمان البعض بما طرحه ويعتبره مجرد وسيلة لتحقيق غاية أخرى هي التدمير والانهيار وحرق الأخضر واليابس والنيل من مكاسب الثورة والوحدة، والعودة باليمن إلى ما قبل قرون التخلف والجهل، ظناً من القوى والعناصر الحاقدة على الثورة والوحدة والديمقراطية أن ذلك يسهل عليها الوصول إلى السلطة ويمكنها من إحكام السيطرة على الشعب بهدف ممارسة سياسة الانتقام.
إن الحكمة اليمانية قد فوتت ذلك المخطط الإجرامي القائم على التحالفات الداخلية والخارجية باستجابة الرئيس لكل ما طرحته قوى الصلف في اللقاء المشترك، وبات العالم يدرك أن عدم الاستجابة الفورية لهذه المبادرة يدل على أن هناك قوى عدوانية ترغب في تدمير اليمن ولا تؤمن بالديمقراطية والتعددية السياسية وتحرص على إشعال الفتن.. إنها قوى ظلامية حاقدة ليس على اليمن فحسب بل على الإنسانية جمعاء، ولا يحكمها دين أو اخلاق، لأن الغاية لديهم تبرر الوسيلة، وهو سلوك شيطاني ينبغي الحذر من التعامل معه والحرص على وحدة الصف ومكاشفة المغرر بهم وإطلاعهم على جوهر الحقيقة، لأن الحاقدين على بلادنا يحاولون ليل نهار الزج بها في أتون الصراعات الدائمة خدمة لمن يسيرونهم من الخارج ويدفعون لهم ثمن الفتنة.. فالحذر منهم.. ولنعمل من أجل اليمن.