الإثنين, 14-فبراير-2011
الميثاق نت -    حسن عبدالوارث -
اليوم‮ ‬،‮ ‬بات‮ ‬العربي‮ ‬مرادفاً‮ ‬لصفات‮ ‬في‮ ‬غاية‮ ‬القبح‮ -‬لدى‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬الكوني‮ - ‬أبرزها‮: ‬التخلف‮ ‬والعنف‮ ‬والهمجية‮ ‬والإرهاب‮.
وعادت الناقة العجفاء لتربض فينا.. وغدت كل الأدران سابحة في كريات دمنا.. حتى النخوة، تلك الميزة العظيمة والسمة التليدة، ماتت فينا وشبعت موتاً ، بعد أن فقدنا خاصية الفروسية والنبل والشرف الرفيع الذي بات "يُراق على جوانبه الدم " من دون أن "يسلم من الأذى"!
وإلاَّ‮ ‬بماذا‮ ‬نصف‮ "‬فارساً‮" ‬عربياً‮ ‬يسفح‮ ‬قناني‮ ‬الشمبانيا‮ ‬وزبد‮ ‬الصبايا‮ ‬في‮ ‬الملاهي‮ ‬الأوروبية،‮ ‬متخيلاً‮ ‬أنه‮ ‬يسفح‮ ‬دماء‮ ‬الجنود‮ ‬الصهاينة‮ ‬على‮ ‬مشارف‮ ‬القدس‮ ‬الشريف،‮ ‬أو‮ ‬دماء‮ ‬الغزاة‮ ‬الأمريكان‮ ‬على‮ ‬مذبح‮ ‬كربلاء؟‮!‬
وإلاَّ‮ ‬بماذا‮ ‬نصف‮ "‬فارساً‮" ‬عربياً‮ ‬آخر‮ ‬يدفع‮ ‬ملايين‮ ‬الدولارات‮ ‬ثمناً‮ ‬لحذاء‮- ‬مجرد‮ ‬حذاء‮!! - ‬فيما‮ ‬يمتنع‮ ‬عن‮ ‬دفع‮ ‬ثمن‮ ‬رغيف‮ ‬خبز‮ ‬لطفل‮ ‬جائع‮ ‬في‮ ‬خان‮ ‬يونس،‮ ‬أو‮ ‬ثمن‮ ‬قميص‮ ‬جديد‮ ‬لطفلة‮ ‬يتيمة‮ ‬في‮ ‬البصرة‮ ‬؟‮!‬
وإلاَّ‮ ‬بماذا‮ ‬نصف‮ "‬فارساً‮" ‬عربياً‮ ‬آخر‮ ‬وآخر‮ ‬وآخر،‮ ‬يقيم‮ ‬ليلة‮ ‬حمراء‮ ‬في‮ ‬أرقى‮ ‬أحياء‮ ‬لندن‮ ‬بلغت‮ ‬كُلْفتها‮ ‬مئات‮ ‬الآلاف‮ ‬من‮ ‬الجنيهات‮ ‬الاسترلينية،‮ ‬في‮ ‬الليلة‮ ‬ذاتها‮ ‬التي‮ ‬قصفت‮ ‬الطائرات‮ ‬الإسرائيلية‮ ‬مخيم‮ ‬جباليا؟‮!‬
وبعد‮ ‬هذا‮ ‬وذاك‮.. ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬ننتظره‮ ‬من‮ ‬أنفسنا‮ ‬،‮ ‬وقد‮ ‬غدت‮ ‬سيوفنا‮ ‬من‮ ‬خشب،‮ ‬وأحصنتنا‮ ‬من‮ ‬خشب،‮ ‬ودروعنا‮ ‬من‮ ‬خشب،‮ ‬وقلوبنا‮ ‬ورؤوسنا‮ ‬وضمائرنا‮.. ‬كلها‮ ‬خشب،‮ ‬لا‮ ‬نبضَ‮ ‬فيه‮ ‬ولا‮ ‬عَصَب‮!‬
وبعد‮ ‬هذا‮ ‬وذاك‮.. ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬تنتظره‮ ‬غزة‮ ‬منا؟‮!.. ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬تنتظره‮ ‬بغداد؟‮!.. ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬تنتظره‮ ‬كل‮ ‬مدينة‮ ‬عربية‮ ‬تعرضت‮ ‬للاغتصاب،‮ ‬جهاراً‮ ‬نهاراً،‮ ‬قبالة‮ ‬أعيننا‮ ‬التي‮ ‬أعْمَتْها‮ ‬ذنوبنا‮ ‬وعيوبنا؟‮!‬
آه،‮ ‬يا‮ ‬عرب‮.. ‬آه،‮ ‬يا‮ ‬عرب‮.. ‬آه،‮ ‬يا‮ ‬عرب‮.. ‬استوطنهم‮ ‬الطاعون‮ ‬والسُّل‮ ‬والجَرَب‮! (‬من‮ ‬كتابه‮ ‬الأخير‮: ‬حديقة‮ ‬الحيوان‮ ‬اليمنية‮).‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19777.htm