ناصر العطار -
جميع البشر ومنذ الأزل يعرّفون الفوضى بأنها سلوك ونهج مشين يدعو لمصادرة الحقوق والحريات وتعطيل العمل بالتشريعات والقوانين والأعراف المنظمة لشؤون الحياة وجعل مصلحة الفرد أو الأقلية مقدمة على مصالح الجميع ورأي الغالبية، وانها على النقيض والتضاد مع الديمقراطية وفي صراع دائم كونها تمثل الشر والباطل.. ويؤيدهم في هذا جميع التشريعات السماوية والنظريات الفقهية والفلسفية بمختلف مشاربها منذ العصر اليوناني.
ومع كل ذلك ورغم الظروف العصيبة والمنعطفات الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية من القهر والإذعان للاستعمار الحديث، نجد من يروج ويساند ثقافة الفوضى وإحلالها بدلاً عن الديمقراطية الناشئة بالشعوب بهدف تمزيقها وإهدار مقدراتها البشرية والجغرافية.. والاشد غرابة ان تستغل الظروف المعيشية والبطالة لدى الشباب للتحريض على الفوضى في حين انهم المتسببون في البطالة لانهم من يستجلبون العمالة الاجنبية بدلاً عن المحلية ومن يسخرون الثروات النفطية والمعدنية- التي تقع تحت أقدام البعض منهم- لخدمة أعداء الأمة.
وأولاً وأخيراً بات المعول في اخراج وتجنيب بلد الايمان والحكمة الانجرار وراء دعاة الفتنة والتمزق مرهوناً بتجاوب ابنائه وفي مقدمتهم الشباب والاحتكام للعقل والمنطق والتعاطي الجاد والموضوعي مع مبادرة فخامة رئيس الجمهورية، وسيجدون انها قد استوعبت مطالبهم ومطالب اللقاء المشترك والوطن بأكمله، وان الاستمرار في الفوضى لن يثمر سوى المزيد من البطالة وتدهور الوضع المعيشي وربما -لاسمح الله- سنعود لأزمنة التشطير والاقتتال والرضوخ للاستعمار من جديد، ناهيكم عن الوضع الخاص لهذا الشعب من الانفجار السكاني الكبير الذي يقابله إهدار الماء في ري القات رغم ضآلة الثروة المائية.. ثم -وبصدق وحق- ألا تعد الشعوب التي ربما يعتبر ما حدث فيها قدوة كانت تسعى للحصول على مطالب متضمنة في مبادرة رئيس الجمهورية..
# رئيس دائرة الشئون القانونية