الميثاق نت - اليمن وطنا جميعاً نعيش تحت سمائه ونفترش أرضه ومسؤوليتنا ان نصونه ونحافظ عليه ونحميه ونعمل على تجنيبه المخاطر والمحن لا ان نعمل على جر ابنائه الى الصراعات والفتن والتخريب والفوضى.. من أجل ذلك على العقلاء فيه اعادة قراءة الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني على نحو متجرد من انانية الذات وأهواء المصالح ليعوا ويدركوا ما الذي يجب القيام به لنستحق الانتماء اليه وهذا يتطلب وقفة ضمير نابعة من حرص حقيقي على اليمن، مستوعبة ان مرجل مفاعل هذه الفترة والناجم عن تداعيات احداث جرت وتجري في محيطنا العربي تختلف أوضاعها عن اليمن سياسياً واقتصادياً وبالتالي الاسباب والعوامل التي أدت اليه ربما لها مبرراتها وهي لاتنطبق علينا، فنحن بلد ديمقراطي تعددي ويمكن حل خلافاتنا على أساس هذا النهج وتغليب الحوار على قاعدة من الخيارات التي كلها نهايتها مجهولة العواقب لاسيما وان باب الحوار لم يوار أو يغلق في يوم من الايام وهو مفتوح وسيبقى كذلك والدخول اليه يتطلب فقط تحكيم العقل والضمير والاجابة على الى أين نسير بالوطن في هذه الاصطفافات التدميرية ؟! او ادراك ان الكارثة عندما تحل لن تستثني احداً ولن ينجو منها أحد ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم ولايرى الأمر كما يفترض ان يُرى.. لهذا على العقلاء في السلطة والمعارضة وفي أي مكان من ارض الوطن ان تعلوا اصواتهم وتطغى على كل ضجيج يحاول ان يقذف بالجميع الى الهاوية وعلى اولئك ان يريدون تصفية حساباتهم مع الوطن وثورته ووحدته.. على العقلاء أن يقولوا لهم بصوت واحد: لا إن اليمن وطننا جميعاً ولن نسمح بهد سقفه على رؤوسنا.. هذا ماينبغي ان يكون في حساب الجميع مسؤوليتهم اعلاء قيم الحوار وتوضع كل القضايا على الطاولة وتناقش واية تنازلات تقدم في سبيل الوصول الى حلول ترضي الجميع وتصب في مصلحة الوطن، هذه الروح المسؤولة والحريصة التي يتوجب ان تسود ولايكون فيها مكان للحسابات الخاصة الأنانية والآنية أو الأجندات والمشاريع الصغيرة التي علينا ان نتجاوزها الى مشاريع بحجم الوطن ومستقبل اجياله فنحن مدعوون في هذه اللحظات الى وقفة تكبرنا أمام أنفسنا والذين سيأتون من بعدنا.. وقفة تجعلنا كباراً في نظر العالم.
الوطن اليوم ينادي كل ابنائه ويستصرخ وعيهم وضمائرهم ليكونوا معه قولاً وفعلاً وبالتالي التوافق والاتفاق على قاعدة الحوار الذي هو أقل كلفة من أي منزلق خطير يمكن ان تنزلق اليه البلاد والعباد ويدفع البعض اليمن اليه بظن انه بهذا المنزلق سوف يصفي حساباته اويحقق مطامعه واحلامه وهو مايجب ان لايسمح به العقلاء انطلاقاً من أننا بالديمقراطية والحوار قادرون على حل تبايناتنا وخلافاتنا مهما كانت صعبة ومعقدة علينا ان نلتقي في منتصف الطريق منها نسير معاً في طريق بناء اليمن الجديد الموحد الديمقراطي المزدهر والمتقدم الذي به ينعم كل ابنائه بخير وبأمن وأمان وحرية وعزة ورفعة معاً يصنعون الحاضر والمستقبل.
* افتتاحية26 سبتمبر |