حسن عبدالوارث -
اندلعت المظاهرات في الشوارع العربية ، وسالت الدماء على الأسفلت ، واشتغلت قناة «الجزيرة» بوتيرة عالية لخمسٍ وعشرين ساعة في اليوم !!
واشتعلت الحرائق في النفوس والرؤوس وإطارات السيارات والمباني والمتاجر والمساكن والمتاحف .. وانهال الرماد على الخطابات والكتابات والنكات !!
وأصبح في كل عاصمة عربية ثمة مكان يُطلق عليه ميدان التحرير أو ساحة التحرير .. وراح المواطنون العرب يتحررون من كل أشيائهم ، عدا زوجاتهم !!
واتصلت بي الإذاعة الأمريكية «سوا»تسألني عما يحدث في صنعاء وغيرها من مدن اليمن .. وفوجئتُ بأن قلقاً خاصاً يكتنف تلك «الدوائر» بصدد احتمالات تطور المشهد اليمني بالذات ، يختلف تماماً عن نظرتها إلى ما حدث أو ممكن حدوثه في تونس والقاهرة وطرابلس والمنامة وعمَّان والجزائر وسواها من العواصم العربية..
وبدا واضحاً أن مصدر ذلك القلق هو الحجم الهائل للسلاح الشخصي المتوافر لدى اليمنيين ..وهم يدركون - كغيرهم - أن ملايين البنادق والقنابل والمسدسات والبوازيك ليست لعبة أتاري أو مظهراً من مظاهر الزينة القبلية !!
لذا ، كانت الإذاعة تُشدِّد على الحديث حول هذه الظاهرة ومدى إمكانية تحوُّل المشهد السائد إلى حرب أهلية قد يطول أمدها ويتسع نطاقها ويسوء أثرها إلى ما شاء الله ، الأمر الذي قد يدفع قوى دولية أو إقليمية إلى التدخل المباشر في قلب الأحداث !!
هذا الأمر يدركه الأمريكان وسواهم من القوى النافذة في الساحة السياسية والاستخبارية الدولية.. لكن هل يدركه اليمنيون ، وفي المقدمة منهم ساستهم وزعماء أحزابهم؟!