احمـد ناصـر الشـريف - ومن ثم الانفراد بسورية التي ترى فيها الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائىلية عقبة كؤدة تقف في طريق تنفيذ مشروع السيدة »كوندوليزا رايس« والخاص بإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد الذي ستذوب فيه كل الدول العربية وتصبح منظومة موالية لما يريده القادة الصهاينة في إسرائىل.
أما الشيء الذي يؤكد على جدية هذه السيدة »الحديدية« في وزارة الخارجية الأمريكية ويثبت مصداقية ما تقول على الأقل في هذا الوقت بالذات الذي تعيش فيه الأمة العربية وانظمتها وقادتها أسوأ الأوضاع المأساوية- أنها بدأت فعلاً في التنفيذ الفعلي على أرض الواقع كدليل يبرهن على أنها لم تعد تخيف الحكام العرب بتصريحاتها النارية التي فقدت بريقها في العراق وحققت فشلاً ذريعاً بقدر أنها تمكنت هذه المرة ان تجر أنظمة عربية عدة لتقود هذا التوجه الجديد للسياسة الأمريكية والصهيونية وتنفذه صاغرة طائعة.. الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية وبعض الحكام العرب يضغطون على »إسرائيل« لمواصلة مهمتها في لبنان بعد ان شعروا بتململ القادة الصهاينة مما يواجهونه على أيدي المقاومة في لبنان واصطدامهم بحسابات غير متوقعة..
ولذلك لم يكن أمام الجيش الصهيوني بعد أن جرب كل الوسائل العسكرية للقضاء على المقاومة اللبنانية وفشل إلاّ أن يقوم بالضرب العشوائي وتدمير البنية التحتية لكل لبنان من جسور وطرقات ومنازل تهدم على رؤوس ساكنيها من النساء والشيوخ والأطفال، وحتى الشاحنات التي تحمل أدوية ومساعدات لم تسلم من القصف لأن هذا العدو الغاشم أصبح يتخيل من كثر الذعر والخوف الذي ألحقته به المقاومة اللبنانية ان كل شيء يتحرك على الأرض يحمل منصات اطلاق للصواريخ.. وهو بعمله هذا الجبان يراهن على الجبهة الداخلية في لبنان للانقلاب على المقاومة.. لكن الذي حدث ان الجبهة الداخلية ازدادت تماسكاً وقوة فكاد هذا العدو يفقد صوابه، وقد امتد هذا الشعور إلى الإدارة الأمريكية نفسها.. والسؤال هنا: هل تنجح »رايس« في تنفيذ مخططها؟!!
|