ابن النيل -
استبقت الإدارة الأمريكية لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس »أبو مازن« مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية »حماس« في العاصمة السورية »دمشق«.. بإيفاد وزيرة خارجيتها الى الوطن المحتل، لقطع الطريق أمام أية محاولة للتوصل الى صيغة توفيقية بين الجانبين.. من شأنها تمكين حكومة »هنية« من ممارسة مهامها الوطنية المفترضة، بعد طول تعطيل لمؤسساتها الحكومية، بفعل اصرار الجانب الصهيوني وحلفائه على وضع العراقيل التعجيزية في طريقها بغية افشالها، او اعاقتها على الاقل، سعياً لانتزاع اقرارها بشرعية ومشروعية ما لا تريده ولا ترضاه، منذ كانت الانتخابات التشريعية الفلسطينية والى يومنا هذا.
ولا غرابة في ذلك.. فقد اعتادت الولايات المتحدة على مثل هذه المناورات السياسية الخبيثة والمغرضة، كلما كانت الامور مرتبطة بما يعود بالخيرعلى الواقع الفلسطيني، فنراها في العديد من الحالات المماثلة.. عادة ما تلجأ الى حيلة الالتفاف على الحقيقة للحيلولة دون انصافها، بينما تأتي مواقفها قاطعة وحاسمة -بالمقابل- كلما كانت الامور مرتبطة بما يكلف امن واستقرار كيان العدو.
الغريب في الأمر.. ان كونداليزا رايس لم تحمل لنا حال زيارتها المفاجئة هذه اي جديد يذكر، وان كانت قد اخرجت من جعبتها مقترحاً بفكرة اقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة لحين التوصل الى ما من شأنه تحريك »عملية السلام« اياها، بمعنى منح أهلنا في فلسطين المحتلة.. وعلى شاكلة ما اصطلح على تسميته بتجارة »الشنطة« ما يعد -على سبيل المثال- بمثابة »دولة سفري«، بحيث يتمكنون -إن عاجلاً او آجلاً- من اصطحابها معهم في حلهم وترحالهم، وبكل سهولة ويسر، فلربما يجدون انفسهم في قادم الايام بحاجة الى الهجرة خارج حدود وطنهم »الضائع« بحثاً عن مستقر بديل في غيره من البلدان، وارض الله واسعة كما نعرف، عندها.. يصبح بمقدروهم اصطحاب دولتهم المقترحة هذه، لتخفيف حدة معاناتهم من الغربة في بلاد المهجر.
ولا غرابة كذلك.. ما دمنا في زمن العجائب كما يقولون، والى حديثٍ آخر..