بقلم / جمال زويد -
متى ستنضم اليمن إلى منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ سؤال تكرّر طرحه من غير أن نتمكن من الوفاء بالإجابة عليه. فاليمن لا تنقصه مقومات وأسباب أن يكون عضواً كاملاً وفاعلاً ومؤثراً في هذه المؤسسة العربية المشتركة الصامدة على مدار عدة عقود بخلاف
التحالفات العربية الأخرى التي إما ولدت ميتة أو تم ذبحها في سنينها الأولى. واليمن الذي يقع في الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية ويُعتبر أحد بواباتها المهمة ويتحكم في ممر مائي دولي في غاية الدقة والأهمية، كما يشكّل بسكانه البالغين أكثر من عشرين مليون نسمة رافداً رقراقاً من روافد العروبة والإسلام تحتاج إليه منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمجابهة أية أخطار تستهدف النيل من عروبتها أو المساس بأراضيها وزعزعة أمنها واستقرارها. اليمن التي يُقال في سبب تسميتها باليمن لأنها على يمين الكعبة المشرّفة، والعرب يتيامنون، والجهة اليمنى رمز عندنا للفأل الحسن، كما لايزال بعض أهل اليمن يستعملون لفظة الشام بمعنى الشمال واليمن بمعنى الجنوب. أما أهل اليمن وناسه فيكفيهم شرفاً مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وثناؤه عليهم في عدة أحاديث نبوية شريفة، منها ما قاله لأصحابه مرحبا بوفد اليمن: «أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا منكم، وألين أفئدة، وهم أول من جاء بالمصافحة«. وقوله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان يمان، الفقه يمان، والحكمة يمانية«. وأما أهل اليمن وناسه فهم أيضا أصحاب فضل وخدمات وأيادٍ بيضاء على معظم دول مجلس التعاون، شاركوا بعقولهم وسواعدهم في بناء نهضتها وتحقيق تطورها ولهم إسهامات متميزة في شتى مناحي الحياة الخليجية، وتداخلوا وتصاهروا معنا حتى أصبحوا في شغاف القلوب ومآقي العيون. وأما أرضها فاليمن مهد الحضارات وتمتلك مقومات سياحية متنوعة ففيها من التاريخ، والآثار، والمقومات الطبيعية ما يجعلها بلداً سياحياً متميزاً، ويعتقد الكثير من المقربين أنها ستكون الوجهة السياحية الأولى في الأعوام القليلة القادمة. كما يُنظر إلى اليمن على أنها بلد واعد بالخيرات والموارد الاقتصادية الهامة والثروات الطبيعية التي لم تستغل اقتصاديا حتى الآن، الأمر الذي سيحقق بانضمامها إلى الكتلة الخليجية نقلة ايجابية نوعية قد لا تكون مسبوقة على كامل هذا الإقليم المتأزم. بالطبع اليمن، بل وأحسب شعوب الخليج لا ينتظرون أن تنحصر عضوية اليمن السعيد في البطولات الرياضية، وفقط. فالحقيقة أنه لا يحتاج إلى بطولاتنا الرياضية مثلما لا نحتاج منه إلى هذه المشاركة، فالآمال والطموحات ترجو أن ينضم اليمن اليوم قبل الغد في الكيان الخليجي المعروف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
نقلاً عن أخبار الخليج