امين الوائلي -
أصحاب مشروع "نشر الديمقراطية« تخلوا عنه.. بل إنهم يعترفون بالعيوب الفادحة والأخطاء الفاحشة التي وقعوا فيها ونجم عنها فشل ذريع مني به المشروع.
> المحافظون الجدد.. وهم أصحاب الامتياز في تبني هذه السياسة الاستعلائية والترويج لشرق أوسط جديد عبر إحداث هزات تغييرية صاخبة في المنطقة العربية، هم ذاتهم عادوا وتنكروا لتلك السياسة الحمقاء.. حتى أن أهم وأبرز رموز المحافظين الجدد جرجروا أمريكا إلى هزائم سياسية وفشل ذريع.. وبعد ليتحولوا بعدها إلى معارضين بشراسة للسياسة الأمريكية واحتلال العراق و»نشر الديمقراطية"!!
> السيدة "رايس" نفسها لم تعد تحبذ التطرق إلى مواضيع مؤلمة مثل "نشر الديمقراطية" و"التغيير الديمقراطي" أو حتى "الحوار مع الإخوان"..
وبحسب كبريات الصحف الأمريكية فإن قائمة أولويات الوزيرة رايس قد تبدلت تماماً.. وصارت تؤمن بأن "الرب« حق وأن مصالح أمريكا لم تعد في سياسة »نشر الديمقراطية« والتغيير القسري و»الشرق الأوسط.. الإنقلابي« كما كانت خلال السنوات الأربع الماضية.. وإنما تكمن- مصلحة أمريكا- في استقرار المنطقة العربية واحترام خيارات شعوبها وعدم السماح بتوسع دائرة العنف والفوضى وانفلات الأمور كما حدث في العراق.. وكما هو مرشح للحدوث في غير بلد عربي، مما يهدد مصالح واشنطن قبل غيرها.
> لم تعد هذه من الأسرار أو مما تتكتم عليه الإدارة الأمريكية.. والمشكلة ليست في واشنطن بل في عدم اعتراف الأحزاب والمعارضات العربية بما حدث ويحدث.. فالذين رقصوا على أنغام زفة »نشر الديمقراطية« وعزف السيدة رايس غير مصدقين أن »شهر العسل« قد انتهى بمرارة في حلوق إدارة البيت الأمريكي الأبيض.. ولم يعد في متناول المعارضين من »المارينز« العرب إغواء واشنطن وحلب البقرة الأمريكية أكثر مما قد كان!
> بالنسبة إلى أمريكا فإن كل شيء قد تغيَّر.. وبالنسبة للمعارضات العربية وإخوان عواصم الشرق الأوسط لم يتغير شيء.. فلا يزالون يراهنون على دعم وسياسة الإدارة الأمريكية للوصول إلى الحكم وأخذ مكان الحكام والأنظمة الحالية.. على اعتبار أن هذه هي »نشر الديمقراطية«، وأن الديمقراطية لن تعني شيئاً ما لم يصل هؤلاء إلى كراسي الحكم وقصور الرئاسات العربية!.
> في المحصلة لم يكسب المعارضون من فئة »المارينز العرب« شيئاً: خسروا مصداقيتهم وكفاءتهم أمام شعوبهم.. وخسروا »مسمار أمريكا« الذي لم يعد صالحاً لتثبيت صورهم على جدران وواجهات القصور والعواصم العربية (..).
> بعد هذا.. ماذا لدى »إخوان« اليمن ليجادلوا به عن خطاباتهم العوراء وسياساتهم العمياء المضبوطة على موجة سفارة »سعوان«؟ وتحديداً.. ماذا لدى ناطق »المشترك« ليقوله عن »التحالف مع الشيطان« كما سبق وأفتى بمشروعيته؟!.